السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
كنوز مصر.. القادرون باختلاف

كنوز مصر.. القادرون باختلاف

لقد خلق الله البشر مختلفين لكل عيوبه ومزاياه ولم يخلق شيئا اعتباطا بل هناك  حكمة إلاهية تكمن وراءه توظفها فى موضعها لتنتظم حياة البشر فى المضمار الذى وضعه الله ليحقق به حكمته؛ وما كتب على الجبين لازم تشوفه العين المبصرة المؤمنة بالقضاء والقدر.



ومن هذا المنطلق نستطيع أن نفهم هذه الاختلافات التى تصطبغ بها حيواتنا منذ لحظة الميلاد من حيث الشكل والجوهر. أما الجوهر فيتحكم فيه الأصل الطيب وحسن التربية والخلق الحميد، ومافطر الله الإنسان عليه من خير طباع ولفظ الشرور، ومااكتسبه من التعلم والتثقيف.. إلى آخر هذه الأمور.

ثم نأتى إلى الشكل والمظهر الخارجى فقد نجد ما خرج عن المألوف فى المواصفات الجسمانية لبعض البشر لذلك أطلقنا عليهم ذوى الاحتياجات الخاصة أو ذوى الإعاقة؛ كانت هذه الفئة غير ظاهرة على سطح المجتمع برغم أنها قوة داخله يتمتع أهلها بقدرات خاصة لا تتوافر فى الشخص المعافى، حباهم الله بطباع الملائكة وقلوب تنبض حبا وبراءة وعقولهم بها جوانب نبوغ فى مناح كثيرة تنسيك إعاقتهم فتقف مشدوها مبهورا بعظمة الخالق ولا تجد ما تقوله إزاءها سوى: سبحان الله! 

عرفناهم عن كثب عبر احتفال الدولة بهم للعام الثالث على التوالى تحت مسمى: «قادرون باختلاف» فى الفاعلية التى التففنا حولها على مدى خمس ساعات جاءت معبرة بصدق عن  كنوز مصرية كنا عنها غافلين فيما مضى وهم مكون رئيس يحتاج إلى اهتمام الدولة مثله مثل المرأة والشباب وكبار السن والأطفال لتلبية احتياجاتهم المجتمعية.

لم يكن غريبا على الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو الأب الراعى للأسر المصرية أن يولى رعاية خاصة لأهلنا وذوينا من ذوى الاحتياجات الخاصة ويكرس لهم وقتا ليقيم معهم حوارا مفتوحا ينصت لمطالبهم ويجيب عن أسئلتهم واستفساراتهم بكل ما يملك من رحابة صدر ورحمة قلب وحنو وإنسانية تعكس إيمانا عميقا وحبا لله والوطن وأبنائه.

جاءت استجابات الرئيس فورية لمطالبهم فمن طلبت إصدار الوثائق بطريقة برايل كان رده: حالا.. ومن طلب ان يصبح إعلاميا وان تكون أول مداخلة له مع الرئيس رد عليه برقة: كسبنا إعلامى رائع وياللا نعمل المكالمة دلوقتي!وهاك الشاب الذى تمنى الانضمام للنادى الأهلى ففرحه الرئيس:الموافقة اتبعتت خلاص.. ومن أعرب عن ولعه بالطائرات وغير ذلك كثير..

ولم يكن محض كلام لقد استيقظنا فى صباح اليوم التالى على تنفيذ الوعود الرئاسية لأبطالنا القادرين على كل التحديات: فطل علينا عبد الرحمن عزام مشاركا فى تقديم برنامج «صباح الخير يامصر» وأثبت موهبته كإعلامى واعد ؛وتمت استضافة القوات الجوية المصرية لكنوز مصر فنظمت لهم جولة بالطائرة فى القاهرة.. ونشرت وسائل الإعلام صورا لرئيس النادى الأهلى المصرى محمود الخطيب يسلم بطاقة العضوية لأحمد طارق والسعادة تغمر وجهه لتحقيق حلمه بالتحاقه بفريق السباحة للتدريب. 

وجاء المكسب الأكبر المتمثل فى استصدار القوانين المنظمة لحقوق هؤلاء الغوالى على قلوبنا جميعا منها: صدور اللائحة التنفيذية لقانون لهم مع صندوق عطاء والدفع بمادة (احترام الآخر) لتدرج فى مراحل التعليم المختلفة؛ ناهيك عن المساواة فى منح المكافآت الرياضية بينهم وبين المعافين، ولا نغفل ما استجاب له الرئيس من  طلب ابنة من بناته بينهم من زيادة مراكز العلاج الطبيعى لسد النقص فى هذا المجال والاهتمام بالرعاية الصحية بوجه عام.

 لقد حظينا باحتفالية انطوت على وقت مفعم بالإنسانية والتراحم كان درسا للجميع فى فنية تقبل الآخر واحترام حقوق الإنسان فى الحياة وكان بحق درسا للمتنمرين الذين بدأوا يغزون المجتمع على قلتهم لكنهم يعكرون صفو الأجواء النقية التى ينبغى أن ينعم بها كل إنسان على ظهر البسيطة بما فطره الله  عليه من بنية سليمة أو باختلاف فيها؛ فالكل مستحق للاحترام والعيش الكريم ليستطيع كل فى موقعه ان يكون منتجا ومعطاء فى مجال تفوقه ليضيف قوة إضافية لاستنهاض الوطن والدفع به إلى الأمام جنبا إلى جنب تحت لواء علم واحد وهدف واحد يسوغه شعار: تحيا مصر!

ولا يسعنى سوى توجيه الشكر لفخامة الرئيس عزيز مصر عبد الفتاح السيسى على منحنا كل هذه الدروس الإنسانية كمواطنين..والسعادة والفرحة لفلذات أكبادنا وفتح أبواب الأمل على مصراعيها أمام مستقبلهم.