الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ماذا لو

ماذا لو






ماذا لو طلب أحدهم أن يعرف تاريخ استخدامك للإنترنت.. البرامج التى استخدمتها والمواقع التى دخلت عليها..يحصل على الحسابات التى تستخدمها..يتعرف على أجندة مواعيدك.. يعرف بيانات وأرقام تليفون أصدقائك.. بالطبع يتعرف على مكانك الحالى وأين ذهبت.. يستخدم خدمة الرسائل القصيرة على هاتفك المحمول.. له القدرة على الدخول على واستخدام صورك الشخصية ومقاطع الفيديو.. يستخدم الكاميرا الأمامية والخلفية فى الهاتف.. يستخدم الميكروفون يتعرف على الشبكات التى تدخل عليها وتستخدمها فى الاتصال بالإنترنت وبياناتها.. يعرف رقم هاتفك المحمول وأرقام الهواتف التى تتصل بها.. هل لديك معلومات إضافية تعتقد أنها مهمة؟
هل يوجد أى شىء آخر على هاتفك المحمول أو على بطاقة التخزين لا يمكن الوصول إليه؟.. هل تعتقد أن من يطلب منك أن تسمح له بهذا سيستخدم هذه البيانات لصالحك؟.. هل تعرف من هذا؟  ببساطة هذه هى البيانات التى يطلب منك برنامج التواصل الاجتماعى الأشهر (الفيس بوك) أن تسمح له بالإطلاع عليها قبل أن تقوم بتنصيب البرنامج على هاتفك.
هل هو الفيس بوك الوحيد الذى يطب السماح بهذا؟.. هل جربت أن ترى ما يطلبه برنامج الواتس أب.. أو الماسنجر؟
هل تعلم أن الفيس بوك اشترت تطبيق واتس اب بقيمة 19 مليار دولار فى عام 2014 وتستمر فى تقديم كل خدمات الاتصال مجانا؟
هل تعتقد بأنه يوجد شىء مجانى فى الحياة؟.. حتى الصدقة والزكاة تكون لوجه الله تعالى وابتغاء مرضاته وطمعا فى جنته.
هل تعتقد أن «الإعلانات» وحدها كافية على إبقاء تلك الخدمات مربحة لملاك تلك الشركات وحملة اسهمها؟
هل تتذكر فيلم الحاسة السابعة.. عندما كان يمكن للبطل أن يقرأ أفكار المحيطين به؟.. ضع قطع المكعبات بجوار بعضها البعض.. محرك بحث عملاق اسمه جوجل.. الشركة تمتلك اندرويد الموجود على أكثر من 80% من الهواتف المحمولة حول العالم ولديها أكبر قاعدة بيانات مصورة فى التاريخ تدعى يوتيوب.. ولديها البريد الالكترونى الاشهر جيميل.. كل ذلك مجانا.. كم هم رائعون أولئك الذين يفرحون بالأشياء المجانية.
لا تقلق الأمر ليس بهذا السوء.. الأمر يعتمد عليك أنت وعلى تحركك وتصرفك على هذه الشبكة العنكبوتية.. هل هو تصرف محسوب ومسئول أم تصرف منطلق بلا حدود.. مهما تقدمت التكنولوجيا وأدوات الاتصال والمتابعة والتحليل.. يبقى العنصر البشرى الواعى هو المحرك والحاكم والمسيطر.. يظل الإنسان محور هذا العصر.. وللحديث بقية.