محمود عبد الكريم
مصر ونيلها وشعبها وزعيمها
هذه هى مصر وهذا هو زعيمها وهذا هو موقفها من أية محاولات لتهديد ثروتها المائية وحصتها التى نصت عليها القوانين الدولية والمعاهدات السياسية.
أمس وبكل الوضوح والثقة الهادئة حذّر الرئيس عبد الفتاح السيسى، من المساس بمياه مصر فى تعليقه على تطورات مفاوضات سد النهضة الإثيوبى.
وقال: «نحن لا نهدد أحدا ولكن لا يستطيع أحد أخذ نقطة مياه من مصر وإلا ستشهد المنطقة حالة عدم استقرار لا يتخيلها أحد ومن يريد أن يجرب فليتفضل».
وقال سيادته: «أنا مبهددش حد وعمرنا ما هددنا وحوارنا رشيد جدا».
وتابع: «محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر وإلا هيبقى فى حالة من عدم الاستقرار فى المنطقة لا يتخيلها أحد ومحدش يتصور إنه يقدر يبقى بعيد عن قدرتنا».
وأضاف «المساس بحقنا فى المياه خط أحمر. نتطلع للتوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملئ وتشغيل السد».
بهذه الصورة الواضحة القوية وضع الزعيم النقاط على الحروف فقد أوجز وأنجز وقطع ألسنة المتخرصين فى الخارج والداخل أيضا، ومن جديد ومرة اخرى بعد نفاد الصبر قطع الطريق على كل المتآمرين وخفافيش الظلام وحسم الأمر بكلمات محددة وموجزة بهدوء الواثق من نفسه وقدرات جيشه وشعبه .
لقد كانت كلمات الرئيس محددة وقاطعة لا ميل فيها ولامواربة وجازمة لا تقبل التأويل أو التحريف نحن لسنا معتدين ولا أهل حرب لكن لايمكن لأحد أن يحرمنا حق هو لنا وحقنا فى المياه التى تجرى نحو مصبها عبر الأزمنة منذ فجر التاريخ.
لقد استخدم الرئيس الحكمة البالغة واتبع أساليب فى غاية الدبلوماسية والصبر حتى أن المفاوضات استمرت لتسع سنوات كاملة أملا فى أن يتخذ الطرف الآخر خطوات تعكس حسن النية إلا أن العكس هو ما حدث حتى لم يعد فى القوس منزع وكاد الصبر أن يفرغ أمام استفزازات.
كلمات الرئيس الموجزة القاطعة كان فيها مايعنى أن من يقفون وراء اشعال النار فى الموقف المتأزم بخصوص السد لن يكونوا بعيدين عن النقمة المصرية والغضب المصرى، وهى كلمات ليست بسيطة رغم ايجازها بل ورائها معان كثيرة أخطرها أن المنطقة كلها سوف تشهد توترا غير مسبوق وأن أحدا ليس ببعيد عن نيران غضبنا، وسيادته بهذه الكلمات حذر بجانب خفى اولئك الذين يحركون الأحداث من خلف الجدران والأبواب المغلقة لسبب فى نفس يعقوب!
الرئيس والحق يجب أن يقال ابدا لم يكن فى يوم من الأيام عصبيا أو عدائيا أو من هواة الخطابات الرنانة الجوفاء بل هو قليل الكلام، هادىء النبرة واثق الخطى لاينطق بكلام ليس يعنيه بل دقيق فى كلماته وتعبيراته حتى ولو كانت موجزة.
هذا هو زعيم مصر وقائدها وهو الرجل الذى يليق بها وتليق به، وشعبنا العظيم شعب يدرك مدى حكمة الرئيس وهدوئه ويقف خلفه فى كل الميادين سواء ميادين البناء والتطور.