الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
العمر لحظة

العمر لحظة






كيف تقيس عمرك.. هل تقيسه بالإنجاز.. أم بلحظات السعادة.. بما تكتسبه من حكمة  أم بما تتركه من أثر.. طبعا القياس الحسابى البسيط ليس هو إجابة السؤال.. ولكن للسؤال مغزى آخر.
قبل اختراع وسائل المواصلات.. السفر كان يستغرق شهورًا وأحيانا سنوات.. رحلة الحج المقدسة خير دليل.. الآن الموضوع لا يستغرق أكثر من ساعتين.. الفرق بين الشهور والساعتين هو عمر إضافى لك.. إضافى على جدك الذى مر بهذه التجربة منذ ألف عام..
هل تذكر الذهاب إلى المكتبات العامة والبحث عن كتاب معين.. أو البحث بموضوع معين.. هل تتذكر الأدراج الكبيرة التى تحتوى على آلاف البطاقات الصغيرة.. هل تتذكر كم مرة بحثت ولم تجد ما تبتغيه.. وذهبت الى مكتبة أخرى؟.. ومن مكتبة إلى مكتبة حتى تعثر على الكتاب المطلوب أو أقرب كتاب إليه فى الموضوع محل البحث؟
هل تتذكر كم كنت تستهلك ساعات وأيامًا وأنت تبحث عن معنى معين أو رأى فى موضوع؟.. هل تتذكر خجلك عندما كنت تجلس وسط أصدقاء وتجدهم يتحدثون عن موضوع لا تعلم عنه شيئًا ومصطلحات غريبة.. تخجل أن تسأل فيتضح أنك الجاهل الوحيد.
هل تتذكر انتظارك للعدد الأسبوعى من مجلتك المفضلة.. أو انتظار نشرة الأخبار لمعرفة مايدور حول العالم؟
هل تتذكر بحثك فى كتاب كبير عن فقرة معينة؟.. هل تتذكر كم من الأيام مرت وأنت تحاول تذكر حديث شريف أو أين قرأت تفسيرًا معينًا لآية قرآنية؟
هذا العمر المهدر فى محاولة البحث تلاشى تماما.. يمكنك الآن فى غضون  ثوانٍ معدودة أن تتعرف على كل ما كان يستغرق منك ساعات أو أيام.
هل تتذكر كم من الوقت والجهد للاتصال بصديق.. أو بقريب مسافر لدولة أخرى.. أو لتصوير وتحميض وطباعة مجموعة من الصور.
هذا تغير الآن.. فى تقديرى أن عصر المعلومات وشبكات الاتصالات فائقة السرعة.. وقواعد البيانات ومصادر المعلومات المختلفة قد جعلت العالم حجرة صغيرة. وأضافت إلى أعمارنا مئات السنين.
هل تريد أن تحس بالفرق.. افتح محرك البحث جوجل واكتب كلمة مصر باللغة الإنجليزية.. سيعود اليك 628 مليون نتيجة بحث.. فى 0.64  من الثانية.. اكتب كلمة مصر باللغة العربية سيعود اليك 280 مليون نتيجة بحث.. فى 0.75  من الثانية.. فعلا.. العمر لحظة.. وللحديث بقية