الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عزيمة القائد.. والمصارحة الكاشفة.. !

عزيمة القائد.. والمصارحة الكاشفة.. !

ونحن مازلنا فى ظلال ذكرى الانتصارات الأكتوبرية المجيدة؛ نجد أنفسنا فى حاجة ماسة دائما؛ إلى تذكير الشباب ـ الذى لم يعاصر أجواء تلك الانتصارات ـ بمدى تضحيات الجيل الذى صنع إرهاصاتها وخاض غمار أحداثها؛ وصولا إلى معايشة لحظات الانتصار؛ ورؤية انكسار غرور العدو ببؤبؤ العين؛ واندحار تجمعاته واحتراق معداته تحت وطأة نيران الجندى المصرى؛ هذا الجندى الذى آمن بقضية تحرير تراب الوطن من رجس أقدام المعتدين؛ والأخذ بثأر عشرات الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم خلال معارك التحرير التى لم تتوقف لحظة واحدة؛ منذ أن قامت قواتنا المسلحة بإغراق المدمرة» إيلات«  بعد أيام قلائل من الانتكاسة المفاجئة الناجمة عن الهجوم الغادر فى صبيحة يوم من أيام يونيو ١٩٦٧.



والجميل أن تأتى كلمات التذكرة للشباب على لسان القائد والزعيم عبدالفتاح السيسى؛ فى لقائه برجالات القوات المسلحة الذين أتوا من بين صفوف شعبه العظيم؛ عبر الندوة التثقيفية التى أقيمت فى ذكرى انتصارات أكتوبر؛ ليتحدث إليهم بلغة الشعب الدارجة ـ بالبلدى يعنى ـ ليضع لهم البنود الخاصة بدستور الحب والانتماء لتراب الوطن وقدسيته، ليقول لهم»:... منذ البداية صارحتكم بوجود تحديات؛ ونحن قادرون على التغلب عليها من خلال البناء والتعمير... «وأن»... تكاتف الشعب ووحدته؛ هما الضمانة الرئيسية لمواجهة التحديات… «و...القضية الموجودة اللى أنا قلقان منها ودائما بأكد عليها.. هى الحفاظ على بلدنا«.…

يا إلهى؛ ماأروع وأجمل الحديث الذى ينبع من سويداء قلب القائد؛ إلى قلوب شعبه وجنوده ورجاله الأشداء؛ هؤلاء الفهود والأسود الذين وهبوا حياتهم فداء لتراب الوطن. فالتحديات التى نواجهها فى هذه المرحلة الفارقة من تاريخنا؛ تتطلب تحقيق الاستقرار والعمل الدءوب ليل نهار بكتائب البناء والتعمير التى تؤمن بضرورة صلابة الدولة؛ من أجل مواجهة المؤامرات التى تُحاك بضراوة ضد الاستقرار المنشود والطمأنينة الواجبة؛ لاستكمال المسيرة التى بدأت بتغيير شكل ونمط الحياة فوق »بر مصر «من أقصاه إلى أقصاه ؛ ولابد أن نعلم _ ويعلم الجميع _ كما قال الرئيس» : ... إننا بنموت نفسنا عمل وجهد وفكر.. عشان نطلع بفضل الله بالدولة لقدام... «؛ وأن... » كل ما تحقق من إنجازات ومشروعات بأربعة تريليونات جنيه؛ هو خطوة واحدة من ألف خطوة... «!! وهكذا تأتى المصارحة من القائد بمدى التحديات والعقبات التى تتربص بمقدرات الوطن وتطلعاته؛ ولم يلجأ فى حديثه  إلى «عمل البحر طحينة» كما يقول المثل الشعبى المصرى العبقرى؛ بل جاءت هذه المصارحة للتأكيد على الجدية الواجبة لمواجهة القادم من عقبات؛ وأنه لاسبيل إلى تحقيق الانتصارات؛ إلا بتكاتف الشعب بكل فئاته قلبا وقالبا؛ لنيل مانصبو إليه من عزة وكرامة ورفاهية.

واحقاقا للحق فإن هذه المصارحة الكاشفة لحقيقة الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية عن الدولة هى أقرب الطرق إلى قلب كل مواطن وهى الطريقة المثلى التى يجب أن يتم اتباعها فى العلاقات الشخصية بين الأفراد والهيئات والجماعات، للإضاءة على معالم خطوات الطريق بدلا من التعتيم وتزييف الحقائق وحجبها عن الجماهير، فالجماهير هى زيت القنديل وفتيله الذى يضىء جنبات الحياة لكل من يعيش ويتنفس هواء الوطن النقى.

لقد وصل القائد عبدالفتاح السيسى إلى قمة جبل المصارحة مع جنوده وشعبه؛ إلى بيان علمه بحقيقة ما يدور فى جنبات المجتمع؛ عن دعوة ـ بعض ـ من ينتمون إلى جماعات الخوارج على اجماع الأمة؛ للبث الماكر لدعوة «التصالح» بين  شرذمة ممن أدينوا بمواصلة العداء للدولة المصرية وتلطخت أياديهم بدماء الشهداء من أبناء الشرطة والجيش! ففى هذا الصدد كان رد الرئيس قاطعا ومحددا.. حيث قال: »... والله سأحاجى الكل يوم القيامة على مانفعله لبلدنا... «و »...قسما بالله إن ما تحقق فى ست سنوات؛ يساوى عمل ٢٠ سنة»! و- بالبلدى تانى وبصريح العبارة -:» أنا أقول لكم اننا دائما مستهدفين«...! 

من هذه العبارة يُستشف من قول الرئيس كامل التحذير والحذر من الدعوات الكاذبة للمصالحة.. لأنه كما يقول سيادته: »... أنا ما اقدرش اتصالح مع اللى عاوزين يهدوا بلادى ويؤذوا شعبى وبلادى....!! « 

وبهذا يدحض الرئيس كل المزاعم الكاذبة التى تتردد فى الغرب ـ خاصة فى أمريكا ـ فى وقت يتزامن مع الإفراج عن تسريبات رسائل هيلارى كلينتون التى تفضح الإخوان والأدعياء الذين يحاولون إيهام مصر والمصريين أنهم يتحكمون فى دفة سفينة الوطن ، ولكنهم لا يعلمون أن» ماسك الدفة «هو أحد الأبناء الشرفاء من قلب طينة أرض هذا الوطن العظيم؛ الذى لم يحن قامته إلا لله العلى القدير؛ منذ ظهر على وجه البسيطة.. وكانت »مصر المحروسة«.. ثم جاء التاريخ!

شكرا من القلب للقائد والزعيم؛ على هذا العطاء غير المحدود من الجهد الدءوب؛ كضريبة واجبة السداد لكل الشرفاء من أبناء النيل العظيم.