الجمعة 29 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
نصرة الله.. والخروج من زنزانة الظلام

نصرة الله.. والخروج من زنزانة الظلام

تداهمنا الحياة دوما بمآزق واختبارات وابتلاءات نضيق بها ذرعا ولا نجد سبيلا للخلاص منها بسهولة ويسر بل بمواجهة صعاب وأهوال، وحين الخروج من المأزق وانقشاع الغيوم الحياتية، نجتر الأحداث ونراجع أنفسنا لنفاجأ بأننا من حولنا اليسير إلى عسير ولم نهون على أنفسنا الأمور بالحكمة والروية وحسن التأمل فى الممكن من الحلول وهو  جلى وضاح أمام أعيننا .وهنا أسوق دليلا من مرويات التاريخ التى أجدها تؤكد على كلامى بطرافة الموقف الذى واجهه أحد السجناء المحكوم عليهم بالإعدام فى عصر لويس الرابع عشر قبيل موعد تنفيذ الحكم عليه بليلة واحدة وكان مسجونا فى جناح القلعة ،وإذا  بالسجين يفاجأ  فى تلك الليلة  بأن باب زنزانته يُفتح ويدخل عليه  (لويس ) يرافقه الحراس ليعرض عليه فرصة ذهبية للفرار والنجاة بحياته؛ وذلك إن اهتدى إلى المخرج الموجود فى زنزانته الخالية من الحراسة ،وفى حالة عدم تمكنه من إيجاده  فإن الحرّاس سيأتون فى الموعد المحدد مع شروق شمس اليوم التالى لتنفيذ حكم الإعدام فيه.. ثم غادر الحرّاس الزنزانة مع لويس بعد أن حرروه من الأغلال والسلاسل  ليبدأ رحلته للعثور على المخرج المنقذ.



وبدأ يفتّش هنا وهناك فى أرجاء الجناح الذى سُجن فيه وهو يتأرجح بين أمل يلوح وآخر يخبو، فتارة يكتشف غطاء فتحة مغطّاة بسجادة بالية على الأرض تؤدّى إلى سلّمً يقوده إلى سرداب سفلي، ثم يليه درج آخر علوى فظل يصعد وخدعه ماتسلل من نسائم هواء فظن أنه قد عثر على المخرج لكن أحبطه اكتشافه أنه مازال قابعًا فى برج القلعة الشاهق بعيدا عن الأرض ، وعندها ركل الحائط بقدمه وإذا به يحس بالحجر الذى يضع عليه قدمه يتزحزح ، فقفز و بدأ يختبر الحجرفوجد بالإمكان تحريكه و ما إن أزاحه فإذا به يعثر على سرداب ضيّق ، فبدأ يزحف إلى أن بدأ يسمع صوت خرير مياه فراوده الأمل مجددا لعلمه أن القلعة تطل على نهر لكنّها كانت مجرد نافذة مغلقة بالحديد رأى النهر عبرها ..و هكذا أمضى ليلته لاهثا وراء محاولات النجاة و بشائرأمل وشيكة لكنها تتحول إلى سراب فى لحظة حتى نال منه التعب والإحباط ،و أخيرًا انقضى الليل ثقيلا على السجين ومع شروق الشمس أطل  عليه من الباب  لويس الرابع عشر بوجهه متسائلا : أراك مازلت هنا !

قال السجين: كنت أتوقع أنك صادق معى!

فبادر بالرد مستنكرا : لقد كنت صادقًا !

سأله السجين : لم أترك بقعة فى الزنزانة لم أحاول فيها ، فأين المخرج المزعوم؟

ففاجأه بالرد : لقد كان باب الزنزانة مفتوحًا غير مغلق !

ياله من موقف ينطوى على حكمة بالغة الأهمية تنبهنا إلى مانقع فيه من أخطاء عندما نمر بمشكلة يستعصى علينا حلها دون أن نلتفت إلى أبسط السبل التى تغيب عن تفكيرنا البالغ التعقيد الذى يقعدنا عن حل فى متناول اليد يختزل الوقت والجهد ويبعد شبح المعاناة والمكابدة بسهولة ..ولا أدرى لم جعلتنى هذه المروية التاريخية أثمن مجددا جهود الرئيس السيسى التى جعلته يأخذ على عاتقه إنقاذ مصر والمرور بها من عنق الزجاجة والعثور على المخرج المنقذ لها من زنزانة كادت أن تظل حبيسة بها بعد العام الأسود لحكم ظلامى ربما لأعوام وأعوام أخرى لولاه.

لقد جاء الرئيس عبدالفتاح السيسى بحكمته ووطنيته وحبه الحقيقى لمصر وشعبها ليفتح الباب على مصراعيه لنتنسم نسائم الحرية _التى عجز السجين عن استنشاقها _ ولنعيد بناء أنفسنا ووطننا من جديد فأصبحنا يدًا تبنى ويدًا تحمل السلاح دفاعا عن أغلى ما يستطيع أى إنسان امتلاكه وهو الوطن، حقا إن الخروج من الأزمات فن لايجيده إلا  كل كيس فطن ،تعلو رأسه الحكمة وينطوى عقله على التفكير السديد ،وتتملكه رغبة حقيقية فى إنقاذ من حوله من أذى محقق ،فلنحمد الله على نعمة القيادة السياسية الحكيمة التى حبانا الله بها وجعلها تمتلك من الكياسة والفطنة ما استطاعت به الوصول إلى أقصرالطرق التى تؤدى إلى  انتشال أمة من كبوة حفر لها أعداء الإنسانية لتقع فيها ولا تقوم لها قائمة بعدها، فنراه شعلة نشاط لا يهدأ له بال فى كل فيمتو ثانية إلا وهو يفكر فى إنجاز مخططات التنمية وإعادة بناء لكل موقع واجه تعثرا فى وقت ما، ولا يقتصر اهتمامه على البنية الداخلية التى تهلهلت فى عهود سابقة بل عمل بكل طاقته لإصلاح صورة مصر الخارجية منذ لحظة توليه زمام الأمور فمن يراقب مسار جولاته وأسفاره حول العالم يستطيع أن يرى كيف كانت نظرة العالم لمصر قبله وما أصبحت عليه الآن من احترام وإجلال، فرئيسنا يقف كتفا بكتف مع رؤساء الدول العظمى بشموخ وعزة ويكون محط أنظارهم ومحور اهتمامهم بشكل لافت، وهو فى قرارة نفسه يرسل رسالة خفية  لكل مواطنيه :ارفع رأسك فوق أنت مصري!

لقد استطاع فى وقت وجيز تحقيق قفزات حضارية واسعة تضع مصر على الطريق الصحيح وخلصنا من مآزق لم نكن نحلم أن نخرج منها لنصل إلى بر الأمان وسط عدو لا يتوقف عن محاولات الهدم بمعول الخيانة وسواعد الغدر والعمالة والتواطؤ حتى لحظة كتابة هذا المقال،لكننا بإيماننا بالله والتفافنا حول قيادتنا السياسية المخلصة وجيشنا وشرطتنا  معتصمين بحبل الله لا ولن يفرقنا شىء ، حقا وصدقا إن ينصركم الله فلا غالب لكم!فليس بعد نصرة الله من نصر..حفظ الله مصر!