بشرة خير بأكاديمية الفنون
افتتاح معهد يُعنى بفنون الطفل المصرى ويعد كوادر متخصصة فى كافة فنونه؛ خطوة على الطريق طالما تمنيناها حقيقة ملموسة لكل المهتمين بهذا المضمار الصعب الذى فطن له الكاتب والمفكر الدكتورفوزى فهمى الرئيس الأسبق لأكاديمية الفنون منذ ما يربو على نصف قرن من الزمان؛ مما دفعه للمطالبة باسترداد الأرض المملوكة للدولة؛ وتقع فى نطاق الأكاديمية حوالى ١٩ فدانا كان يسكنها قطاع الطرق والخارجون على القانون؛ يضعون يدهم غصًبا واغتصابًا غير عابئين بمدى أهمية هذه الأرض كامتداد طبيعى للأكاديمية .. تصادف أنها تقع فى منطقة تداعب أحلامه لمستقبل أكثر إشراقا للأكاديمية؛ وتفعيلا لدورها ككيان متفرد وقلعة للفنون تقبع وحيدة فى الشرق الأوسط دونما منافس ولا ونيس يساعد فى القيام بالدور التنويرى الفريد الذى تدفع به الفنون الأمم إلى الرقى والرفعة والتقدم. وبعد مضى ٢٩ عاما حانت اللحظة التى انتظرناها طويلا لتكلل جهود الدكتور فوزى فهمى بالنجاح، وتخرج إلى النور متمثلة فى كم من المنشآت التعليمية المائزة المترامية على طول الفدادين الـ ١٩ التى أسس لها ولم يُمهله الوقت لافتتاحها لتركه المنصب . وظلت حلمًا لم يطلق سراحه إلا منذ أيام قليلة حينما قرر د.أشرف زكى رئيس الأكاديمية الحالى أن يهتم بهذه المشروعات ويعد العدة لها لترى النور ؛ وجاءت اللحظة التى تم افتتاحها الرسمى برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وبحضور الدكتورة غادة جبارة نائب رئيس الأكاديمية، والدكتور محمد شبانة عميد معهد فنون الطفل، ولفيف من الأساتذة الدكاترة العمداء، وهيئات التدريس بالأكاديمية، لنشهد عرسًا ثقافيًا بكل المقاييس؛و كنا نتوق لرؤية الدكتور فوزى فهمى بيننا يشهد ميلاد مشروعه الضخم ربما غاب عنَّا بسبب كثرة مشاغله وأعبائه أعانه الله.
والآن تعالوا نستعرض معًا هذه الصروح التعليمية التى تم إرساؤها على ميناء بدءًا من المعهد العالى لفنون الطفل الذى يشتمل على ثلاثة أقسام شرفت بأن أرأس أحد أهم هذه الأقسام قسم الإنتاج الإبداعى للطفل؛ حيث يهتم بإعداد الخريجين من خلال شعبة المنوعة مابين عدة تخصصات: تخصص التأليف والكتابة الإبداعية للطفل، وإخراج كتب الأطفال، وتصميم المطبوعات التثقيفية، وتعلم الكمبيوتر جرافيك، وتخصص تصميم المناظر والأزياء للمسرح والسينما والتليفزيون للطفل، وتخصص الإنتاج الموسيقى للطفل وفنون التعبيرالحركى المختلفة، ويزاملنى الدكتور محمد عبد المعطى برئاسة القسم الثانى الخاص بالعرائس واللعب اليدوية للطفل من تصميم للعرائس والمناظر والأقنعة وتعليم تحريك العرائس وتصميم اللعب اليدوية والتشكيل الابتكاري، ويزاملنى أيضا الدكتورة هند عصمت يحيى برئاسة قسم الإخراج والوسائط المتعددة المتخصص فى إخراج مسرح الطفل ومسرح العرائس، وإخراج سينمائى وتليفزيونى وإذاعى للاطفال إلى جانب شعبة للرسوم المتحركة.
وأما الصرح الثانى ويتمثل فى مركز اللغات والترجمة الذى قام بإنشائه الدكتور فوزى فهمى وتم إغلاقه فى عهد سابق _ لأسباب غير مريحة_؛ فعاد إلى أرض الأكاديمية وبعثت فيه الروح بمجهودات لاننكرها للدكتور أشرف زكي، و ترأس المركز الدكتورة إيناس عبد الخالق وتديره الدكتوره أمانى أيوب . وتم افتتاح مدرسة الفنون بحضور الدكتورة حنان أبو المجد عميدة المعهد العالى للكونسرفتوار يضم كل المراحل التعليمية السابقة للتعليم العالى تُعد الطلاب فنيًا وتؤهلهم للمرحلة العليا بمعاهد الأكاديمية لاحقًا.
إنها بحق بشرة خير تطلقها أكاديمية الفنون مصنع تشكيل الوجدان والفكر والإبداع ورئة لاستنشاق عبير الفنون الرفيعة الراقية فى عهد الرئيس السيسى الذى يرعى كل ما يحقق النهوض بمصرنا المحروسة، فالعناية بالطفل المصرى هدف ما بعده هدف فهو مستقبلنا يسير على قدمين لابد من إعداده بشكل يتيح له ملاحقة المتغيرات من حوله ليكون أهلا للاضطلاع بشئون البلاد فى القادم من السنوات .
ليتنا كمربين ننجح فى مهمتنا ويصبح الحلم حقيقة ملموسة بحق. وختامًا كل الشكر لمن يفكرون فى مصلحة الوطن ويؤثرونه على أنفسهم فالتاريخ سوف يقف لهم منصفًا مهما طال الانتظار.. تحيا مصر فخرنا وعزنا .
