ربع ساعة

لا يوجد  مستخدم لشبكات التواصل الاجتماعى فى مصر لم يشاهد مقطع الفيديوالخاص بالطفل محمد.... تلميذ في أول أسبوع فى الدراسة... فى سنواته الاولى بالتعليم.... مقطع الفيديو يظهره يتوسل باكيا للمدرسة ان تتركه ينام «ربع ساعة»...لن ننصب فى هذا المقال محكمة ...الطفل على سجيته ينادى الاكبر منه بلفظ «يا حاجة»... ربما هذا ما زاد من جرعة السخرية وساعد فى انتشار الفيديو بسرعة البرق على صفحات شبكات التواصل الاجتماعى وعلى أجهزة الهواتف المحمولة....
أهل الطفل يقولون بأن قدمه كانت مكسورة ويخضع لعلاج بمسكنات قوية... أقوى من احتمال جسده الصغير فتجعله يحتاج الى الراحة والنوم.... الملاحظة الاكبر هى عدم احساس عدد كبير ممن شاهد هذا الفيديو بأى تعاطف إنسانى مع طفل باك....
للأمانة وهذا يظهر فى المقطع المنتشر فإن المدرسة عاملته بلطف وعدم قسوة....لكن شخصا ما انتهك خصوصيته...باستخدام كاميرا التليفون المحمول وباقة للاتصال بالإنترنت...مكنته فى ثوان معدودة من ارسال هذا الفيديو إلى صديقاتها أو ربما على صفحتها على شبكات التواصل الاجتماعي...هذا ما قامت به فقط...ثم تكفلت الشبكة بمستخدميها باتصالاتهم وأجهزتهم بالباقى... أصبح الطفل محمد باكيا وامسى أشهر طفل فى مصر....
ما حدث هو تجسيد بسيط لخطورة وأهمية شبكات التواصل الاجتماعى وقدرتها على النفاذ والوصول والتأثير فى الملايين فى غضون دقائق.... هذا أمر مفهوم...مررنا فى مصر بالعديد من المواقف المشابهة...الوعى يتشكل فى هذه المنطقة وينضج بسرعة عالية...ادعو الله ان يستمر فى النضج ....
لا نزال نحتاج الى زيادة الوعى به هو مفهوم البيانات الشخصية وحرمة الحياة الخاصة وحرمة استغلال الاطفال على شبكة الانترنت... هذه المبادئ تدور حولها نقاشات متعددة فى العديد من المنتديات والمؤتمرات فى مناطق كثيرة حول العالم.....
الشهر الماضى وافقت الحكومة على قانون «حماية البيانات الشخصية» وأحالته الى مجلس الدولة... ببساطة القانون يحمى حق صاحب البيان من الاستغلال غير المرخص له.... سيتحدث القانون عن العديد من الحالات واساليب حمايتها....
رجوعا الى قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات الذى لم يغفل حماية البيانات الشخصية فى المادة 25 منه حيث تحدث عن عقوبات لكل من قام بالنشر عن طريق الشبكة المعلوماتية او بإحدى وسائل تقنية المعلومات لمعلومات أو أخبار أو صور وما فى حكمها تنتهك خصوصية أى شخص دون رضاه سواء كانت المعلومات المنشورة صحيحة أوغير صحيحة... وللحديث بقية