عبده الزراع
الأغنية الشعبية للأطفال (2)
الأغنية الشعبية أحد المفردات التى تشارك فى تكوين شخصية الطفل، إذ أن الأغنية هى أقرب الأشكال التعليمية التى يمكن من خلالها السير بالتنشئة الاجتماعية فى الطريق الذى ترجوه الأسرة وبالتالى المجتمع بالإضافة إلى معاونة الأم فى تعليم الطفل بعض المهارات الأساسية. (الامام، 2001، 171).
الهدف من هذه الأغانى:
نبعت هذه الأغانى من الاحتياج الإنسانى: الرغبة فى التعبير عن الفرح أو عن الحزن أو لاستئناس الكون وخلق حالة مؤنسة يؤكد بها الإنسان عمق حضوره من الوجود، ثم صارت الرغبة فكرة ثم جرى تشخيص الفكرة فى كلمات ذات تشكيل إيقاعى يحتوى مضمونا موسيقيا موازيا لما تتضمنه الكلمات من معان ومشاعر وصور من الحياة، ثم تعود إلى الوجدان الجماعى وقد صارت شكلا جماليا، كيانا فنيا قائما بذاته يحدث فى النفوس تأثيرا خاصا يمكن تقريب صورته بهذا التشبيه الأدبى: إن النفس البشرية مثلها مثل الثوب كثيرا ما تتكرمش وتنضغط فى بعضها وتنكسر بسبب الهموم والمشاغل والمسئوليات وما إلى ذلك، وعندئذ تكون الأغنية بمثابة المكواة الساخنة التى تمر فوق النفس الإنسانية (المتكرمشة) فتفردها وتبسطها، فإن لم تفعل ذلك فهى أغنية باردة، والأغنية الباردة هى التى خلت من الهم الإنسانى، من المضمون الشعورى الصادق والشعور يكون صادقا حينما يكون له أرصدة شعورية مشابهة أو من نفس العائلة فى بنوك الوجدان الإنسانى العام. (شلبى، 2008، 8).
وتكتسب الأغنيات قوتها ونفوذها من مدى انتشارها على ألسنة العامة، لذا تخلد فى الوجدان الشعبى، لما تقوم به من دور فاعل فى سياق اجتماعى على مستوى القبيلة أو القرية، والتى تجمعهم مصلحة واحدة وهدف واحد. (شلبى، 2008).
أهمية الأغانى فى حياة الطفل:
لعله من الصعب بمكان أن نحصى الكم الهائل ومدى النفع العميم الذى اكتسبناه من خلال الأغنية البسيطة، فكم من أخلاق تغرسها فينا، كالصبر والأدب واحترام الفقراء والكبار، والإحسان إلى الحيوان وحب الطبيعة وحب الوطن، وبعض التسلط والقوة الغاشمة، وغيرها من الخصال والسجايا الحميدة التى تغرس فى قلوبنا ونحن أطفال.
ترى هدى قناوى أن الأغنية قد تكون وسيلة لأغراض متعددة:
• فهى قد تكون وسيلة للإقناع والترفيه وجلب السرور للطفل.
• وقد تكون الأغنية وسيلة للتعبير عن انفعالات الطفل.
• والأغنية وسيلة للسمو بحس الطفل الفنى ورفع ذوقه الأدبى.
• والأغنية وسيلة لنمو وتكوين اتجاهاته وقيمه ومثله العليا.
• تعلم الطفل كيف يستعمل صوته منغما (جمال، 2013، 307).
