التحول الرقمى القومى

خلال هذا الأسبوع تعرضت مرتين لنفس السؤال «هل التحول الرقمى هو الرقم القومى؟»...بالطبع السؤال أتى من مواطنين عاديين ليسا من المتخصصين فى قضايا التحول الرقمى وربما أيضا ليسا من المطلعين بصورة كبيرة على التحولات العالمية والتوجهات المحلية فى هذا الأمر ولكن تكرار السؤال مرتين خلال أسبوع واحد ووصول الشخصين لنفس الاستنتاج لهو أمر يحتاج إلى التوقف عنده وتحليله. أولا الشخصين التقيتهما فى القاهرة...العاصمة... ما تزال مفاهيم التحول الرقمى والخدمات الحكومية المميكنة والدفع الإلكترونى لديهم غائبة أو تحتاج إلى توضيح... الربط مع الرقم القومى أتى لديهم من تكرار كلمة «رقم» و«رقمى» ولكن فى حقيقة الأمر فان الرقم القومى للمواطن هو النواة والأساس وكانت وما تزال تلك الفكرة الأساسية والدافع وراء هذا المشروع العملاق....أن يكون للمواطن رقم قومى موحد ومستمر منذ الميلاد ولا يتوقف عند الوفاة أيضا. خطر ببالى المواطن المصرى فى القرى والنجوع والكفور... ماذا عنه إن كان المواطن القاهرى ما يزال يحتاج إلى توضيح للمفاهيم.... ربما أكون مخطئا ويكون هذا المواطن على دراية بالأمر...فى الحقيقة فإن الدراية تبدأ باحتكاك المواطن مع الجهاز الإدارى ومراكز تقديم الخدمات –المراكز التكنولوجية- فى هذه الحالة فإنه سيلمس الفرق ويشعر بسرعة الأداء... بالطبع ما تزال المشروعات قائمة واستراتيجية التحول الرقمى وخططه مستمرة فى التنفيذ ميدانيا فى جميع القطاعات... ما تم حتى الآن بالنسبة للخدمات المقدمة للمواطنين ورقمنتها فى محافظة بورسعيد والذى يعتبر كبداية لباقى المحافظات. اما على مستوى الخدمات العامة فقد تم  تطوير 225 مركزا تكنولوجيا من اصل 312 مركزا وذلك  لتقديم 120 خدمة كما تم تطوير 239 نيابة مرور و196 وحدة مرور و93 مكتب سجل تجارى و4666 مكتب صحة بالإضافة إلى العمل حاليا على سرعة الانتهاء من المراحل المختلفة لمنظومة التحول الرقمى الخاصة بإنفاذ القانون وأيضا منهجية الشمول المالى وخدمات الدفع الالكترونى من خلال بطاقات الدفع والائتمان والمحافظ الالكترونية وأيضا التنسيق لاستخدام مكاتب البريد لتأدية الخدمات المختلفة.... عام 2020 سيشهد اطلاق العديد من الخدمات والاعلام عنها ايضا وهو ما سيحدث أثرا كبيرا لدى متلقى الخدمة كما سيوفر الوقت والجهد والمال لجميع الأطراف... فالخدمة التى قد تكون حصلت عليها فى الماضى من خلال عمل عدة زيارات للمصلحة الحكومية على مدار ثلاثة أيام مثلا فإنك ستحصل عليها من خلال معاملة الكترونية لن تستغرق اكثر من 3 دقائق وتنتهى... كلمة أخيرة لمن لا يشعر أو لمن ينتقد أو يقارن بدول أخرى أقول له إن لكل دولة ظروف وملابسات وحجم وتحديات مختلفة وما تم حتى الآن يعتبر طرفة كانت حلما منذ سنوات وما سيحدث خلال الفترة القصيرة القادمة سيكمل الحلم ويجعله حقيقة لن نجد غنى عن التمسك بها وإنجاحها لصالحنا جميعا.