الشيزوفرينيا الإلكترونية

مرض الشيزوفرينيا أو ما يطلق عليه الفصام... هومرض عقلى يصيب 1% من الناس وأعراضه تشمل الهلوسة والأوهام والاضطرابات الفكرية والحركية... السينما أعطت انطباعا مغايرا لحقيقة المرض... فالمريض بهذا المرض يعيش حياتين منفصلتين تماما... شخص محترم متزن صباحا وقاتل بدم بارد ليلا... سيدة محترمة وفاضلة تتحول إلى راقصة فى ملهى ليلى ثم تعود صباحا إلى صوابها... (راجع أفلام عماد حمدى وسعاد حسنى وآخرين)...
حقيقة الأمر أننا نعيش شيئا من هذا الفصام عندما نتعامل مع شبكة الإنترنت... لن أسميه فصاما ولكن التعبير الأفضل هو «ازدواجية»...
إحساس بالراحة والحرية غير المحدودة يشعر به مستخدم الإنترنت وخاصة شبكات التواصل الاجتماعى... حيث يبدأ الأمر بالعديد من أساليب الاختفاء والتصرفات التى لايمكن التفكير فى عملها فى الواقع المادى لاعتبارات كثيرة...
يبدأ الأمر بانتحال أسماء شخصيات أخرى.. أو الاختفاء وراء أسماء لاتدل على شىء مثل «طائر الليل الحزين».. أو «حجابى سر سعادتى»... بعد هذه الخطوة تبدأ مجموعة من خطوات الازدواجية شديدة التعقيد... فقد تجد أحدهم وهوشيخ كبير... يطارد الفتيات الصغيرات... أو يضع آيات قرآنية وأدعية... ثم يسب معارضيه السياسيين بأقذع أنواع السباب... العجيب أنك قد تجد أحدا من أبنائه يضع له علامة إعجاب على هذه البذاءة... بل ينشرها...
الكذب والادعاء فى أماكن وسفريات لم يقم بها... أناس لم يلتق بهم أبدا وينشر صورا له معهم وهى صور مركبة تركيبا بدائيا...
تغيير الهوية شىء آخر... سيدة تدعى أنها رجل أو العكس... الدخول بحرية على مواقع تبث مقاطع إباحية أو مشاهد عنف شديدة... أشياء لم ولن يقدم عليها إذا وجد شخص بجواره يحدق فى شاشة تليفونه المحمول... أشياء لا يمكنه أن يجاهر بقيامه بها...
انتشرت منذ سنوات عصابة دولية تستخدم مجموعة من الفتيات فى ابتزاز الرجال وتهديدهم أن من يقوموا بتحويل مبالغ مالية كبيرة إلى أحد البنوك الخارجية... الأمثلة لا نهائية.
الأمر له شقان..... الشق الأول هوضرورة توعية المستخدمين بأن الإنترنت بواقعه الافتراضى أضحى يماثل الواقع المادى تماما... ولكنه أخطر قليلا... بإمكانيات النشر والاتصالات السريعة... لكن الهوية والأفعال والتصرفات لابد من أن تكون محسوبة... أنت لن تسمح لضيف بدخول منزلك ولكنك فى نفس الوقت تترك ابنتك فى غرفتها وهى تجلس بالصوت والصورة مع أناس غير معلومين من كافة أرجاء الأرض!!!! هل تعرف مايقولون أوماذا يفعلون؟... هل تعرف ماهى الأفكار التى يتم (حفرها) فى وجدانها؟.. لا أريد أن أجعل الصورة سوداء.. ولكن رفع الراية مطلوب... قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات سيقوم بتنظيم هذا الأمر... سيحمى ابنتك من هؤلاء... وسيحميك أيضا... وللحديث بقية0