الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
السيدة انتصار.. والعطايا الجميلة

السيدة انتصار.. والعطايا الجميلة

لا يستطيع من يحظى بنفس سوية منزهة عن أى غرض أن يدير ظهره متجاهلا حدثا بهذه الأهمية الإنسانية فى المقام الأول، ظهور السيدة انتصار السيسى حرم الرئيس على الشاشة لأول مرة منذ تولى الرئيس السيسى مقاليد حكم البلاد من ٦ سنوات ونيف، فى أجواء الاحتفال بعيد ميلاده فى محيط الأسرة أمد الله فى عمرهما فى حوار من القلب بفطرية وعفوية المصرية الأصيلة ابنة الأصول سليلة أسرة مصرية تزهو وتفخر وتعتز أيما اعتزاز بسكناها الأحياء الشعبية فى مصرنا المحروسة، فها هى بنت البلد مثال الجدعنة، تسرد بمنتهى الصدق تفاصيل زواجها دون أدنى تكلف أو تعال، بل ببساطة وخفة ظل وحضور طاغ يسهم فيه ماحباها الله به من جمال الوجه ورقة الملامح وعذوبة الابتسامة التى يكسوها خجل غير مصطنع، فيزيدها بهاء على بهاء، لم أستطع أن أغفل الحديث عن هذا اللقاء المختلف فقد انساب بشكل سلس وهادئ أثار إعجاب كل من شاهدوه حتى معتادى التهكم والتربص، فقد أسقط فى يدهم ولم يستطيعوا إلا الانحناء أمام سيدة رائعة دخلت قلوب المصريين وسكنتها من أول وهلة ، فالصادق لا يألو جهدا فى الاستحواذ على القلوب والمهج، لقد أعطت درسا فى كيفية الحديث عن شريك الحياة باحترام وحب، وأكدت على قيم أخلاقية سامية فى مقدمتها حب الجار واحترام الآخر هذه القيم المصرية التى يتربى عليها  المصرى فى أحيائنا المصرية الأصيلة العريقة، ناهيك عن اعترافها بالجميل تجاه والدة الرئيس؛ فهى من قامت  بتشجيعها ودعمها فى البداية وعلمتها أن سبب نجاح أى بيت هو المحافظة على الخصوصية ، ياله من درس وحكمة غالية ومثل يحتذى لما ينبغى أن تقوم عليه العلاقات الإنسانية بين زوجة الابن ووالدته، فيكون هدفها صناعة السعادة لكل الأطراف فلم نجدها تحمل لـ «حماتها» إلا كل الحب والاحترام والامتنان ولم تصفها بـ «الحماة» أصلا فى حديثها.



 كم أعجبت بسمو أخلاقها ودماثتها ورقيها الشديد، فهى المحبة لبنات جنسها تجل المرأة المصرية كما يجلها الرئيس السيسى ويعظم دورها فى المجتمع واجتهادها، ونراها تحكى عن تواصلها الدائم مع أمهات الشهداء فتصفهن بأنهن بطلات عظيمات أنجبن أعظم الرجال.فالأم القديرة والجدة المغداقة السيدة انتصار السيسى تدرك تماما ما تعانيه الأمهات اللاتى قدمن أرواح الأبناء فداء للوطن دونما ذرة من ندم.

ونراها تحرص على زيارة المعارض التى تقدم فيها نماذج من الإبداع الراقى المحلى المصرى، وتعلن فخرها بشراء منتجاتنا المصرية المتميزة، لإيمانها بقدرات الشباب المصرى المبتكر فى مختلف المجالات على حد تعبيرها. وعندما تحدثت كزوجة نجد أن جل تفكيرها ألا يتغير زوجها عليها فى حنوه واهتمامه وعاداته تجاهها وأسرتها الصغيرة الدافئة، مثلها فى ذلك مثل كل زوجة مصرية محبة لزوجها تخاف ان تغيره الظروف والأحداث ومعطيات الحياة وحتى الترقى فى العمل وما يترتب عليه من انشغال دائم قد يتسبب فى بعد أو هوة بينهما، فوصفته بمحبة غير خافية وامتنان واضح: «عمره ما اتغير، هو زى ما هو، من ساعة ما كان ظابط صغير لحد دلوقتى... كان بيساعدنى فى بداية حياتنا بمنتهى طولة البال والحنية».

هكذا فى كلمات قليلة عبرت السيدة انتصار السيسى عن الزوج الأصيل الصبور الحانى المعطاء» فخامة الرئيس  «كما حرصت على تسميته إجلالا وتعظيما لمكانته التى وصل إليها بكده وإخلاصه للوطن ومجهوده المضنى المتواصل طوال سنوات عمره الذى نلمسه حتى نحن كمواطنين منذ توليه المسئولية، وهكذا رأيناه طوال سنوات حكمه، إنسانا شريفا نزيها راقيا محترما وطنيا زعيما... رئيس مصرنا المحروسة المنصورة.. وهكذا يكون الرجال.. كل الفخر والزهو بهبة السماء لنا…

هذه الأسرة التى ضربت المثل فى كيف تكون العلاقة الإنسانية فى أرقى صورها تميزها المحبة والتعاون، وقد استوقفنى فى حديث السيدة انتصار ما بدا على قسماتها الجميلة من آثار خوف وانزعاج على أسرتها يوم ثورة ٣٠ من يونيو، وهو أمر نستطيع أن نتفهمه فسفينة الأسرة ستبحر عبر  شواطئ عالية الأمواج فما المصير؟!، قلق طبيعى لسيدة تقف إلى جوار زوجها المقاتل وتتحمل معه المسئولية بأن تحافظ على كيان أسرتها فى مأمن من مجهول لا تدرى مداه.

كم اطمع فى أن تعاود السيدة انتصار الظهور على الشاشة ياحبذا لو كان التلفزيون المصرى مرات ومرات لنستزيد من معدنها الأصيل ونكتسب قدوة نفتقدها_ للشابات من بناتنا المقبلات على الزواج_ لسيدة عظيمة وقفت وراء قائد عظيم فحقق أحلامه وكانت خير معين..لم نجدها محبة للظهور قبلا، إلا  فيما يحتمه عليها البروتوكول السياسى بوصفها حرم فخامة الرئيس، ولم نجد اسمها أو اسمه مطلقا على أى من المشاريع التى تزخم البلاد بها، زهد ما بعده زهد، وعزوف عن تحقيق أى مجد شخصى.. فكل إنجازاته لمصر ومن أجل مصر وشعبها، أحاطانا كلاهما بالسعادة وطاقة محبة بسيرة ومسيرة تدق لها القلوب وإن كان هناك الكثير مما كنا شغوفين لمعرفته لنقترب أكثر من حياتهما الغنية بالمواقف والأحداث فهى حياة ليست كأى حياة...نشكركما على منحنا كل هذا الجمال ونثر بذور الفرح والغبطة بقصة حب صادقة...مصداقا لمقولة أثيرة لدىَّ:

«إن من أسرار الحياة والحبّ، زرع السعادة فى قلوب الآخرين لا فى طلبها منهم، الحبّ أول العطايا الجميلة». وجودكما أجمل العطايا حفظكما الله ورعاكما!  

أستاذ ورئيس قسم الإنتاج 

الإبداعى بأكاديمية الفنون