الجمعة 19 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أسئلة في الدعم!
كتب

أسئلة في الدعم!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 23 - 02 - 2010



اسألوا الناس في الأرياف والقري والنجوع


1


- في موسم الانتخابات يجب أن تتوقف التجارب، خصوصا إذا كانت تتعلق بمعيشة ملايين المواطنين، مثل قضية الدعم، التي تعاني منها الحكومة منذ 35 سنة، ولا يجب أبداً تفجيرها في عام ساخن.


- لو أقسمت الحكومة بأغلظ الأيمان في هذه الظروف أنها لاتنام الليل من أجل مصلحة الفقراء، ومحدودي الدخل، فلن يصدقها أحد لأنها لم تنجح في القرارات المشابهة أن تسوق إنجازاتها.
- آخر نموذج هو الضريبة العقارية، بعد أن نجح ملاك القصور والفيللات في تخويف سكان العشش والشقق الصغيرة، فأصبح القانون المكروه من سائر الناس.
2
- إلغاء الدعم النقدي لرغيف الخبز الذي تفكر فيه الحكومة به لغم كبير يجب الابتعاد عنه تماما، والقول المأثور هو «عض قلبي ولا تعض رغيفي، إن قلبي علي الرغيف ضعيف».
- توزيع كوبونات الخبز، أو تقديم دعم نقدي للأسر المستحقة وغيرها من المقترحات، كلها محفوفة بالمخاطر، لأن الخبز هو المكون الرئيسي لوجبات ملايين الأسر، واستهدافه بالزيادة يهدد معيشتهم.
- الخبز هو السلعة الاستراتيجية رقم واحد التي يجب عدم الاقتراب منها، واسألوا الناس أولاً، خصوصاً الفقراء في القري والأرياف والنجوع، قبل التلويح بتصريحات وإحصاءات علي سبيل جس النبض.
3
- أنبوبة البوتاجاز يمكن تجربتها علي سبيل الاختبار كأن يتم رفع الدعم عنها وتقديم بديل نقدي للأسر المستحقة، أو كوبونات تصل لمستحقيها، وليس للتجار والسماسرة.
- البنزين.. هل إذا رفعت الحكومة سعره سيعوضها جزءاً من العجز الكبير بين إيراداتها ونفقاتها؟ وهل يمكن الاقتراب من «بنزين 80» دون أن ترتفع تعريفة مختلف وسائل المواصلات؟
- هل يمكن تحريك أسعار الغاز الطبيعي والسولار والمازوت والكيروسين بعد تزايد الشكوي من أصحاب المصانع، رغم قيامهم بتحويل عبء زيادة السعر إلي المستهلك؟
4
- الأسئلة كثيرة لكن السؤال الأكثر أهمية هو: ما شكل الحياة في مصر، لو قررت الحكومة إلغاء الدعم جزئياً أو كلياً؟.. وهل تعوض الجنيهات القليلة التي تحصل عليها الأسر الزيادات الرهيبة في الأسعار؟
- هل يستطيع نظام البطاقات التموينية أن يقدم الحلول البديلة، أم سيخلق سوقاً سوداء جديدة بسبب تفاوت أسعار السلع تفاوتاً كبيراً؟
- ثم.. ماذا تفعل الحكومات القادمة بعد خمس أو عشر سنوات عندما تجد أن نصف الشعب المصري علي البطاقات؟.. وهل تتخلص الحكومة من كارثة الدعم لتقع في مصيبة البطاقات؟
5
- الحكومات السابقة هي التي صنعت المشكلة التي نعاني منها الآن، والحكومات القادمة لايجب أن تعاني من مشكلة تصنعها لها الحكومة الحالية، خصوصاً في أنها مشكلة قديمة ومزمنة.
- الهدف الأساسي لأي حكومة هو رفع المستويات المعيشية للناس أو علي الأقل الحفاظ عليها، وليس المساس بها أو خفضها، حتي لاتتسع فجوة عدم الثقة بين الحكومة والناس.
- القرارات يجب دراستها بجدية وواقعية، وإذا كانت الحكومات قد صبرت 35 سنة علي مشكلة الدعم، فلن يحدث شيء إذا صبرت 37 سنة، وفي التأني السلامة.
6
- الحكومة تؤكد أنه ليس معقولاً أن يذهب الدعم للغني مع الفقير، ومثل هذا الكلام يتردد منذ ظهور مشكلة الدعم.. دون أن يرتدع الأغنياء أخلاقياً ويتركوا الدعم لإخوانهم الفقراء.
- الحكومات كلها تعلن عن رغبتها وإصرارها في وصول الدعم لمستحقيه فقط، ولكن حتي الآن لم تنجح حكومة واحدة في الإجابة عن السؤال الأهم: كيف يحدث ذلك؟
- إذا وجد الأغنياء السلع والخدمات بأسعار مدعومة ورخيصة لماذا لايأخذونها؟.. وليس العيب عيبهم، ولكنه عيب من ترك هذه المشكلة تكبر حتي أصبحت بالوناً كبيراً.
7
- الدعم في موسم الانتخابات «شر لابد منه».. لأن ظروف التوتر والاحتقان والابتزاز لن تكون مناسبة.. لاتخاذ قرارات عادلة في قضية تمس حياة الناس ولقمة عيشهم.
- المؤكد أنها مشكلة كبيرة وخطيرة وسوف تكبر وتكبر في المستقبل، وتلتهم الأخضر واليابس، وستجعل الحكومة تبحث عن موارد أخري لسد العجز ولن تجد سوي الضرائب.
- أخطر ما في قضية الدعم أنها تحول موارد المجتمع إلي الاستهلاك والأكل، وليس الإنتاج وتوفير فرص عمل.. تماماً مثل مشكلة «الدجاجة والبيضة».


E-Mail : [email protected]