٥ كيلو فى ٣٨ دقيقة
ربما أستطيع أن أصف نفسى بأنى محظوظ لعدم اضطرارى لاستخدام كوبرى ٦ أكتوبر فى التنقل بين الأماكن المعتادة لى يوميًا منذ سنوات عدة.
أتاحت لى تلك الظروف إلى عدم الإنصات وربما عدم التعاطف مع أحاديث الزملاء والأصدقاء عن مواقفهم المريرة فوق هذا الكوبرى الكبير والذى كان يعتبر هو الشريان الوحيد لربط العديد من مناطق القاهرة فى السابق.
كان هذا قبل تطوير الطريق الدائرى الذى يشهد حاليًا المزيد من التطوير متمثلًا فى إضافة حارات مرورية جديدة والعديد من الكبارى العرضية من فوقه.
منظومة جديدة لا يختلف اثنان على أهميتها وفاعليتها وكذا أيضًا حسن دراسة نقاط التطوير دراسة متأنية وفعالة وكأن من قام بها يقطن بالفعل فى تلك المناطق ويعرف مشكلاتها ويتعرض لها كل يوم.
عودة إلى رحلة اليوم والتى أظهر تطبيق Google maps أنها ستستغرق ٣٨ دقيقة بالتمام و الكمال لاجتياز مسافة طويلة فى حدود خمسة كيلومترات فقط.
البقاء طويلًا فوق الكوبرى دفعنى لكتابة هذا المقال وجعلنى أسرح بخيالى فيما يمكن للركاب الآخرين فعله فربما نجد من قام بتناول طعام الغذاء شاملًا مشروبًا غازيًا منخفض السعرات الحرارية لزوم الرشاقة وربما نجد من أنهى قراءة فصلين جديدين فى رواية دسمة يحتفظ بها لمثل تلك الحالات المستعصية.
دفعنى الوقوف طويلًا إلى تذكر كيف سرنا كمجموعة من الأصدقاء على نفس الكوبرى عام ١٩٨٦ عندما انتهينا من مشاهدة المبارة النهائية لكأس الأمم الإفريقية بين مصر والكاميرون والتى انتهت بفوز مصر بالكأس من خلال ضربات الترجيح من نقطة الجزاء.
السبب فى السير كل تلك المسافة من استاد القاهرة إلى ميدان التحرير هو ببساطة عدم وجود أى وسيلة نقل شاغرة يمكن اللجوء إليها فى هذا اليوم شديد الازدحام
ذكرنى هذا الزحام بقصة السلحفاة والأرنب والسباق الذى دار بينهما يومًا ما الذى استخف فيه الأرنب بسرعة سير السلحفاة واثقًا من قدرته على تجاوزها فى أى وقت وكانت النتيجة أن فازت عليه السلحفاة بالفعل.
البحث السريع على شبكة الإنترنت أشار إلى أن سرعة السلحفاة تتراوح بين ٢١٠ إلى ٤٨٠ مترًا فى الساعة... حمدًا لله لا نزال نتحرك أسرع منها ولكن قبل أن أغلق نتائج البحث وجدت نوعًا من السلحفاة يطلق عليها سلحفاة المحيط جلدية الظهر تبلغ سرعتها ٣٥ كيلو مترًا فى الساعة، وبعض الأنواع الأخرى تصل سرعتها إلى 1٫6 كيلو متر فى الساعة.. دعواتكم لنا بالوصول إلى سرعتها.
