الخميس 18 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
القوائم.. مش وقته!
كتب

القوائم.. مش وقته!




 


كرم جبر روزاليوسف اليومية : 12 - 10 - 2010


الأحزاب هي التي طالبت بعودة النظام الفردي


(1)


- الوقت لايسمح لتغيير نظام الانتخابات كما يطالب البعض بعودة القوائم النسبية.. فالأحزاب بدأت دخول المعركة الانتخابية بالفعل، ومن الصعوبة أن يتم تغيير نظام الانتخابات الفردية إلي القوائم.


- الأحزاب التي تطالب بعودة نظام القوائم هي أول من يعلم أن ذلك مستحيل، ولكنها تستخدم ذلك كأوراق ضغط لتحقيق بعض المكاسب الانتخابية.
- إنها تطالب بالقوائم في الوقت الضائع، وكان بوسعها أن تنظم صفوفها، وتقنع الرأي العام بذلك وتخلق مؤيدين لمطلبها منذ سنة أو سنتين.
(2)
- رغم ذلك فالقوائم النسبية تحتاج أحزاباً قوية.. وفي ظل الوضع الراهن للأحزاب المصرية لايوجد سوي حزب واحد - أو حزبين - يستطيع أن يحصل علي بعض المقاعد في ظل نظام القوائم.
- الأحزاب القوية هي التي تستطيع إنجاح هذا النظام، عندما تكون لها برامج واقعية تطرحها علي الجماهير وتنال تأييدها، لأن التصويت يكون علي أساس البرامج الحزبية بالدرجة الأولي.
- متي يمكن أن يتحقق ذلك؟.. الكرة في ملعب الأحزاب، لأن السياسة تحتاج النفس الطويل، وليس القصير، وكلما اشتد عود الأحزاب أثمر نظام القوائم نتائجه.
(3)
- القضاء هو الذي أبطل نظام القوائم.. مرتين.. المرة الأولي لأنها كانت قوائم مطلقة ورأت فيها المحكمة الدستورية العليا شبهة عدم الدستورية لعدم السماح بترشيح المستقلين.
- في المرة الثانية حكمت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية القوائم النسبية لعدم المساواة بين الحزبيين والمستقلين بجانب عدم المساواة بين الدوائر الانتخابية.
- بادرت الدولة علي الفور بتنفيذ أحكام القضاء، ورفضت أي مقترحات قانونية للتحايل عليها، وتم الرجوع إلي النظام الفردي بسبب الإشكاليات الكبيرة في نظام القوائم.
(4)
- الأحزاب هي التي طالبت بالنظام الفردي.. فقد تعرض نظام القوائم لهجوم كاسح في الأحزاب، وهي التي دعت إلي ضرورة إلغائه والعودة إلي النظام الفردي.
- الأحزاب خصوصًا الصغيرة كانت تتوه في الدوائر الواسعة والكبيرة ولا تستطيع بإمكانياتها المحدودة أن تغطي عشرات اللجان سواء بالمرشحين أو المندوبين.
- النظام الفردي في الظروف الحالية هو الأقرب للواقعية، صحيح أن مصر فيها 22 حزبًا ولكن الجماهير لاتعرف معظمها ولا حتي أسماء رؤسائها وليس لها تواجد إلا علي الورق.
(5)
- البديل الآمن هو تحسين الثقافة الانتخابية.. فنجاح نظام القائمة يحتاج عملاً حزبياً دءوباً في الشارع وبين الناس،لتدريبهم علي كيفية اختيار ناخبيهم تبعاً لهذا النظام.
- ويحتاج برامج حزبية متميزة وغير متشابهة وفيها خطط واضحة للتعامل مع المشاكل والأزمات، وتقديم حلول يقتنع بها الناس ويختارون علي أساسها.
- ويحتاج تنشيط الحياة الحزبية من جديد، لأن هذا النظام يذوِّب الأفراد داخل الحزب ويمكن أن تكون الأحزاب الضعيفة وبالاً علي مرشحيها حتي لو كانوا أقوياء.
(6)
- الإفساد والبيع والشراء والاختراق.. تلك هي أهم عيوب نظام القائمة، حيث يمكن اختراقها إما برءوس الأموال وشراء الأحزاب أو عن طريق الجماعات الدينية المحظورة.
- سبق للجماعة المحظورة أن حاولت شراء حزب الأمة في الثمانينيات بمليون جنيه ولكن الصفقة فشلت في ذلك الوقت لضآلة المبلغ المعروض.
- الدول التي تطبق نظام القائمة لم تصل إلي ذلك بين يوم وليلة ولكنها هيأت الأجواء لحياة حزبية سلمية ومنافسات قوية بجانب انخفاض نسبة الأمية وارتفاع مستوي الوعي السياسي.
(7)
- القوائم ليست لها علاقة بنزاهة الانتخابات.. بل علي العكس فالنظام الفردي فيه ضمانات النزاهة أعلي بكثير ويكون كل مرشح حريصًا علي كل صوت وكل صندوق لأنه صاحب المصلحة الحقيقية.
- نزاهة الانتخابات لا تتحقق إلا بالمراقبة الصارمة من الأحزاب نفسها ومن المجتمع المدني ووسائل الإعلام وأهم من كل ذلك هو حرص الناخبين علي الإدلاء بأصواتهم.
- القوائم النسبية قد تكون النظام الأفضل إذا تمت تهيئة الأجواء لنجاحها وأهم شيء هو وجود أحزاب قوية تستطيع أن تقنع الجماهير بالتصويت لها وإلا فإنها ستكون وبالاً عليها.


E-Mail : [email protected]