الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل الزوجة.. لا تعمل؟!

هل الزوجة.. لا تعمل؟!

عندما ذهب أحد الأزواج إلى الطبيب يشكو إليه من ضغط العمل والروتين، سأله الطبيب: ما وظيفتك؟ الزوج: محاسب فى بنك.الطبيب: ما هى وظيفة زوجتك؟ الزوج: لا تعمل مجرد ربة منزل.الطبيب: من يوقظك ويوقظ أبناءك ويصنع الفطور لك ولهم فى الصباح ؟ومتى تستيقظ زوجتك ومتى تستيقظ أنت صباحا ؟الزوج : زوجتى فى الساعة الخامسة صباحا وأنا فى الساعة السابعة لأنها تعد الأطفال للمدارس وتعد لنا الفطور! الطبيب: من يوصل أطفالك للمدرسة ؟الزوج : زوجتى فهى لا تعمل.الطبيب: ماذا تفعل زوجتك بعد توصيل اﻷطفال للمدرسة ؟ وماذا تفعل أنت؟ الزوج : تعود وتعد الغداء وتغسل الملابس وتنظم البيت وتنتظر عودة الأبناء فهى دون وظيفة ولا تعمل ! وأنا أذهب لعملى حتى الثالثة بعد الظهر !



الطبيب: فى المساء حين عودتك من العمل ماذا تفعل ؟ وماذا تفعل زوجتك ؟الزوج : آخذ قسطاً من الراحة بعد الغداء بعد يوم شاق من العمل .. وزوجتى : تستذكر مع الأبناء واجباتهم اليومية وتوقظنى بعد ذلك لنشرب الشاى معا !الطبيب: ماذا تفعل أنت بعد ذلك وماذا تفعل زوجتك فى المساء ؟الزوج : أتصفح أنا الصحف وأتابع التليفزيون وأخبار العالم وزوجتى تعد العشاء لى وللأطفال ثم تغسل الصحون وتنظف المنزل وتجهز اﻷطفال للنوم ..

اﻵن، من منكما يحتاج إلى طبيب نفسى أنت أم هى؟! ومن يحتاج للراحة من ضغط العمل أنت أم هى؟!

هل الروتين اليومى للزوجة من الصباح الباكر حتى وقت متأخر من الليل يسمى «لا تعمل»؟ ودون وظيفة ؟!ثم تشتكى أنت من ضغط العمل؟!

استوقفتنى هذه القصة وقادتنى لسؤال :حين يرتبط الرجل بزوجة متعلمة ويختار لها أن تتفرغ له ولمهام البيت والأولاد، لماذا لا يرى أن هذه المهمة ثقيلة تفوق فى صعوبتها أى عمل وظيفى آخر؟! فهى تمارس رعايتها للزوج ومطالبه، وما يحتمه عليها البيت من ضرورة العناية بنظافته وترتيبه وتنسيقه، وبإنجاب الأبناء يضاف العبء الأكبر  والأهم وهو توفير الرعاية الكاملة  لهم، ناهيك عن متاعب الحمل والولادة فترة ما قبل الإنجاب وما تتكبده الزوجة من متاعب صحية وآلام، والطامة الكبرى أن الزوج هو الذى يتذمر ويشكو طيلة الوقت من ضغوط العمل وأنه يكد ويتعب فى عمله الوظيفى ضاربا بعرض الحائط ماتقوم به زوجته من عمل مضن يتطلب اليوم كله، مهام تؤديها ليل نهار دون كلل أو ملل أو أدنى شكوى، إنها فقط تنتظر التقدير من الزوج حتى لا تشعر أنها تحرث فى البحر، فتضحيات المرأة بين جدران بيتها جد عظيمة، تستنزف كل طاقتها وتسحب من رصيد جمالها، فغياب التقدير من الزوج لدورها يكون سببا فى انصرافه عنها لزوجة أخرى يراها أجمل لأنها لا تهتم إلا لجمالها ورشاقتها، وتهمل دورها فى الاهتمام به، فيندم على  ظلمه لزوجته الأولى فيعود إليها نادما، يجر أذيال خيبة تمرده على زوجة متفانية معطاء مخلصة، يعض أصابعه، وهو لا يعلم هل ستسامحه على فعلته أم سيخسر كل شيء؟!

لكن فى أغلب الأمر  بقلبها الكبير تغفر زلته وتعيده إلى عرينه، فهو أبو عيالها، عله يكون قد وعى الدرس، وعرف قيمتها ومكانتها، ودورها الصعب فى إدارة شئون الأسرة على حساب أنوثتها فهى تبخل على نفسها وتضن بأن تخصص وقتا للعناية بنفسها وتغدقه حبا وحنانا لأفراد أسرتها وهذه هى قمة سعادتها المتمثلة فى عطاء بلا حدود .ترى هل سيجرؤ على النظر إلى عملها باستهانة مرة أخرى ويردد ثانية أنها ..لا تعمل؟!