الثلاثاء 22 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
المواطن البسيط والدولة الكبيرة

المواطن البسيط والدولة الكبيرة






لن يجد المواطن البسيط من يحنو عليه غير دولته التى تقف معه فى السراء والضراء وهذا العقد الذى تعيشه الآن فى دولة 30 يونيو هو الأكثر اهتماما بظروف الناس الحياتية والتى أضيرت على مدار سنوات طويلة ماضية فأكلت الأمراض أجساد الغلابة ودخلت البلاد فى عقود سابقة مبيدات مسرطنة دمرت التربة الزراعية وحصدت أرواح المصريين فلم يعد يخلو بيت من مريض.
شعرت الدولة المصرية فى هذا التوقيت بضرورة اقتحام أكبر مشكلة فى هذا العصر وهى «صحة الناس» فجاءت المبادرات الإنسانية الكريمة من الدولة فى مجال مكافحة الأمراض والوقاية منها بعمل مسح شامل للأجيال الجديدة فى المدارس والمعاهد والجامعات ومسحت دولة 30 يونيو دموع الفقراء الذين أصيبوا بأمراض الكبد والسرطان جراء أخطاء الماضى وموت الضمائر والفساد الذى حصد الملايين من الجنيهات وقتل أيضًا الملايين من المصريين بالأمراض.
فى هذا الأسبوع تعرضت أراضى طرح النهر فى عدد من المحافظات فى الوجه البحرى لفيضان لم يحدث منذ أكثر من 50 عامًا.. المئات من الأفدنة غمرتها مياه الفيضان فى فرعى دمياط ورشيد حتى وصل ارتفاع المياه إلى ما يقرب من ثلاثة أمتار فوق مستوى سطح النهر فى الفرعين خرج الناس من أراضيهم بعد زراعتها بالمحاصيل الشتوية كالفاصوليا والبطاطس والبرسيم وبعض الأفدنة المزروعة بالموز وأشجار البرتقال.. لن أتحدث عن الماضى الذى سمح لهؤلاء الناس منذ أكثر من 40 عاماً لكى يزرعوا أراضى طرح النهر فتلك الأراضى كانت ولا تزال هى حرم نهر النيل عندما تفيض المياه سنويًا عن ضفتى النهر فتغمر أراضى طرح النهر.. المشكلة أن الفلاحين لم يشهدوا فيضانًا مثل الذى حدث فى تلك الأيام فأكبر الفيضانات كانت فى منتصف التسعينيات فقاموا خلال العشرة أعوام الماضية ببناء منازل على تلك الأراضى التى هى حرم النهر فى الأساس وزوجوا أولادهم فى هذه المنازل ولم يدركوا فى يوم من الأيام أن النهر سيخرج عليهم مثلما فعل الأيام الماضية فجرف بيوتهم ودمر محاصيلهم جلسنا مع الكثير من هؤلاء وقد تفهموا أن الفيضان خارج عن إرادة الدولة وهو بفضل الأمطار القادمة من منابع النيل الرئيسية بالإضافة إلى تعرض البلاد لموجة من الأمطار وصلت إلى حد السيول فى بعض المحافظات وهذه هى الحقيقة التى من المفترض أن تنقلها وسائل الإعلام حتى يفهم المواطن البسيط أن الدولة هى السند وهى الملاذ الآمن بعد الله سبحانه وتعالى ولذلك لن تتخلى الدولة وأجهزتها عن الفلاحين البسطاء رغم أنهم مخالفون وتعدوا على حرم نهر النيل ولكن رسالة هؤلاء الغلابة نحملها إلى القيادة السياسية صاحبة الأيادى الحانية على الفقراء فى مصر حتى تساعدهم الدولة وترفع عنهم إيجارات الأرض فى العام المقبل فالحق نقول إن المواطن بسيط والدولة كريمة وحتى نقطع خط الرجعة لمن يصطادون فى الماء العكر خونة الداخل وأذناب الخارج.. تحيا مصر..