الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
رقم خاص

رقم خاص






أنا من جيل كان ينظر الى التليفون الأرضى فى حد ذاته على انه تكنولوجيا متقدمة جدا.... كنا نستعجب عندما ينقطع التيار الكهربائى ونجد التليفون يعمل «به حرارة».....جيلنا هو الجيل الذى جاءته صدمة حضارية عندما انتقل من التليفون «ابو قرص» الى التليفون «ابو زراير»....ثم اخذته التكنولوجيا الى منطقة جديدة عندما تعرض لأول رسالة مسجلة على الانسر ماشين...ثم جاءت الضربة القاضية فى التليفون اللا سلكى....150 مترا تتحرك فيهم بحرية وتستطيع ان تتحدث فى التليفون.....تهبط به الى الشارع وتتحدث... وسط أفواه المارة الفاغرة من فرط التعقيد والابداع....ثم جاء زمن اظهار رقم الطالب..... من خلال اشتراك وجهاز منفصل يتم تركيبه على التوالى مع خط التليفون بذاكرة تخزين خرافية حتى 20 رقما....
لن أتحدث هنا عن التليفون المحمول... هذا الاختراع الذى يبدو أننا لن نتخلص منه ابدا... بتطوره من مجرد تليفون الى ان تحول الى اننا نستأذنه لننام سويعات قليلة قبل ان نعود الى رحابه....
من الخواص الموجودة فى شبكات المحمول والتى يتم تخصيصها لبعض الافراد بمعايير منطقية ومفهومة... بل ومطلوبة فى الكثير من الاحيان خاصية اخفاء رقم الطالب ....عندما يتصل بك احد ممن لديه هذه الخاصية لن يظهر رقمه بالطبع ولكن ستظهر عبارة Private Number بدلا منه....فى الماضى وعندما بدأ المحمول فى الانتشار كانت مدعاة للتباهى والفخر ايضا...اولا: ان يكون لديك تليفون محمول... ثم ان يكون صغير الحجم... ثم ان يكون رقمك «رقما خاصا»... الان بعد اثنين وعشرين عاما من بدء خدمات التليفون المحمول فى  مصر يمتنع الكثيرون عن الرد على أى مكالمة تأتى من «رقم خاص»...يمكن ان تنظر لهذا على انه احد حقوق الانسان الالكترونية...ان يعرف من يطرق بابه  او من يحاول الاتصال به....فكما ان الحق فى الاتصال هو حق مكفول ...فالحق فى معرفة من يتصل بى قبل ان اقرر اننى سأتلقى مكالمته هو ايضا حق للمتلقي...مثل ان تتلقى رسالة بريد الكترونى او رسالة على احدى شبكات التواصل الاجتماعي...يجب ان تعرف «من الطارق» قبل ان تستجيب...بل ووصل الامر ببعضنا الان انه لا يرد على اى ارقام غير مسجلة لديه...التكنولوجيا تفرض علينا اشياء ولكننا مع الوقت نفرض اسلوبنا عليها....وللحديث بقية