الخميس 29 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أنا البارون

قصر السلطانة ملك تحفة معمارية على الطراز الإسلامى بطابع أوروبى

قصر السلطان حسين كامل أحد ابرز القصور الملكية وهذا ليس غريباً حيث صممه المهندس المعمارى إلكسندر مارسيل.



ويعد القصر الذى صممه إلكسندر مارسيل عام 1908 من أجل الأمير حسين كامل ابن الخديو إسماعيل مثالا رائعا للهندسة المعمارية التى تعبر عن طراز المدينة الجديدة «مصر الجديدة»، وقد جمع تصميم القصر بين الطراز الإسلامى الممزوج بالطابع المعمارى المميز لضاحية مصر الجديدة وبين معايير الفنون الجميلة ذات الطابع الأوروبى وذلك وفق أحدث تقنيات البناء آنذاك. 

وعندما اندلعت الحرب العالمية الأولى وأعلن البريطانيون الحماية على مصر تم إنهاء السيادة الرسمية للإمبراطورية العثمانية على مصر، وترتب على ذلك عزل الخديو عباس حلمى الثانى وتعيين الأمير حسين كامل بدلا منه والذى لقب بالسلطان، ليصبح بذلك أول حاكم مصرى أقام فى حى مصر الجديدة.

وبعد وفاته عام 1917 ظلت السلطانة ملك زوجته الثانية مقيمة فى القصر حتى وفاتها فى منتصف القرن العشرين، ليتم تحويل المبنى إلى مدرسة عامة فى ستينيات القرن الماضى، وقد تم تسجيل القصر فى عداد الآثار عام 2000 وتجرى له حاليا أعمال ترميم تحت إشراف وزارة السياحة والآثار تمهيدا لإعادة استخدامه كمركز للتواصل الإلكترونى بين شباب العالم.

 وهذه الفكرة أسعدتنى كثيراً، خاصة أن المشروع سيتم تنفيذه بالتعاون مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ضمن برنامج المسئولية الاجتماعية للشركة المصرية للاتصالات، حيث يهدف إلى إعادة توظيف القصر ليكون مركزا لتنمية الإبداع وريادة أعمال الشباب، بالإضافة إلى كونه جزءا من بانوراما قصرى الذى بأن يعرف باسمى البارون المواجه له، ومشروعا هاما لإظهار المعالم الحضارية لمنطقة مصر الجديدة الأصلية.

وقد علمت أن أعمال الترميم التى ستجرى لقصر السلطانة ملك تتضمن الترميم المعمارى والدقيق للمبنى وجميع الرسومات والزخارف ذات الطراز الإسلامى المستحدث والذى ميز معمار تلك الفترة، حيث يعد أحد أهم الجوانب الحضارية لمنطقة مصر الجديدة.

وما يجرى من ترميم حالياً للقصر أسعدنى خاصة أنه يأتى فى إطار حرص وزارة السياحة والآثار على الحفاظ على المبانى التراثية والتاريخية، حيث إن هذا المشروع يعد أحد الإضافات الجديدة لحى مصر الجديدة وضمان استدامة الحفاظ على آثار العصر الحديث. ولا أخفى عليكم سرا أننى بنيت هذا القصر لأهديه للسلطان حسين كامل الذى رفض أخذه كهدية وأصر على شرائه، لكنه توفى قبل أن يسدد ثمن القصر، فآلت ملكيته إلى شركة مصر الجديدة للإسكان والتعمير، وتم الاتفاق على أن يؤجر القصر للسلطانة ملك الزوجة الثانية للسلطان حسين كامل حتى تحول إلى مدرسة فى ستينيات القرن الماضى، ثم تم تسجيله كما أخبرتكم من قبل كأثر ضمن الآثار الإسلامية والقبطية عام 2000.