يوما ما ستعرفون..

عاودت مؤخرا مشاهدة الفيلم الأمريكى الجرىء «الجمال الأمريكى» American Beauty إنتاج 1999 والحاصل على خمس جوائز أوسكار لعام 2000 من أصل سبع جوائز رشح لها هذا العام بالإضافة إلى فوزه بـ111 جائزة أخرى.

تدور أحداث الفيلم حول رجل متزوج من امرأة عاملة فى مجال بيع العقارات ولديهما طفلة فى مرحلة المراهقة وتبدو من الوهلة الأولى كم المشكلات العائلية بينه وبين زوجته التى تتطلع إلى المال والنجاح المهنى وبين ابنته التى تشعر بأنها قبيحة الشكل ولا تجد التواصل اللازم من أسرتها.

يظهر الفيلم كيف أن زوجا من الشواذ يسكنون حديثا فى الحى ذاته وكذا أيضا ضابط سابق فى الجيش الأمريكى مع زوجته وولده الذى يلتحق بنفس مدرسة ابنته حيث يوجد لديها زميلة جميلة يشعر هذا الأب بالانجذاب لها.

تتحرك الأحداث بين تلك الشخصيات فتنجذب الابنة إلى زميلها الجديد الذى يبدو غريب الأطوار ويتضح أنه يتاجر فى المخدرات والتى دخل على اثرها لمصحة للعلاج من الإدمان فيما يعتقد  والده أنه شاذ جنسيا.

أما الأم المهووسة بالنجاح فإنا تقيم علاقة غير شرعية مع منافسها فى بيع العقارات والذى يعتبر الأشهر فى الولاية كلها.. يشعر الأب بالإحباط وخاصة مع تزايد ضغوط ومضايقات العمل والتى تنتهى بفصله ويستمر خلال احداث الفيلم غير مقتنع بذلك محدثا الجميع بأنه هو الذى ترك العمل ولم يفصل ثم يلتحق بمتجر لبيع المأكولات السريعة ويبدأ فى تحقيق أحلام فترة المراهقة فيعود إلى ممارسة الرياضة للحصول على جسم رياضى كما يتعرف على ابن جارهم الجديد ويبتاع منه المخدرات كما يقوم بشراء سيارة بونتياك فاير بيرد موديل عام 1970 وهى كما تبدو أنها سيارة أحلامه فى فترة المراهقة.

يكتشف أثناء عمله بمتجر المأكولات خيانة زوجته كما يتقرب من صديقة ابنته ثم يتركها عندما تعترف له بأنها لا تزال عذراء، ثم تقرر ابنته أن تهرب مع صديقها الذى يعتقد أبوه أن هذا الزوج على علاقة شاذة مع ابنه وتصاب الزوجة بلوثة فتبتاع مسدسا وتتجه الى المنزل فى مشهد النهاية والذى يقتل فيه الزوج ثم نكتشف أن القاتل هو جاره وليس زوجته التى تصاب بصدمة عصبية وندم لفقد هذا الزوج الطيب الذى كان هو الشىء الجميل الوحيد بين كل تلك الأطراف الملوثة.

ينتهى الفيلم بمقولة البطل «اظن سأكون غاضبا جدا مما حدث لى، لكن من الصعب ان تبقى غاضبا عندما يوجد الكثير من الجمال فى العالم، لا اشعر بشىء سوى الامتنان لكل لحظة من حياتى الصغيرة الغبية، ليس لديكم فكرة عما اتحدث عنه أنا متأكد من ذلك لكن لا تقلقوا... يوما ما ستعرفون».