الأحد 8 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البحث عن كورونا

البحث عن كورونا

إن كتابة مقال يومى ليس بالأمر الهين أو السهل حيث تتعرض تلك العملية إلى تحديات عدة منها ضرورة أن يكون موضوع المقال مهم ومواكب للأحداث الجارية خاصة عند طغيان موضوع بعينه على الساحة...يجب أيضا الاهتمام بحجم المقال وأسلوب الكتابة ليكون مناسبا لمقال يومى وهو ما يختلف عن المقال الأسبوعى أو الشهرى ويختلف أيضا على حسب نوع المطبوعة (جريدة-مجلة متنوعة-مجلة متخصصة-...إلخ).. بالطبع فإن التنوع هو مفتاح النجاح...عدم التكرار يحتاج إلى ذاكرة جيدة وأفكار متدفقة.



الأفكار والخطرات ليست بالأمور السهلة...نحتاج كثيرا إلى الانتباه على مدار اليوم وتسجيل أى أفكار وأن تتم الموازنة بين أيام «التدفق» وأيام «النضوب» وذلك ضمانا لعدم الإخلال بالدورية اليومية للمقال.

ولأن الأفكار تحتاج إلى تواصل إعلامى وبشرى ولأن موضوع «فيروس الكورونا» قد أصبح هو الموضوع الأكثر تناولا  بصورة منفصلة أو ضمن أى خبر فى  كل جريدة أو موقع إلكترونى أو قناة فضائية وأيضا على شبكات التواصل الاجتماعى وفى الحوارات والنقاشات اليومية بين الجميع فإن محاولة الفكاك من هذا الحصار ومحاولة استجلاب أفكار فى موضوعات  أخرى قد أصبح من الأمور شديدة الصعوبة بل ربما المستحيلة أحيانا.

محركات البحث تعطى احصائيات عن الموضوعات الاكثر بحثا والاسئلة الاكثر انتشارا فى فترة زمنية معينة وتكون مقسمة على مستوى الدول أيضا. 

كانت اكثر الاسئلة المطروحة فى الولايات المتحدة الأمريكية الاسبوع الماضى هى: ما هو فيروس كورونا وكيف بدأ وكم عدد الحالات المسجلة  وكم عدد الوفيات وكيف يتم عمل الاختبارات وكيف يمكن العلاج وماهى سبل الوقاية وكيف يمكن عمل المطهرات فى المنزل.

لا تختلف تلك الاسئلة كثيرا بين باقى بلدان العالم ربما يختلف الترتيب ولكن لايختلف تزايد الاهتمام بهذا الموضوع والإجراءات الاحترازية التصاعدية للحد من انتشاره.

نعود لتذكر ماحدث منذ 102 عام بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى مباشرة مما يطلق عليه جائحة الانفلوانزا الإسبانية التى قتلت حوالى من 50 مليون إلى 100 مليون  شخص حول العالم نتيجة انتشار المرض  واصابة حوالى 27% من إجمالى سكان الكرة الأرضية به (حوالى 500 مليون نسمة).

رقم الـ50 إلى 100 مليون قتيل هو رقم تقديرى تم حسابه عام 2005 فيما تم فى عام 1991 تقدير آخر بحوالى من 25 إلى 39 مليون نسمة.. تم فى عام 2018 عمل تقدير آخر اشار إلى ان العدد الاجمالى للوفيات لم يتجاوز الـ 17 مليون نسمة.. اختلاف الارقام يجعل نسبة الوفيات تتراوح بين 1% إلى 6%  وفى جميع الأحوال فإنها نسبة كبيرة ولا يمكن بأى حال من الأحوال ان نتعرض بعد مائة عام من التقدم العلمى والتكنولوجى والطبى إلى نفس النسب وهو مايجعل العالم كله ينتفض ويشدد من الاجراءات الوقائية للمساهمة فى انحسار المرض وعودة الأمور إلى ماكانت عليه.. يبقى حساب الخسائر الناجمة (بشرية  مادية) وذلك لنتبين كم أن هذا العالم بالرغم من اختلافاته وقوته الواضحة إلا أنه متصل ومترابط وهش بصورة مذهلة.