الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اتصل ولا تنتقل

اتصل ولا تنتقل






فى كل عام ومع بداية العام الدراسى الجديد وبالأخص أول أسبوع منه...تتحول الشوارع صباحا الى ساحة سباق مزدحمة بالسيارات وأتوبيسات المدارس...أمهات تمسك بأيدى أطفالهن ينتظرن لعبور الطريق أولركوب مواصلة ملائمة ...بعضهن ينتظرن أمام باب المدرسة حتى نهاية اليوم الدراسى الأول...
ثم يقل حدة الزحام تدريجيا ليعود مرة أخرى العام التالى وبنفس الأسلوب...جال بذهنى الفرق الذى أحدثه المجتمع الصناعى فى الخدمات المختلفة مقارنة بالمجتمع الرعوى والمجتمع الزراعى.... فى المجتمع الزراعى كانت الخدمات انتقائية نوعا ما وتصل إلى داخل المنزل... معلم أومقرئ للقران يعلم الأولاد فى البيت.... طبيب ينتقل أيضا... مصفف الشعر...إلخ
ثم مع التطور والانتقال إلى المجتمع الصناعى الذى يتميز بالخدمات الممتدة لتغطى أكبر قدر ممكن من السكان... والذى أدى بدوره إلى تواجد تجمعات خدمية ينتقل الفرد إليها.... مثل المستشفيات والمدارس والمحال التجارية وأفران الخبز ومصففى الشعر....إلخ....
هذا النموذج منتشر ومستمر...يسمح بالتخصص وبخدمة أكبر عدد ممكن من الأفراد من خلال مراكز متخصصة لها توقيتات محددة لتقديم الخدمات...العالم كله استجاب لهذا النموذج إلا بعض المناطق التى استمرت فى العصر السابق نظرا لظروف خاصة جدا.....
ما يعنينا الآن هوالعصر الحالى والمستقبل أيضا...ما يطلق عليه عصر المعلومات...بثورة الاتصالات وما أحدثته من تغيير فى كل أنماط الحياة... لدينا الآن علاج عن بعد وعمل عن بعد وتعليم عن بعد..... لدينا أيضا تسلية وقت الحاجة ...حاجة المستخدم وليس وقتا يتم تحديده من قبل مقدم الخدمة...الذى اضطر فى اسحيان كثيرة إلى أن يتيح خدماته على مدار الساعة....
التعليم الإلكترونى يجتاح العالم كله...حجم سوق التعليم الإلكترونى فى العالم كله  تخطى الـ 165 مليار دولار فى عام 2014 ويتوقع أن يجتاز 244 مليار دولار بحلول عام 2022 ...الأرقام فى هذا المجال كثيرة وكلها مبشرة بالانطلاق نحوالمستقبل الإلكترونى للتعليم....التابلت فى المدارس المصرية هوخطوة قد يراها كبار السن غير مناسبة لأنها تكسر الشكل التقليدى للتعليم الذى تربينا عليه جميعا ولكنها حتمية عالمية إن أردنا أن يكون التركيز فى المادة العلمية والتعلم والإبداع بدلا من إضاعة الوقت والمجهود فى الانتقال ...بالطبع هذا لن يحدث بين يوم وليلة ولكننى أراه قادما....وللحديث بقية0