النادى الأهلى.. الوطن قبل البطولة

رغم كونى زملكاويًا إلا أننى لا أخفى سعادتى ببيان النادى الأهلى الخاص بمباراته التى جرت مع نادى الهلال السودانى الشقيق .

بيان النادى الأهلى الذى أعلن تراجعه عن تقديم شكوى للاتحاد الإفريقى عما جرى من تجاوزات تمت قبل وأثناء وبعد المباراة فى ستاد الجوهرة الأسبوع الماضى وتقديم الشكر للجيش السودانى وقوات الأمن لحماية البعثة الرياضية من التجاوزات التى حدثت ومثلت إساءة كبيرة كانت تستوجب العقوبة من جانب الاتحاد الإفريقى. 

امتزجت السياسة مع الرياضة فى البيان الرائع للنادى الأهلى كما تجاوزت روح الأخوة بين الشعبيين الإساءة التى وقعت.

البيان موقف رياضى نبيل عبر عنه النادى الأهلى تجاه الأزمة وبقيمة وقامة أكبر نادٍ فى الشرق الأوسط الذى يفرض امتداده التاريخى أن يكون ركنًا من أركان الدولة. 

إدارة الأهلى بقيادة الكابتن محمود الخطيب ومجلس الإدارة التى كانت على قدر المسؤلية الوطنية لم تستدرج إلى خطيئة «انزلاق الرياضة إلى ساحة السياسة» بل فرضت الروح الرياضية على محاولات التسييس!

تخيل لو أن الأهلى كان قد انجرف وراء دعوات الشكاوى والعقوبات لنفخت منابر الشر الإعلام الإخوانى النار فى العلاقة ذات الأواصر الممتدة عبر النيل والعروبة والجيرة والأخوة.

لظل هؤلاء الأشرار ينفخون فى نيران الفتنة وتحرض السودانيين ضد مصر وتحريض المصريين ضد السودان.

فصل البيان علاقة الأخوة التى قفزت وعلت وارتفعت فوق كل فتنة وفوق كل مصلحة إلا مصلحة الشعبين الشقيقين بعد أن وجه الشكر لقوات الجيش والشرطة السودانية فى إصرار على التعامل مع «السودان الدولة» وليس التعامل مع انفعالات بعض الأشخاص السودانيين!

أحسن النادى الأهلى التصرف فكان له وسام الاحترام.