توقيت الجريمة
أحيانا كانت الافلام البوليسية العربية والأجنبية القديمة تستخدم الساعة الشخصية للمجنى عليه فى تحديد توقيت الجريمة على اعتبار أن مشاجرة ما قد حدثت بين الجانب والمجنى عليه أدت إلى ارتطام الساعة وتوقفها عن العمل أو فى حالة غرق المجنى عليه فى الماء أو من خلال عامل ثالث مرتبط بأن أغلب الساعات القديمة كانت تحتاج أن يتم إعدادها للعمل من خلال الملء أو أن يعتمد عملها على استمرار حركت يد صاحبها وهو النوع الذى يطلق عليه «اوتوماتيك» وعليه فإن الوصول إلى مسرح الجريمة ومعاينة ساعة المجنى عليه قد يعطى إشارة إلى التوقيت التقديرى لوقوع الجريمة والحقيقة أننا كنا تنبهر كثيرا من استخدام الساعة كأداة للوصول إلى تلك المعلومة تاركين علم التشريح جانبا وهو الذى يستطيع فى أغلب الأحوال تقدير وقت الوفاة بدقة.
أما فى عصر المعلومات وخاصة فى السنوات القليلة الأخيرة فإن علم «الأدلة الرقمية» قد تطور كثيرا حيث يمكن من خلال دراسة وتحليل الأجهزة الإلكترونية مثل الهاتف الذكى وجهاز الحاسب الآلى والساعة الرقمية وكاميرات المراقبة وغيرها من الأجهزة وذلك للتعرف على الأنشطة والمواقع التى تواجد فيها المجنى عليه قبل وفاته وماذا كان يفعل وما هى حالته النفسية وربما يمكن التعرف على من كان معه فى مسرح الجريمة من أشخاص يمكن حصر دائرة الاتهام فيهم.
تشمل الأدلة الرقمية أيضا بيانات الاتصال والأنشطة التى يقوم بها المستخدمون والشركات والبنوك والعاملون بالمؤسسات والتى يتم من خلالها تحديد الجانى الرقمى والمجنى عليه وتوقيت الجريمة ونوعها وحجم الضرر الناجم عنها وغيرها من البيانات الهامة.
تبقى الإشارة إلى أن القانون رقم ١٧٥ لسنة ٢٠١٨ والخاص بمكافحة جرائم تقنية المعلومات قد أعطى الأدلة الرقمية نفس حجية الأدلة المادية فى كشف الجرائم وتحديد الجناه وهى خطوة كبيرة و هامة جدا عند الانتقال من العالم الواقعى الى العالم الافتراضى الجديد وهو ببساطة يطلق صافرة انذار إلى كل من يستخدم الشبكات والأنظمة وهو مازال يعتقد هذا العالم هزليا يمكن فيه الاختباء أو القيام بأنشطة يعاقب عليها القانون ولكن دون عقاب.