مصر ومقاود النصر..على بقايا ورثة الخلافة العثمانية
فى الوقت الذى تواجه فيه البشرية هذا الاجتياح المدمر لحرب الفيروسات التى اتضح أنها بدأت بغية استهداف الاقتصاد الغربى وتدميره فى الأساس؛ هذه الفيروسات التى يُقال إنها أفلتت من عقالها فى معامل العلماء؛ وصارت كالمارد الذى خرج من «القمقم» ويبدو أنه لا سبيل إلى إعادته والسيطرة عليه فى الوقت الراهن، يخرج علينا الصائدون فى الماء العكِر من ورثة مايسمى بالخلافة العثمانية التى اندثرت منذ زمنٍ سحيق؛ ليقوموا بمعاونة خوارج العصر ومن حلفائهم من مرتزقة تنظيم إخوان سوريا الممزقة بالغزو لدولة ليبيا الشقيقة الواقعة على خريطة حدودنا الغربية؛ والهدف المُعلن هو الاستيلاء على حقول البترول وتدعيم ميليشيات المرتزقة المسلحة غير الشرعية التى تحاول الاستيلاء على الحكم فى ليبيا؛ ومناهضة الحكومة الشرعية التى يدعمها التأييد الشعبى فى طول البلاد وعرضها.
والمعروف أن بقايا ورثة الخلافة العثمانية أو تركة الرجل المريض التى قامت على الغزو والمذابح والاستعمار؛ هى الآن «دولة تركيا» التى تمت سرقة الحكم فيها بمعرفة هذا العُتُل الغبى الداعم لمحركى الفتن وآويهم فى أحضانه المدعو «أردوغان».. وهو الذى بات يحلم بإعادة السلطة والهيمنة على خريطة العالم العربى الإسلامى بادعاء انه خليفة الله فى الأرض ! وتناسى هذا المعتوه الأخرق تاريخ بلاده الأسود فيما قامت به من الإبادة الجماعية للأرمن أو المذابح التى تُعرف باسم المحرقة والمذبحة الأرمنية أو الجريمة الكبرى وبحسب صفحات التاريخ وبتصرف التى أشارت إلى القتل المتعمد للسكان الأرمن من قبل حكومة «تركيا الفتاة» فى الدولة العثمانية؛ خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وقد تم تنفيذ ذلك من خلال المجازر والقتل الجماعى للذكور ذوى القدرة الجسدية؛ والقيام بعمليات الترحيل القسرى فى مسيرات الموت المؤدية إلى الصحراء السورية؛ بعد أن يتم حرمانهم فى المرُحلتين من الطعام والماء، علاوة على تعرضهم للسرقة والاغتصاب والقتل الممنهج.
واننى إذ أذكر هذا التاريخ الأسود لهذه الدولة المارقة؛ كى أذكِّر بعض الخونة فى الداخل المصرى الذين يصفقون ويتعاطفون مع هذا الغازى الذى يهدد حدودنا الغربية؛ ومحاولة الاستيلاء على منابع حقول البترول فى «البحر المتوسط» باعتباره بحيرة مفتوحة لعبث «كل من هبَّ ودب»! ضاربًا عرض الحائط بالأعراف والقوانين الدولية التى تحدد مسافات ومساحات السيطرة على المياه الإقليمية لكل دولة، بغية انزلاق الدولة المصرية للصدام المسلح للحفاظ على مصالحها البترولية وحماية مياهها الإقليمية ذات السيادة، ليتدخل حلفاء مصر من أصدقائها إيطاليا واليونان بالتصدى لتلك المطامع وإيقاف هذا الزحف الاستعمارى الجديد؛ بالاتفاق على ترسيم الحدود المائية بعد خلاف طويل بينهما، لقطع الطريق على من يحاول إيذاء مصر ووأد أحلام كل الطامعين والغزاة، وهكذا تكون العلاقات الدولية المخلصة لأهداف الإنسانية السمحاء؛ وليس بهدف الأطماع والغزو والتوريط لصالح القوى الكبرى المُعادية لمسيرتنا القومية الناجحة، ورب ضارة نافعة !
ولنسترد الأنفاس بعد هذه الإطلالة على بعض أحداث صفحات من تاريخ.. مالن يهمله التاريخ ! نقول لكل المصريين الشرفاء: انتبهوا لهذه الشرذمة الحاقدة المارقة فى الداخل الخاضعين لتنفيذ أجنداتٍ خارجية مضادة مقابل حفنة من الدولارات، وهم الذين تحطمت أحلامهم وأطماعهم فى الإيقاع بالدولة المصرية على صخرة المشروعات الكبرى التى تمنح المكتسبات الفارقة للمواطن المصرى للرفاهية والعيش الكريم، فإن كل ماأبتغيه من التذكير بتلك الهجمات الشرسة على وطننا الغالى عبر التاريخ القديم والحديث؛ هو شحذ الهِمَمْ والمشاعر وبخاصة الكوادرالمتخصصة فى منظمات المجتمع المدنى للوقوف بصلابة خلف قيادتنا السياسية الوطنية الشريفة التى تجابه بقوة شتى الصعوبات الاقتصادية والمشكلات الاجتماعية المتفاقمة فى ملفات الاقتصاد والصحة والتعليم والبطالة وتهروء البنية التحتية؛ جراء الإهمال الجسيم طوال حقبة التجريف الفائتة التى امتدت لسنواتِ عجاف قاسينا فيها كل الصعاب والمخاطر.
علينا اليوم وليس غدًا الوقوف وقفة الحزم والتضافر كالبنيان المرصوص؛ونبذ الخلافات وازكاء روح المحبة والتقدير للوطن فلنصب محبتنا له فى بوتقة واحدة تكون منطلقا لرفع الروح الدفاعية عنه لتفويت الفرصة على عملاء الداخل والخارج؛ وحتى لانمنحهم من تصرفاتنا مواقف الشماتة والتشفي_ وإن كنا لانكترث لهم اصلا فمايعنينا هو التكاتف لنصرة الوطن _ وهذا لن يتأتى إلا بإعلان المواقف السياسية بكل الشفافية؛ وبيان حجم الاستعدادات للمواجهات المحتملة على حدود الوطن، والتأكيد على وحدة الجبهة الداخلية واستعدادها لمواجهة كل الظروف المستجدة على أرض الواقع، فقوة الدولة.. من قوة المواطن وإيمانه الذى لايتزعزع بسلامة سياسات قادته فى أول الصفوف.
لقد علمتنا دروس التاريخ دائمًا.. أن البغاة إلى زوال.. وتبقى مصر عصية على كل غازٍ ومعتدٍ ومهدِّد لأمنها وسلامة شعبها وأراضيها صدقًا و حقًا وفضلاً من الله ونعمة ستظل مصرنا مقبرة للغزاة على طول الدهر والأزمنة؛ فليعتبر المعتبرون أو فليذهبوا إلى الجحيم غير مأسوف عليهم..ولتحيا مصرنا المحروسة محروسة، وبتكاتفنا نقبض على مقاود النصر من كل اتجاه ! أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعى بأكاديمية الفنون