رئيسنا .. هبة السماء
لا أحد يستطيع أن ينكر أو ينسى فضل الأوطان على قاطنيها، وقد كان صوغ إيليا أبوماضى لكلمات بليغة على بساطتها فيها الصدق وبريقه، حين قال:
وﻭﻃﻦُ ﺍﻟﻨﺠﻮﻡِ ... ﺃﻧﺎ ﻫﻨﺎ .. ﺣَﺪِّﻕ ... ﺃﺗَﺬْﻛُﺮُ
ﻣَﻦ ﺃﻧﺎ ؟
ﻓﺎﻟﻤﺮﺀ ﻗﺪ ﻳﻨﺴﻰ ﺍﻟﻤﺴﻲﺀ .. ﺍﻟﻤﻔﺘﺮﻯ، ﻭﺍﻟﻤﺤﺴﻨﺎ
ﻭﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﺍﻟﻤﺬﻝّ.. ﺑﻞ ، ﻭﻟﺬّﺍﺕ ﺍﻟﻐﻨﻰ..
ﻟﻜﻨّﻪ ﻣﻬﻤﺎ ﺳﻼ.. ﻫﻴﻬﺎﺕ ﻳﺴﻠﻮ ﺍﻟﻤﻮﻃﻨﺎ..
فمحال أن نسلو الموطن والملاذ لكننا - بحق قد نسقط - من ذاكرتنا ما يمرر بنا ونتجرعه من إساءات الكثيرين برغم عمق الأثر الذى ينعكس سلبا على نفوسنا، وقد يفترى علينا ونقع فى براثن ظلم بين ينال من كرامتنا ويوجعنا، وقد نعانى ضيق ذات اليد مرة وبحبوحة العيش فى أوقات أخرى وننسى ثم ننسى، وتسير الحياة بحلوها ومرها، لكننا لا نعرف للوطن فراقًا ولا نسلوه ولا نطيق عنه الابتعاد.
فصدقا: «نحن لم نبحث عنه .. عن هذا الوطن فى حلم أسطورى وخيال بعيد .. ولا فى صفحة جميلة من كتاب قديم، نحن لم نصنع هذا الوطن كما تصنع المؤسسات والمنشآت.. هو الذى صنعنا هوأبونا وأمنا ونحن لم نقف أمام الاختيار، لم نشتر هذا الوطن فى حانوت أو وكالة، ونحن لا نتباهى ولم يقنعنا أحد بحبه لقد وجدنا أنفسنا نبضاً فى دمه ولحمه ونخاعاً فى عظمه وهو لهذا لنا ونحن له». كلمات هزتنى وجدانيا للشاعر محمود درويش، فهى ليست محض مقولة أو خيال شاعر بل حقيقة يلمسها كل إنسان محب لوطنه الذى نعد صنيعته فتكوين كل منا من ذرات هذا الوطن، نستقى من نيله دماء تسرى فى عروقنا، ومن شمسه اللافحة نكتسى لونا خمريا ومخمليا رائعًا، من وهجها الحانى المدفئ، وملامحنا منقوشة بقسمات نبعها طين الأرض وجمال الطبيعة، واخضرار زروعها يعكس نضارة نباهى بها وهى تدخلنا فى واحة جمال رحبة.
بطبيعة الحال لم يختر أى منا موطنه بل الوطن هومن يصطفى أبناءه وينعم عليهم بخيراته ويحتضنهم ويطوقهم بسياج الحماية والرعاية فيصبح بمثابة الأم الرؤوم التى تحيط بوليدها وترضعه من ثدييها أكسير الحياة لبنا مدرارًا صافيًا يقيم العظام ويبنى الأبدان ويقيم عودها، ويظل فى حالة العطاء المتدفق هذه دونما توقف ولا كلل ولاملل، حتى يشب عن الطوق ويصبح هوالسند والمدافع عن وطنه ردًا لجميل - مهما بذل من جهد - لن يستطيع رده بالقدر نفسه الذى يضاهى عطاء فريدًا منحه الوطن لكل إنسان نشأ وترعرع على أرضه واستظل بسمائه.
ومن يراقب التفانى الذى يميز أداء الرئيس عبدالفتاح السيسى وكيفية معالجته لكل عوار يشوه واجهة الوطن والمجتمع نجده يلقننا درسًا عظيمًا فى الحفاظ على الوطن والعمل على إزاحة كل المعوقات التى من شأنها عرقلة مسيرة التقدم والبناء لمصرنا الحبيبة حتى لوكلفه هذا الغالى والرخيص شريطة أن نمد له كشعب يد العون للمضى قدما فيما خطط للدولة المصرية مشروعات عملاقة من شأنها رفعة الوطن وخدمة مواطنيه، وهووتفانيه الملموس هذا يحاول من جانبه جاهدا أن يرد لمصرنا المحروسة بعضا من صنيعها وجميلها عليه كأحد أبنائها البررة المقدرين لقيمة الوطن ومعناه، فلا عجب وهومن كان يدرس معنى كلمة دولة ووطن منذ نعومة أظفاره وحلم بوطن قوى مستقر له هيبة وسيادة يقف لها بقية البلدان تعظيما وإكبارا واحتراما.
فلا أقل من أن نقف كالبنيان المرصوص وراء هذا الرئيس الوطنى بمصريته الزاعقة حتى النخاع بالعمل والإنتاج حتى نصل معه إلى تحقيق الحلم بأن تصبح « أم الدنيا «مصر «قد الدنيا».
وقد طالبنا الرئيس بأن نكون حائط صد ضد كل من يحاول النيل من مقدرات هذا البلد من مروجى الشائعات ومزيفى الحقائق ومشوهيها لصالح أهل الشر وزبانيته رغبة فى إحباط المصريين وبث حالة نفسية متردية تقعدهم عن الهمة والنشاط لمزاولة أعمالهم ودورهم المنوط بهم.
لا أدرى كيف نتقاعس عن مؤازرة هذا الجهد الجهيد المبذول من الرئيس والحكومة وكيف وصل الحال أن نتسبب فى أن يضيق صدر الرئيس بعد مشواره المضنى الدؤوب فى إعادة بناء الدولة المصرية بعد انتكاسها فى العام الأسود من تاريخها مع حكم يندى له جبين كل مصرى شريف يدرك معنى كلمة وطن من الظلاميين والعملاء ؟!
رئيسنا «هبة السماء» لنا إنه الرجل «الاستثناء»، فلنحافظ على عطايا الخالق العظيم ونسجد له شكرًا على منحنا منقذا فارسًا مغوارًا، يشهر سيفه البتار ليطيح برأس الفساد والمفسدين دون رهبة أوخوف، فلنكن عونًا له لا حجر عثرة، فمصرنا الحبيبة تستحق أن نضعها فوق رؤوسنا وطنًا عزيزًا وأرضًا مباركة..
إن رئيسنا المفدى المقاتل والفدائى عبد الفتاح السيسى هونقطة نهاية دولة وهوفى الوقت نفسه مفتتح لدولة جديدة خالية مما وقع من أخطاء سابقة : نقطة نهاية دولة العشوائيات والاعتداء على حرمة الطرق والأراضى الزراعية والبناء بارتفاعات شاهقة مخالفة دون ترخيص . وأول حرف يخط بداية دولة احترام القانون وتطبيقه بحذافيره على قدم المساواة مهما علا شأن هذا أوذاك، وحزمة القواعد والإجراءات التى تنظم بها الحكومة وتضع مخططاتها لكل بقعة على أرض الوطن .
فلتحيا مصر قيادة وشعبا.. وليسقط كل من تسول له نفسه النيل منها.. نحن له بالمرصاد بهمتنا على العمل وبدرعنا وسيفنا من الجنود البواسل حماة الوطن وبقيادتنا الوطنية لن يمسسنا أحد بسوء بفضل الله وعنايته.
أستاذ ورئيس قسم الإنتاج الإبداعى بأكاديمية الفنون