الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سيناء.. والمنسى.. والإعلام

سيناء.. والمنسى.. والإعلام

سيناء أرض الفيروز.. احتفلنا هذا الأسبوع بعيد عودتها لأحضان الوطن مصر الكنانة  وهو ما يتزامن كذلك مع توقيع اتفاقية 25 أبريل 1982, حيث كان هذا هواليوم المحدد لانسحاب إسرائيل الكامل من آخر شبر من التراب الوطنى تنفيذًا لاتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979، ولكن إسرائيل تعمدت افتعال أزمة لعدم الانسحاب، ومن ثم خاضت مصر معركة قانونية دبلوماسية فى ساحات التحكيم الدولى استمرت أكثر من ست سنوات شارك فيها نخبة من المصريين المخلصين، ضمت مختلف التخصصات القانونية والدبلوماسية والتاريخية والجغرافية والعسكرية والمساحية والطبوغرافية على اختلاف انتماءاتهم الحزبية ومعتقداتهم الدينية.. تفانوا جميعا – كل بحسب دوره- بإخلاص وعزم لا يلين فى أداء رائع حتى استعادت مصر أربعة عشر موقعًا على طول الخط الفاصل من رفح حتى العلامة 91 عند طابا، وصدر حكم محكمة التحكيم التى اتخذت من جنيف مقرًا لها فى 29 سبتمبر 1988، ورفع العلم المصرى عاليًا خفاقًا على جيد سيناء فى 15 مارس 1989. 



و«المنسى».. هومن خلد المصريون ذكراه الطاهرة بمسلسل «الاختيار» الذى يعرض منذ بداية رمضان.. وهوالشهيد البطل - العقيد أركان حرب / أحمد صابر المنسى، أحد أهم ضباط القوات المسلحة المصرية، خريج الدفعة 92 من الكلية الحربية وعمل لفترة طويلة فى الوحدة ٩٩٩ قتال وحدة العمليات الخاصة للصاعقة، وكان مشهودًا له بالكفاءة والانضباط العسكرى وحسن الخلق من الجميع، كما كان معروفًا باسم « الطاووس الأكبر».. وفى أكتوبر 2016 تم تعيينه قائدًا للكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، وفي 7 يوليو  2017 استشهد - مع أبطال صناديد - فى أشرف ساحات البطولة والعزة والوطنية أثناء التصدى لهجوم إرهابى.. فكانوا رجالًا لا يهابون الموت.. وقفوا كالأسود مدافعين بجسارة عن أرض الفيروز، حتى نجحوا فى إفشال مخطط الأعداء، ولم يسمحوا لهم بتحقيق أى من أهدافهم الدنيئة، ولم يمكنهم الأبطال الذين ضحوا بدمائهم حتى آخر قطرة، ولتروى دماؤهم الذكية أرض الأنبياء.

أما «الإعلام» فهو رأس الأمر وذروة سنامه.. لأنه الدعامة الرئيسة فى نشر الحقائق ومواجهة الشائعات المغرضة التى تنال من النسيج الوطنى للمجتمع، ومن ثم تشكيل الوعى الشعبى، وذلك للوقاية من الادعاءات وتزييف ذلك الوعى، وهوما تجسد مؤخرًا فى لقاء فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مع دولة رئيس الوزراء ومعالى وزير الدولة للإعلام، والذى صدر بشأنه بيان رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس وجه بتعزيز دور الإعلام فى إطار جهود الدولة لبناء الشخصية المصرية من كل الجوانب، خاصةً تشكيل (الوعى) وترسيخ القيم والثوابت المجتمعية والبناء الفكرى والثقافى، كما وجه الرئيس بتحقيق التنسيق الجماعى والتناغم بين جميع مؤسسات الدولة فيما يخص الإطار الإعلامى عند تناول الأزمات المختلفة فى ظل التطورات والمستجدات على الصعيدين الوطنى والدولي، فضلًا عن الالتزام بالشفافية والموضوعية الكاملة، وهو الأمر الذى من شأنه المساهمة فى تقويض مخاطر انتشار الشائعات، وقد عرض وزير الدولة للإعلام خلال الاجتماع رؤية تطوير السياسة الإعلامية للدولة فى ظل المستجدات الإقليمية والدولية المختلفة، لا سيما من خلال تحقيق الاستفادة المثلى من القدرات والخبرات البشرية التى تذخر بها مصر فى مجال الإعلام، وذلك اتساقًا مع أهداف التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030, عن طريق تعظيم مدى تأثير الإعلام الوطنى محليًا وخارجيًا ونشر التوعية بجهود مؤسسات الدولة فى العملية التنموية التى تشهدها مصر حاليًا.

وتطبيقًا للمفردات الثلاثة عنوان المقال..أذكر أنه من أهم ما كتبت فى حياتى كتاب «طابا مصرية» الذى يوثق معركة استرداد الحقوق التاريخية (بالقانون) والذى فاز بجائزة الدولة كأفضل كتاب قانونى لعام 2000، كما أذكر أننى حظيتُ بشرف الجندية فى القوات المسلحة المصرية بقيادة اللواء 108 دفاع جوى (صواريخ مضادة للطائرات) وكرمنى قائد اللواء فى نهاية خدمتى بشهادة «مقاتل»، وأخيرًا فقد حملتُ أمانة نشر الوعى بالقانون من خلال مؤلفات ومقالات ودراسات حاصلها «استراتيجية وطنية لنشر الثقافة القانونية فى مختلف مجالاتها».  

ستظل سيناء أرض الفيروز لمصرنا الغالية

وسنخلد اسم البطل الشهيد المنسى فى ذاكرة أبنائنا

وسنعتز دومًا بإعلامنا الوطنى. 

وبالقانون تحيا مصر