أجزاء الحكمة العشر

من منا يرفض أن يكون حكيما؟...من منا لا يسعى وراء الحكمة؟... نردد دائما أن «الحكمة ضالة المؤمن فحيث وجدها فهواحق بها» على انه حديث شريف...الحقيقة أنه حديث ضعيف جدا... يقول عنه الترمذى إنه حديث غريب وبالرغم من ذلك فان معناه صحيح جدا.

حتى فى عصر المعلومات يتم تقسيم الهرم الى قاعدة من البيانات يليها طبقة من المعلومات ثم المعرفة وعلى قمة الهرم تأتى الحكمة.

عدد لابأس به من الاقوال المأثورة تتعرض الى الحكمة لعل اشهرها مقولة منسوبة الى سيدنا على بن ابى طالب يقول فيها «الحكمة عشرة أجزاء...تسعة منها فى الصمت والعاشرة فى قلة الكلام»....تنسب مقولة شبيهة الى وهيب بن الورد أحد رواة الحديث النبوى من تابعى التابعين حيث يقول «الحكمة عشرة أجزاء: فتسعة منها فى الصمت، والعاشرة عزلة الناس». للأسف الشديد وبالرغم من أن الحكمة فى الصمت كما هوواضح من الأقوال السابقة الا أننا نفعل عكس ذلك تماما... نتحدث كثيرا ولا نستمع الى ما يقوله الاخرون... الكل يتكلم ولا أحد يسمع...يحدث هذا فى الحوارات اليومية وعلى منصات شبكات التواصل الاجتماعى التى اتاحت فرص الحديث فى كل الموضوعات للجميع بلا أى ضبط أو ربط.. الأسوأ أن من لا يتكلم أو قليل الكلام ننظر اليه على أنه لا يجد ما يقول وأنه خاوى من الداخل.. لا يتم النظر اليه على أنه حكيم على الطلاق...الكل يتحدث بلا انقطاع... طبقة صوت عالية وتدفق للكلمات والتعبيرات التى تشمل على معانى قليلة تتوه وسط دوامات الحروف والكلمات.

لقمان الحكيم ووصاياه العشر لابنه كما جاءت فى القرآن الكريم وهى: الوصية الأولى والخاصة بالتوحيد ....الوصية الثانية خاصة بالتذكير بيوم الحساب وبعلم الله الواسع وهما اصل العقيدة.

تأتى الوصية الثالثة بر الوالدين ثم الوصية الرابعة الخاصة بإقامة الصلاة.. الوصية الخامسة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر...الوصية السادسة عن الصبر ووصفه بأنه من عزم الأمور.

الوصية السابعة للتنفير من الكبر وازدراء الناس ...الوصية الثامنة ترك الخيلاء والفخر.. الوصية التاسعة عن الوقار التوسط فى المشى ثم تأتى الوصية العاشرة والأخيرة عن أدب الحديث وعدم رفع الصوت.. النص القرأنى فى سورة لقمان من الاية 13 الى الأية 19 يوضح تلك النصائح اوالعظات على حسب التعبير الوارد.

نحتاج جميعا الى مراجعة النفس والانتباه الى أجزاء الحكمة العشر وإلى وصايا لقمان لولده ...تلك الوصايا التى نحتاجها جميعا