الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
حقوق الإنسان الإلكترونية

حقوق الإنسان الإلكترونية






بداية قبل التطرق إلى حقوق الإنسان أريد أن أشير إلى أن هذا الموضوع جدلى خلافى لا اتفاق عليه بين دول العالم المختلفة.. الجدل والخلاف يكون فى الفرعيات وليس فى الأصول.. لا خلاف حول الحق فى الحياة.. الحق فى المساواة أمام القانون.. الحق فى حرية التعبير..الحق فى الخصوصية.. الحق فى العمل والتعليم والصحة.. حق تقرير المصير..الحق فى ماء نظيف.. تدور نقاشات عديدة حول إضافة حقوق جديدة مثل الحق فى الدخول على شبكة الإنترنت.. نعم الحق فى الدخول  على شبكة الإنترنت.. كوريا الشمالية مثال على ذلك.
وإذا أخذنا الإنترنت كحق من حقوق الإنسان نجد أن الأمر لا يتوقف فقط على إمكانية الدخول....حيادية الإنترنت موضوع فى غاية الأهمية.. فقد يمكنك الدخول على شبكة الإنترنت ولكن قوانين حيادية الإنترنت قد تمنعك من دخول مواقع معينة بنفس سرعة مواقع أخرى.. محركات البحث قد تخدعك بإعادة ترتيب النتائج لغسل عقلك.. ناهيك عن إغلاق بعض المواقع تماما بناء على موقعك الجغرافى الذى تستخدم الإنترنت منه.
السؤال هو: «هل يمكن أن يكون لديك حقوق إلكترونية أكثر حرية من حقوقك فى العالم المادى؟».. سؤال جدلى يطفو على السطح نظرا لطبيعة شبكة الإنترنت والتى تسمح بالاتصال بطرق مختلفة بين كل أفراد ومؤسسات وحكومات الكرة الأرضية بصورة غير مسبوقة.. اتصال يخضع طرفه الأول أحيانا إلى قواعد وقوانين ومثل وعادات وتقاليد وثقافات تختلف تماما عن قواعد وقوانين وثقافات الطرف المستقبل.. صراع  ثقافات وقوانين لا ولن ينتهى.
حماية البيانات الشخصية فى الاتحاد الأوروبى تخضع لقواعد تختلف تماما عما يحدث فى الولايات المتحدة الأمريكية.. دول الاتحاد الأوروبى تبحث عن حماية بيانات مواطنيها حول العالم.. سواء عند تعاملهم مع الأنظمة الفنية خارج الاتحاد الأوروبى.. أو لمجرد استضافة تلك البيانات لدى كبرى شركات الاستضافة بالولايات المتحدة الأمريكية.
فى مصر ستتم مناقشة قانون حماية البيانات الشخصية فى دور الانعقاد المقبل لمجلس النواب.. هذا القانون مهم جدا لنتمكن من التحدث مع الاتحاد الأوروبى بنفس اللغة ولكى لا ننعزل عن العالم الخارجى.. تخوفات قمع الحريات والحجب أراها مجرد أساليب لإثارة الأمر والحديث حول قضية وضع لها وعى الشعب المصرى العظيم قواعد غير مكتوبة أحيانا.
هل حرية الرأى المقصود بها حرية الوقاحة.. السب والقذف والادعاء..المقصود المضمون أم أسلوب توصيل الفكرة.. هل الكذب يعتبر حرية؟
هل للحياة الخاصة حرمة؟ وما حدود هذه الحرمة؟ طبقا للنموذج الأمريكى أم الهندى أم الروسى أم العربى الإسلامى؟.. هل المطلوب توغل نموذج واحد لمحو وسحق باقى النماذج؟
أسئلة كثيرة وليس المطلوب الإجابة عنها سؤال بسؤال ولكن المطلوب دائما الوصول إلى درجة متقدمة من الوعى والنضج..بدون الوعى سنصبح مثل قطعة الخشب الطافية.. تتقاذفها الأمواج بلا هدف إلى اللا مكان.. وللحديث بقية.