الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المخدرات الرقمية

المخدرات الرقمية






هل نحتاج أولا إلى تعريف ماهى المخدرات وما هوتأثيرها على العقل والبدن؟...حسنا... اختصارا للقول فإن المخدرات هى مواد طبيعية أومخلقة... يتم تعاطيها بالحقن أو بالشم أوبالتدخين وتدخل إلى مجرى الدم وتوثر على كيمياء المخ وما يقوم به من أوامر وتوجيهات لكافة أعضاء الجسم والشعور أيضا....
حالة سعادة... خدر... كسل...نشاط...لامبالاة... نشوة...إلخ... وهى كلها مشاعر وحالات يستطيع الجسم البشرى الطبيعى إفرازها بكميات معقولة... ما يحدث باختصار هوتعطيل المصنع الطبيعى فى مواجهة الكميات الكبيرة من المخدر الخارجى...الذى سرعان ما يترك صاحبه فى حالة سيئة جدا عند نقصان معدلات المخدر فى الجسم... ما يؤدى إلى شعور بعدم الراحة والاحتياج للمخدر مع تزايد الجرعات مع الوقت...حتى يصل المتعاطى إلى درجة من الإدمان تجعل اعتماديته على المخدر 100 %... ثم تتدهور حياته إذ يصبح المخدر أهم من الأكل والشرب والقيم والتقاليد والأخلاق وينتهى النهاية المأساوية المعتادة والحتمية فى الكثير من الأحوال.
حسنا... حتى الآن لا علاقة للمقال بالتكنولوجيا أوبعصر المعلومات من قريب أوبعيد...تصلح تلك المقدمة لمقال فى القسم الطبى...لكن كما نعمل ويزداد يقيننا يوما بعد يوم... عن مدى تغلغل التقنيات الحديثة ودخولها فى كافة مناحى الحياة...وقيامها باستبدال الأنماط التقليدية بأنماط حديثة متقدمة فى الخدمات والمعاملات والثقافة والتسلية وخلافه... لم تترك تلك التقنيات مجال الإدمان بل طرقته بقوة....تحدثنا فى السابق عن إدمان الإنترنت...إدمان شبكات التواصل الاجتماعى....مدى الانزعاج والذى نلمسه حتى فى منازلنا عندما يحدث عطل طارئ للإنترنت... انزعاج الكبير والصغير... إحساس بعدم الارتياح والحاجة الماسة والعاجلة للاتصال....الحديث أيضا عن مصحات لعلاج هذا الإدمان السلوكى بالدرجة الأولى.
المخدرات الرقمية هى موضوعنا اليوم....ببساطة هى عبارة عن نغمات وذبذبات يتم الاستماع إليها ومن خلال الأذن تدخل إلى المخ فتحدث به تأثيرات شبيهة بتأثيرات المخدرات العادية...فيزداد إفراز مواد معينة ويقل إفراز مواد أخرى...فتحدث حالة من الارتياح والاسترخاء شبيهة بتلك التى تحدثها المهدئات الكيميائية.
تتواجد على شكل ملفات صوتية ...يتاح بعضها مجانا على شبكة الإنترنت للتجربة وربما لبدء دوامة الإدمان....بالطبع يحدث حالة من عدم الارتياح والاحتياج عند التوقف عن الاستماع إليها.... ما يؤدى بالشخص إلى البحث عن المزيد منها ثم يبدأ فى الحصول على هذه الملفات مقابل مبلغ من المال يتم دفعه إلى المواقع الإلكترونية التى تقوم ببيع مثل هذا النوع من المخدر....
جميعنا نذكر ما أثير من قبل حول تأثير موسيقى الروك على الشباب....الموسيقى الجديدة أاكثر خطورة ...الانتباه مطلوب ...التطور يحتاج إلى أهل فى قمة اليقظة...لا يكتفون بالفخر بأن أبناءهم يستطيعون فعل أشياء معقدة من خلال الأجهزة والشبكات...لابد من الاقتراب منهم ومتابعة تصرفاتهم... لا يمكن استخدام سياسة المنع...الوعى هوالحل.... وللحديث بقية0