الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مزرعة الحيوانات

مزرعة الحيوانات






من كليلة ودمنة للفيلسوف بيدبا إلى مزرعة الحيوانات لجورج أورويل؛ حيث يتم استخدام الحيوانات كأبطال لقصص فلسفية مقصود بها أشياء أخرى منها: إيصال حكمة معينة من خلال قصص طريفة... أو استخدام الحيوانات كغطاء لتوصيل فكرة محظورة... من عصر التخفى والتنكر الى العصر الإلكترونى... عصر شبكات التواصل الاجتماعى... حيث يتم غسل العقول بطرق متعددة... من خلال مواقع ظاهرها أنها دينية تقدم أدعية لطيفة.... دعاء للصباح ودعاء للمساء وجمعة مباركة...الخ.
أو صفحة خاصة بالموضة والملابس والإكسسوارات النسائية..... أو صفحة رياضية تهتم بأخبار الرياضة والرياضيين...أو صفحات تبدو فنية أو ثقافية تهتم بالفنانين وأخبارهم... أخبار النميمة والزواج والطلاق وأحدث الأعمال وخلافه.....
أو صفحة فكاهية تقدم مقاطع فيديو ضاحكة أو صور تبعث على الضحك والابتهاج.... تستمر تلك الصفحات فى تقديم المحتوى المرتبط بمجالها الأصلى....ولكن من يستطيع أن ينظر بصورة موضوعية سيلاحظ عددا من النقاط..... منها أن هذه الصفحات تقدم خبرا مختلفا وسط كم المحتوى الذى تقدمه... هذا الخبر أو هذه الصورة تخدم غرضا آخر..... بعضها يقدم العديد من الأفكار بصورة فجة توضح توجه تلك الصفحة... إنها ليست للأدعية فقط... ليست للفن فقط..... ليست للفكاهة فقط...... لكنها تبث أفكارا وسموما... تفعل غسيلا للعقول بصورة غير مسبوقة.... حقنا تحت الجلد... لا تحس بتدفق السم إلا بعد أن يسرى فى كل الشرايين والاوردة....يدخل القلب ويتم ضخه من القلب لسائر البدن.... من مر معنا بتجربة يناير 2011 يستطيع أن يتذكر الآن... ويستطيع أن يفسر لماذا كانت تلك الصفحات كانت نشيطة جدا وتقدم المحتوى بصورة ممنهجة ومنظمة ....كنا نتعجب من هذا الجهد الذى هو جهد غير منظم وتطوعى... هكذا اعتقدنا.... لم يلفت نظر أغلبنا كيف أن الأخبار والصفحات كانت تعمل... ما كل هذا النشاط وفى أوقت معينة وما كل هذا الخمول بل والاختفاء فى أحيان كثيرة بعد عودة مصر للمصريين....بعض هذه المواقع اعتقدت ان بعد 30/6 سيكون لها مكان... لذلك حاولت لأسابيع قليلة ثم توارت... الوعى تشكل بصورة ممتازة... تستطيع أن تعرف توجهات من تراه على صفحات التواصل الاجتماعى...وهل هذا إنسان طبيعى أو مجرد جزء من كتيبة الكترونية فاشلة....هل يقصد الاثارة ونشر الاحباط والسلبية ام مجرد ناقد برىء؟ البعض يشعر بالندم لعدم وجود الوعى الحالى قبل يناير... لا أدرى هل كان من الممكن تلافى ما حدث أم ان التجربة كانت قدرا مقدورا لنصل لدرجة الوعى الحالية...وعى بما حدث وبما يحدث..... وعى يجعلنا نرى الحقيقة ونحدد أولوياتنا... نعرف ان التخطيط والعمل والمتابعة الدءوبة لا مناص منهم لمستقبل أفضل....وللحديث بقية.