الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ديمقراطية المستقبل

ديمقراطية المستقبل






هذا المقال ليس لتعريف الديمقراطية...وليس للحديث عن بلد بعينه.... وليس للحديث عن تطور المجتمعات من العصر الزراعى مرورًا بالعصر الصناعى... وصولًا إلى عصر المعلومات.... كما أنه ليس لشرح أشكال الديمقراطيات المختلفة أولاستعراض مميزات هذه وعيوب تلك... وليس أيضًا لشرح الدساتير... ليس لتوضيح التطور الحادث فى أساليب الاتصال والتواصل  بين الأفراد.... ليس للحديث بانبهار عن الحائط الزجاجى الموجود حاليًا فى مبنى البرلمان الألمانى (البوندستاج).. مجرد زجاج شفاف يرى النائب من خلاله المواطنين فى الشارع...يقال إن الحكمة وراء ذلك أن يستمر النائب في تذكر حقيقة وجوده ودوره... خدمة هؤلاء المارة الذين يراهم باستمرار طوال جلسات البرلمان...استمرار التأكيد على دوره لخدمتهم وتوصيل صوتهم ومراقبة الحكومة لصالحهم....إلخ.
ولكنه لاستعراض بعض من التوقعات المستقبلية لأسلوب عمل  البرلمان لتحقيق الأهداف من خلال النائب... الذى هو ممثل الشعب... لإيصال صوته وتحقيق أكبر قدر من الخدمات له...وسن القوانين وتعديلها وإقرارها...ومراقبة الأداء الحكومى وخلافه.
ماذا لوحدث ذلك عن بعد... باستخدام كافة وسائل الاتصالات الحديثة... شبكات المعلومات والمؤتمرات المرئية... ماذا لوتم استبدال الاجتماعات بذلك...
ماذا لو تم طرح الموضوعات على العامة...للتواصل المباشر والقيام بدورهم بدون وسيط... البعض يتحدث عن ديمقراطية عصر المعلومات وبرلمان المستقبل بصورة قريبة من هذا.... لا يوجد مبنى...لا حاجة لحائط خرسانى أوزجاجى... الشعب يتواصل مباشرة يوضح وجهة نظره ويعرض مشكلاته ويقترح قوانين ويقر أخرى...بصورة مباشرة من خلال شبكات المعلومات وأنظمتها المختلفة... ويتم تجميع النتائج وعرضها بصورة آلية وفورية...
قد تبدوالفكرة خيالية أوغير قابلة للتطبيق بهذه الصورة ولكن يستمر عصر المعلومات فى استحداث أساليب جديدة وتغيير أنماط سادت لعقود طويلة....
الفكرة الخاصة بالديمقراطية الإلكترونية أوديمقراطية المستقبل كما يحلو للبعض أن يسميها ليست بدعة أو أسلوب جديد يتم إقحامه بديلا عن الأسلوب الحالى ولكنها إحدى التبعات والنتائج الحتمية لتغلغل الأنظمة الفنية وشبكات المعلومات ودخول أغلب أفراد الشعب وانتظامهم فى هذه المنظومة....كما يحدث فى التعليم والصحة والثقافة والإعلام والفنون وكل منحى من مناحى الحياة...اختلط وامتزج بالمعلومات وتقنياتها بصورة أصبحت معها العودة إلى الماضي شبه مستحيلة....وللحديث بقية