الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الفريدتان.. والتكريم الرئاسى للمرأة

الفريدتان.. والتكريم الرئاسى للمرأة

يستيقظ المصريون كل صباح على مشهد جديد من المشاهد التى تشير إلى عظمة القيادة الوطنية؛ يضاف إلى صفحات كتاب التاريخ مذ بدأ يكتب حروف سطوره الأولى؛ عن أهمية وفعالية تكريم وتبجيل المرأة فى مجالات الحياة والمجتمع كافة . ففى عصر الفراعنة وما قبل الميلاد تبوأت المرأة مكانة بارزة جعلتها شريكة للرجل إن لم تكن أحد الأسباب الرئيسة فى نمو الحضارة المصرية، فلم يكن من الغريب على المجتمع قديمًا توقير المرأة والنظر إليها نظرة تقارب التقديس؛ تلك النظرة المتفردة التى جعلتها حاضرة بقوة فى المشهدين الدينى والدنيوى.



ولعل الموسوعات العلمية تؤكد بأن الحضارة المصرية قد سبقت حضارات الشرق القديم فى تولى المرأة مناصب عليا فى البلاد، كما لعبت المرأة المصرية دورًا يماثل دور الرجال فى مصر القديمة؛ وكانت لها مكانة واجتماعية لم تكن لمثيلاتها من بنات جنسها فى العالم القديم. وإلى جانب هذا الشرف نالت مجموعة أخرى من الألقاب الشرفية مثل : جميلة الوجه، وعظيمة المحبة، وصاحبة الرقة.

ومما لا شك فيه أن المرأة المصرية تمتعت بكل الحقوق المساوية للرجل على نقيض الحال فى معظم الحضارات القديمة، كاليونان والرومان؛ وإن كان ذلك غير مألوف أيضا فى حضارات الشرق القديم ؛ إلا أنه انعكس بوضوح جلى فى وثائق وكتابات المصريين القدماء، التى استحضرت المرأة ــ بقوة ــ فى جميع الأعمال بداية من قصائد الشعراء الرومانسية ؛ وصولاً إلى تدبيج الملاحم الأدبية  والفنية.

وفى العصر الوسيط يقول المؤرخ والرحالة الإفريقى “هيرودوت” عن المرأة المصرية :  “عجبًا لهذه البلاد إن النساء فيها يذهبن للأسواق ويعملن فى التجارة ويعقدن العقود” .

وفى العصر الحديث .. عصر ازدهار مصرنا المحروسة على يد قيادتنا الوطنية المخلصة بزعامة الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ الذى أعطى النموذج والمثال لاحترام المجتمع المصرى للمرأة .. وذلك حين تقهقر بضع خطوات ليُفسح الطريق لزوجته ـ السيدة / انتصار عامر ـ كى تتقدم بخطواتٍ أمامه ــ ضاربًا عرض الحائط بالبروتوكول والمراسم الرئاسية ــ ليبرهن للجميع وليعطى مثالاً عمليًا لمدى احترام المرأة على مرأى ومسمع من جموع المصريين والضيوف من كل انحاء العالم الذين  جاءوا لحضور احتفالية التكريم فى اليوم العالمى لـ “المرأة “.

وقد اشتملت  هذه الاحتفالية على تكريم العديد من الأسماء والنماذج النسائية المصرية، ولعلى  هُنا ـ  أقوم بتسليط الأضواء على نموذجين رائعين يمثلان ـ أو يعبران عن ـ  الشرائح السياسية والفنية فى المجتمع المصرى وهما الفارستان الفريدتان: “فريدة الشوباشي” و “فريدة فهمي”  مع احترامنا للألقاب :

فأولاهما الكاتبة والنائبة البرلمانية “فريدة الشوباشي”:

وهى أول سيدة مصرية تترأس “البرلمان المصري” فى افتتاحه؛ بصفتها كاتبة مصرية صاحبة رأى ورؤية؛  وتضرب بجذورها ومواقفها الوطنية فى أعماق السياسة المصرية منذ ستينيات القرن الماضى وقد شهد لها الجميع داخل مصرنا المحروسة وخارجها؛ وقالت النائبة فريدة الشوباشي، عضو مجلس النواب، وإحدى المكرمات من  الرئيس السيسى  فى احتفالية المرأة المصرية : 

 “إن تكريم الرئيس لى أسعدنى كثيرًا وكان من أهم الأيام فى عمري؛  وشعرت بالاعتزاز لأن من  يعطينى التكريم شخص أحترمه وأقدره وأحبه.. واليوم  من أسعد أيام حياتى “. لافتة  أنها تقدر كل ما يقوم به “الرئيس السيسي”  لمصر وانها أول من كتب  “نعم السيسى .. رئيسي”  لأنه قال إن الإرادة المصرية لا تعلو فوقها إرادة أخرى ؛ ولعل الحديث القصير الذى دار بينى وبين الرئيس يعطى الإيضاح لمدى متابعة الرئيس لأحداث المجتمع المصرى؛ فقد قلت للرئيس: هل أنت نسيتنى؟  قال لى:  لا..  أنا أتابعك دائمًا على التليفزيون!

 والفريدة الثانية الفنانة الاستعراضية ورائدة فرقة رضا للفنون الشعبية “فريدة فهمى”: وعن تكريمها تقول: “فخورة جدًا.. ولم أكن أتوقع التكريم وربنا يمنح الرئيس الصحة ويكمل المشوار”؛ وبهذه الكلمات أعربت النجمة الاستعراضية الكبيرة عن سعادتها بتكريمها من الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احتفالية “تكريم المرأة المصرية والأم المثالية للعام 2022”. وأضافت بكل الفخر: “..حاجة جميلة من الرئيس أنه لا ينسى من تعبوا وقدَّموا عطاءً فنيًا، والحقيقة أنى لم أكن متوقعة وفوجئت بهذا التكريم.. وأنا فخورة جدًا بنفسى وسعيدة خلال لحظات تكريمى من الرئيس، وربنا يبارك فى الرئيس ويديله الصحة علشان يكمل المشوار ويرفع شأن مصر أعلى وأعلى”.

ولعل من الأحداث الجميلة والرائعة أن يشهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وقرينته فيلمًا تسجيليًا بعنوان “ المرأة  المصرية مفتاح الحياة” وذلك ضمن فعاليات الاحتفالية المقامة لتكريم المرأة المصرية؛ لتوجه الدكتورة/مايا مرسى “رئيس المجلس القومى للمرأة” حديثها للرئيس عبدالفتاح السيسى قائلة: 

«لقد رزقنا الله إنسانيتك.. فكل التحية والتقدير لك» و«كلمتى اليوم شهادة للتاريخ.. فالأحلام أصبحت حقيقة.. حيث نشرف اليوم بأن تكون بيننا فى القاعة ولأول مرة قاضيات بمجلس الدولة ووكيلات بالنيابة العامة».

وهكذا تعطى مصرنا المحروسة الدروس المستفادة لمجتمعات دول العالم كافة؛ ولتقول: لا.. لكل من يحاول إيقاف مسيرتها الحضارية والتنويرية ؛ حتى تظل قابعة فى ظلمات عباءة القرون الوسطى ورهينة فتاوَى من لا يعرفون قدرها وأهميتها داخل هذا المجتمع المصرى العريق.

وستظل المرأة المصرية ماضية قدما فى مشوارها نحو تحقيق المزيد من الارتقاء بنفسها وأسرتها ومجتمعها وبلدها مصر ولن تهدأ بالا حتى تخوض كل المجالات ويبزغ نجم تفوقها ونبوغها وتتسع دائرة عطائها فى كل اتجاه لتصنع أمجادا جديدة يسطرها التاريخ جنبا إلى جنب مع عظيمات الوطن قديما وحديثا لتظل قدوة لأجيال وراء أجيال رمزا للصمود ومواجهة كل تحد قاهرة للصعاب بما تمتلكه من قوة ربانية وعزيمة تعينها على قهر الشدائد وابتكار الحلول لتظل سندا حقيقيا للوطن فى كل أحواله يسرا أو عسرا.. حفظ الله الوطن وعظيمات مصر المحبات له المخلصات النابهات الرائدات.. والفريدات!

 

رئيس قسم الإنتاج الإبداعى الأسبق بأكاديمية الفنون واتحاد كتاب مصر