الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كاميل ريسو يجافى المدارس الحداثية ويتمسك بالانطباعية

كاميل ريسو يجافى المدارس الحداثية ويتمسك بالانطباعية






لن نستطيع أن نجزم أن المدارس الفنية والأساليب فيما قبل مدارس الحداثة ماتت تماما بقدوم الحداثه على العكس تماما لقد كانت لها ردة فعل قوية أثرت الحركة الفنيه فى اوائل القرن العشرين وكان ذلك من خلال أنها بحثت عن طرق تظهر بها على نظيراتها الحديثة التى كانت فى طور التكوين وكانت النتيجه أن المدارس التى أصبحت كلاسيكية مثل الانطباعية أو التأثيرية دخلت فى عملية تطوير كبيره وواسعة أفرزت جيلا من الفنانين أطلق عليه ما بعد الانطباعية أو من الأفضل أن نسميهم الانطباعيين الجدد والذى ينتمى إليهم فنانا اليوم الفنان الرومانى الكبير والمبدع كاميل ريسسو والذى يمثل بكل قوه هذا الجيل من الانطباعيين الجدد بحيث نستطيع أن نصنفه على أنه عاصر أخر جيل من الأنطباعيين الكلاسيكين وكان من طليعة الأنطباعيين الجدد.
وعلى الرغم من أننا انستطيع أن نصنفه بسهولة بين الانطياعيين الجدد لكننا أيضا لنا بعض التحفظات على أسلوبه فلقد كان كاميل ريسو يمثل قيما فنية شرقية واضحه وملائمة للبيئة التى نشأ فيها كما أنه يستنسخ أحيانا جذوره البلقانية فى صورة أنطباعية جديدة.
كان كاميل ريسو يفضل الاقتراب أكثر إلى المحتوى الواقعى ويصوره بتقنيه انطباعية مع الاحتفاظ بتلك الهوية الشرقية فى الموضوع وبعض التقنيات وكانت له أيضا خصوصية كبيرة فى تناوله للعمل التشكيلى ونستطيع أن نرصد عدة نقاط تميزه هو شخصيا كأحد الانطباعيين الجدد أولها اهتمامه بمعالجة تفاصيل الموضوع الأقرب لبؤرة العين بحيث نلحظ كل تفاصيل الشخصية او الموديل المصور بدقه كانت لا تهم كثيرا الانطباعيين الأوائل وبالرغم من ذالك ظلت خلفيات لوحاته تعبر عن ذوق أنطباعى واضح وجلي
كانت أجواء لوحات ريسو فى معظمها خارجية مشمسة كما كانت عند معظم الانطباعيين وبتالى جاء استخدامه للون الذى يعكس وضوح الشمس والمشهد الخارجى من هنا نجده يستخدم أكثر الألوان الخفيفة والتى تقترب من الصيغة الباهتة أحيانا مثل البنى الفاتح والأخضر الفاتح وغيرها من الألوان التى تمثل مشاهد الطبيعة ولا يختف ذلك كثيرا حينما يقدم لنا ريسو بورتريها أو مشهدا داخليا غير أنه يزيد من درجة كثافة اللون وحدته نوعا ما حيت يعطى الأنطباع بالضوء الصناعى من حيث السطوع والخفوت .
معظم موضوعات كاميل ريسو موضعات خارجية تنصب على المشهد القروى بالتحديد وهى موضوعات كانت محببة أيضا لدى الانطباعيين مثل الحقل والحصاد وتجمعات الفلاحين والقرويين بل ونجده يميل أكثر لإعطاء هذه الصيغة البلقانية للموضوع والتى تمثل جذروه فمثلا فى لوحته قداس للنساء نجد تلك الجو الأرثوذوكسى والذى يمثله تلك المشهد الدينى الواضح مع مراعاة تلك الانطباعات الأولية التى يوحى بها الضوء الصناعى والمشهد الداخلى .
فى نقاشات نقدية كثيرة قد يصنف ريسو على أنه أحد دعاة الواقعية أحيانا لأن البعض يرى أن ريسو قد ابتعد بزاوية أكبر عن الانطباعية الأم واقترب كثيرا من الواقعية لكن هذا الرأى مردود عليه لأنا نرى ها الأسلوب هو المعتمد عند كل الأنطباعيين الجدد وعلى رأسهم الفنان الباريسى الكبير جورج حنين مقارنة بلوحته الشهيرة رحلة خلوية والتى رسم فيها زوجته وهو وولده الصغير بعيد الحرب العالمية الأولى بقليل وليس هذا غريبا على كاميل ريسو أن يظهر نفس الأسلوب فلقد كان ريسو ابن الانطباعية الباريسية الحديثة لأنه عاش فترة كبيرة فى باريس ودرس فى أكاديمية جوليان للفنون الجميلة التى تخرج منها معظم جيله من الانطباعيين الباريسيين الجدد .
ولد كاميل ريسو فى رومانيا عام 1880 فى جالاتى لأب وأم من أصول بلقانية هاجرا من مقدونيا إلى رومانيا وكان والد مثقفا ودارسا للقانون وصحفيا والتحق كاميل بمدرسة الفنون الجميله فى بوخاريست منذ نعومة أظفاره وتعلم عبى يد اساتذة كبار مثل جورج بوبوفيتش وفى عام 1902 أنهى دراسه ورحل إلى باريس طمعا فى تطوير مهارته الفنية حيث كانت باريس فى هذه الفترة كعبة الفن الت يحج إليها طلبة الفن من كل أنحاء العالم وأكمل دراسته فى أكاديمية جوليان مما اتاح له الأنفتاح على مدار الأنطباعية الباريسية ثم عاد إلى رومانيا عام 1908 وبعد عودته بدأت تجتذبه الموضوعات العامه والشعبية وعمل فى رسم الحوائط وأضافة الزخارف وتصميمها وفى عام 1914 كان اول معرض خاص له بعد ان اشترك فى عدة معارض جماعية .
وفى عام 1917 وبالأشتراك مع فنانين كبار مثل نيكولا دارسكو وكورنيل ميديرا أسس كاميل ريسو مؤسسة الفن الرومانية كان مقرها لاسى ثم بدأ بالخروج إلى القرى لرسم المشاهد القرويه التى أشتهر بها وبدا كذلك برسم البروترية فى شكله التقليدى وفى عام 1921 أصبح ريسو رئيس جمعية الفنانين الرومانية
كان ريسو إلى جانب عمله كرسام كان استاذا متخصصا للفن بأكاديمية الفنون ببوخارسيت ثم عين بعد ذلك عميدا لمعهد الفنون الجميله وفى عام 1955 منحه الحزب الشيوعى الرومانى لقب فنان الشعب ثم أصبح عضو الأكاديمية الرومانية حتى توفى عام 1962 فى بوخاريست.