سمير حلبية رئيس المصرى يفتح قلبه فى حوار استثنائى: المصرى حجز لنفسه مكانًا يليق بتاريخه وجماهيره

روزاليوسف اليومية
النادى المصرى البورسعيدى.. خلال الثلاث سنوات الأخيرة حدث تغيير كبير ومتنوع.. أصبح قوة كروية كبرى تنافس الأهلى والزمالك.. وحجز لنفسه مكانًا فى المربع الذهبى للدورى.. هذا الموسم حصل على المركز الثانى فى التصنيف العادل للقوى الكروية بعد الأهلى بعد أن حصل على المركز الثانى فى بطولة الكأس ولعب السوبر أمام الأهلى ولم يوفق.. كل المسئولين عن الرياضة، والجماهير وحتى الوزراء، عادة ما سألوا: كيف تحولت شعارات جماهير المصرى من “مهما الأرض تزلزل.. المصرى مش هينزل” والتى توضح معاناة جماهير بورسعيد مع هبوط فريقه.. واستمراره فى الدورى لآخر مباراة!! الاختلافات التى أدخلت على المصرى كنادٍ وفريق كرة ودوره فى خدمة المجتمع جعلت المهتمين يتفقون على أن المصرى الآن مختلف عن المصرى زمان. إنه المصرى الجديد.. وقد صنع لنفسه الهيبة والمكانة بين الكبار كدور رياضى وكروى واجتماعى.
سمير حلبية رئيس النادى المصرى فى حوار صادق.. ومن قلبه، وعلى مدار ثلاث ساعات، تحدث لـ«روزاليوسف» عن نقطة البداية.. وخطوات البناء والطموح والتحديات قال لى: عندما توليت وأعضاء اللجنة الخماسية المسئولية فى أول يوليو 2014.. وجدت مشاكل متنوعة.. مفيش فريق كرة.. ولا جهاز فنى، النادى عليه التزامات مالية.. لعيبة متمردة تصارع على الهبوط فى الدورى، ولم تحصل على مستحقاتها المالية.
الأجهزة الفنية للنادى لم يمنحها حقوقها المالية المشروعة، ولاعبون لهم حقوق بقرارات من المحكمة الرياضية.. لاتحاد الكرة، أموال الصيدلية التى يتعامل معها النادى ليها فلوس.. المديونية بلغت 30 مليون جنيه، وخزينة النادى خاوية، المصرى يعانى الإفلاس!!
الموظفون لم يتسلموا رواتبهم لمدة ثلاثة أشهر، والإدارة السابقة رفعت الأجور 100٪ تعويضًا على عدم وجود أموال الرواتب يعنى تعويضًا ورقيًا!!
وعندما درسنا حال المصرى، وجدت «مفيش« ملعب.. «مفيش» استاد وجدت يافطة مكتوب عليها النادى المصرى لثلاث حجرات أسفل المدرج الشرقى هى كل مقومات النادى المصرى العريق.
وجدت جماهير مقسمة وممزقة.. وعضو النادى كل ما يملكه كارنيهًا باسم النادى ورقم.. فى الوقت الذى لم يكن هناك كرسى واحد يجلس عليه العضو.
■ كيف تم.. اختيارك رئيسا للجنة الخماسية لإدارة المصرى؟
ـــ طلبنى محافظ بورسعيد السابق لواء مجدى نصر الدين.. أبلغنى أن ياسر يحيى الرئيس السابق للنادى تقدم ومجلس الإدارة بالاستقالة، وأننى -أى المحافظ- عرضت رئاسة النادى على عدد كبير من البورسعيدية، رجال أعمال.. كبار فى المجتمع.. لكنهم رفضوا الأمانة والمسئولية.. وخاطبني.. أنت الانقاذ، ولك تجربة عام 1998 عندما أصر أعضاء الخماسية وحققتم كأس مصر، لواء مجدى نصر الدين قال لى: عندك مشاكل متنوعة موجودة ولازم تحلها مثل الالتراس، ناس فى السجن، وناس ماتت.. حالة الغضب ضد المصرى فى كل مكان بسبب أحداث صنعتها جهات من خارج بورسعيد لإحراج واتهام بورسعيد وجماهيرها.
■ قلت: ماذا كان رد فعلك؟
ــ قال رئيس المصرى: تم عرض رئاسة اللجنة على كامل أبوعلى، د.الحسن والحسين، الحاج محمد الحفنى وغيرهم، ولم يوافق أى منهم رفضوا خوفًا من الهزيمة أمام المشاكل التى تواجه المصرى وهى مشاكل مزمنة، وتسبب قلقا واضحا.
وقد طلبت من د.على أبوسمرة مدير المديرية أن يختار بمعرفته 4 أشخاص كأعضاء للجنة .. وقد تم اختيار د.على الطرابيلى، محمد أبوطالب، م.محمد قابيل وتمت إضافة م. عدنان حلبية ود.علاء حامد وم.حسن ناصف، وهم مجموعة إنجاز كانت وراء إعداد فريق قوى وبناء الضواحى وعودة الاستاد.. مجموعة بذلت معى كل الجهد ليصبح المصرى كما هو الآن.
■ قلت كيف بدأت؟
ـــ قال سمير حلبية: درست كل مشاكل المصرى الحالية والمستقبلية.. كان لدى حلم بأن نبنى المصرى الجديد.. فريق لا يعانى الهبوط أو أن يربط نفسه بنتائج غيره.
وجدت عدم وجود نادٍ أصلا أو مقومات للمصرى.. وكانت المشكلة عدم وجود جهاز فنى، ولا لعيبة ولا مصادر تمويل، ولا أصول كمقومات نادٍ يعكس طموحات الأعضاء.
وكانت البداية تعاقدى مع حسام وإبراهيم حسن والجهاز الفنى لقيادة المصرى.. وفوجئت بأن هناك 3 أيام لغلق باب قيد التعاقدات الجديدة، ولك أن تتصور شعورى ومجلس الإدارة الذى فوضنى وم.عدنان حلبية يحل تلك المشكلة، ونجحنا فى التعاقد مع 8 لاعبين جدد.. واتفقنا مع لواء نصر الدين على نظام مساندة ورفعنا عوائد بيع حقوق المصرى من 5 ملايين جنيه سنويًا إلى 10 ملايين جنيه.. وتعاقدنا مع التوأم مقابل 400 ألف جنيه وقتها وبدأنا المشوار.
■ كيف بدأت ولم يكن هناك أى أموال؟
ــ قال رئيس المصرى سمير حلبية: كل تلك المشاكل أنهيناها دون أن يكون لدينا أموال بمساندات فردية وقتها.
■ كرة القدم هى معشوقة بورسعيد والمصرى فاكهة حلوة نادرة كيف حققت المعادلة؟
ــ الفرقة كانت بتلعب المباريات فى الإسماعيلية كملعب رئيسى.. م.خالد عبدالعزيز أعفانا من 50٪ من مصاريف اللعب وتحملتها الوزارة، وأنهينا هذا الموسم بالمركز الرابع.. فى الدورى.
■ وكيف بدأت خريطة بناء المصرى الجديد؟
ــ كان قد تم تعيين لواء أركان حرب عادل الغضبان محافظًا لبورسعيد، بالاتفاق والتنسيق معه وضعنا خطة بناء مصرى المستقبل، نادٍ له مقومات.. وتمت عودة الاستاد لملكية المصرى.. وعودة التدريب واللعب، إقامة نادٍ اجتماعى للأعضاء لزيادة الترابط.. بينهم النادى، ودى كانت أول خطة الإنشاءات الضخمة.. مع دخول عدد من اللعبات الجديدة لتلبية احتياجات أبناء الأعضاء.. أدخلنا الهوكى، الجودو، بلياردو قصة بناء الفرع الاجتماعى الأول للمصرى الضواحى «1»، حيث منحنا لواء عادل الغضبان الأرض وأقمنا الإنشاءات فى يونيو 2015 وفى 7 أشهر انتهينا من بناء الفرع، ويذكر أن م.خالد عبدالعزيز وزير الرياضة زار بورسعيد 6 مرات منها مرتان للفرع أثناء العمل وفى الافتتاح ومنحنا دفعة معنوية كبيرة وفرع الضواحى، يضم ملعب كرة رئيسيًا و4 ملاعب للناشئين والأكاديميات، وهو بداية قوية فى أجندة بناء نادٍ قوى يليق ببورسعيد والأعضاء.
■ قلت: لماذا أصررت على تطوير عناصر قوة النادى معا؟
ــ قال رئيس المصرى: النادى المصرى مش نادٍ هو جامعة شاملة له دور ثقافى واجتماعى ورياضى وإنسانى، ثم كنت رافضا أن يكون المصرى مباراة فى كرة القدم فقط، كنت راغبا فى جذب شباب وأسر بورسعيد للمصرى كان قرارى ببناء الفرع الاجتماعى الأول للمصرى.
■ ثم ماذا بعد ذلك؟
ــ أم المعارك كان ملف عودة الاستاد لملكية المصرى مرة أخرى بعد أن تم سلبه مرتين، كان إيمانى بأن تلك المعركة لن تكون سهلة، بل تكسير عظام، خاصة أن كل المحاولات السابقة فى هذا الشأن فشلت.. الجهود المختلفة من الرئيس السيسى والحكومة وم.خالد عبدالعزيز ولواء عادل الغضبان وكل من ساندونا لعبت دورا فى فى الاستجابة لطلبى.. وكان قرارا مهما بالنسبة للنادى وجماهيره.
وعشت معركة أخرى بعد رفض أجهزة الدولة عودة التدريب واللعب على الاستاد، وكان هناك تخوف من الجماهير، لدرجة أن تلك الأجهزة حملونى شخصيا المسئولية الكاملة فى هذا الشأن.
ولم أيأس يومًا حيث راهنت على جمهور بورسعيد ونجحنا وعاد المصرى للتدريب على ملعبه وبالاتفاق مع لواء زكى صلاح مساعد وزير الداخلية لأمن بورسعيد وقد إنحاز لجانبا.. عودة الفريق للعب فى الاستاد بعد غياب 5 سنوات ده كان أكبر حلم يراود بورسعيد ونجح مجلس الإدارة فى تحقيق هذا الحلم بعد تأهيل الاستاد وعمل الإصلاحات.
■ للانتصارات ألف أب.. ماذا عن محافظ بورسعيد عادل الغضبان؟
ـــ قال سمير حلبية رئيس المصرى: فى مشوار بناء المصرى الجديد لعب ومازال محافظ الباسلة لواء أركان حرب عادل الغضبان دورًا مهمًا فى استمرار المسيرة كانتصارات كروية وإنشاءات ومكانة مستحقة.. وقد حقق المصرى فى الموسم الثانى المركز الثالث مكرر فى الدورى ولعب أفريقيا فى دورى المجموعات، ومحافظ الباسلة شريك أساسى فى كل ما تحقق للنادى المصرى فى نقلة نوعية وحضارية، نتمنى أن تضاعفها.. ومازال الرجل يساند بقوة، المصرى يجرى فى عروق المحافظ.
■ قلت أنت رئيس النادى الواحيد الذى أدار حوارا مع جرين إيجلز وجماهير المصرى بشجاعة ملفتة؟
ـــ قال رئيس المصرى: بدراسة خريطة الجماهير، وجدت مجموعة بتحب الكرة بتعصب.. ومجموعة كبيرة بتشجع بتحب اللعبة.. وقلة تسىء وتشوه الشكل الحضارى لجماهير المصرى.
كنت حريصا على حماية شباب بورسعيد من تكرار أى موقف مؤلم يلحق الضرر بهم وأسرهم.. وحماية الشباب والذى أرى أنه دفع ضريبة لأحداث لم يكن له أدنى ذنب فيها وتم تشويه صورته.. وقد نجحت فى جذب الشباب بكل أنواعه لصالح تشجيع ومساندة المصرى.
■ لكن راهنت أيضا على الأسرة؟
ــ قال: نعم أؤمن بأن الأسرة تحمى الأبناء وجذبهم للحضور والتردد على النادى يحمى الأبناء حيث يظلون تحت أعينهم.
لذا حاولنا بكل الطرق كمجلس إدارة أن نجذب تلك الأسر، وفى الجمعية العمومية ناقشنا الخطة وكيفية تطبيقها، وهناك اقتراح بمكافأة المتفوقين من شباب بورسعيد بمنحهم العضوية العاملة لأوائل الناجحين مع الأعضاء من دفع 50 ألف جنيه، ومن قدم للبلد اختراعا، أو خدمات جليلة للمجتمع.. وجذبنا شريحة من الشباب لمنح الحيوية للجمعية العمومية.
■ ماذا عن الفرع الاجتماعى الثانى بأرض الغزل؟
ــ بدأن العمل الجاد لإنهاء المشروع حمام سباحة نصف أوليمبى.. ملعب رئيسى وملعبان تدريب، ومبنى اجتماعى، وإسكواش وتنس طاولة.
بالمناسبة حبى للمصرى ولسرعة إنجاز الفرع الثانى كان من نتيجة حكم ضدى عام بالحبس، وهو ظلم وسام على صدرى حصلت عليه لإصرارى على أن أسابق الزمن فى الانتهاء من الفرع الثانى وليس لمشروع خاص والحمد لله حصلت على البراءة ونحاول توفير الموارد المالية للانتهاء منه ليتسنى للفرق الرياضية وأعضاء النادى.
■ ماذا عن المشروعات الاستثمارية للمصرى.. وتحديات المسيرة؟
ـــ قال سمير حلبية رئيس المصرى: لم يكن هناك متسع من الوقت للبحث عن فرص استثمارية توفر عائدا يتوازى مع المصروفات، عملنا على زيادة العضوية ولدينا عدد من المحلات وزيادة الاشتراكات، لكنها محاولات لم تحل المشكلة تحتاج لشركاء فى عملية بناء فندق على أرض النادى الجديدة.
وأضاف: لا يزعجنى تلقى شتائم ضد مجلس الإدارة حتى لو كانت لصالح أفراد محتقنة من النجاحات التى تحققت لصالح المصرى الجديد.
ولكن يزعجنى جدًا أن يكون الشتامون سببًا فى تشويه الصورة الجميلة لجمهور بورسعيد والذى أثبت أنه الأعظم والأفضل بين كل جماهير الأندية، لأنه تحمل بصبر وتعامل بشرف وكان عند المسئولية، عندما حافظ على النادى وصورته الجميلة الرابعة، وأعتقد أن كل مصر أيقنت بأن جمهور المصرى مميز ومحترم ويعشق ويشجع بأدب وأخلاق واضح أن مجلس الإدارة المنتخب الحالى فى أعظم وأنزه انتخابات شهدها النادى مطالب بأن يتحمل ليواصل المسيرة والنجاحات.
وأعضاء الجمعية العمومية لديهم الوعى للتفرقة بين المصرى زمان.. والمصرى الآن.
وأشاد بمجلس الإدارة.. لواء ياسر سالم، ومحمد الخولى نائبا الرئيس ود.على الطرابيلى أمين الصندوق والأعضاد م.عدنان حلبية، وحسن عمار وشريف مزروع وم.محمد قابيل وطارق هاشم وأحمد الشاملة وأحمد عوض.