هل هاتفك مخترق؟

هذا سؤال يصعب الإجابة عليه إجابة قاطعة وكثير من الخبراء والمتخصصين يعرفون ذلك إلا أنك ستجد الكثير من الأشخاص يقومون بنشر مقالات أو عمل لقاءات تليفزيونية أو نشر مقاطع فيديو قصيرة على تطبيقات الفيسبوك واليوتيوب والتيكتوك يتحدثون فيها بنبرة ثقة توحى إليك بأن ما يقولونه صحيحًا وهى سمة غالبة فى أغلب ما نقرأه ونشاهده هذه الأيام، ليس فقط فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأمن السيبرانى فقط بل هى فى الحقيقة موجودة فى جميع المجالات بداية من كيفية قيادة مركبات الفضاء بدون معلم وصولًا إلى كيفية سلق البيض بدون ماء.

قبل أن نستعرض إجابة هذا السؤال دعونا نطرح سؤالًا أكثر أهمية وهو «كيف يتم اختراق هاتفك؟» وهو السؤال الذى نجد له عدة إجابات منها استخدامك لكلمات سر سهلة وبسيطة أو قيامك بإعطائها لشخص ما ليقوم ببعض الأعمال الإلكترونية نيابة عنك أو يتم من خلال الدخول على مواقع غير مناسبة-خاصة المواقع الإباحية ومواقع كسر رخص البرامج والألعاب-حيث يتم تحميل برمجيات ضارة-يطلق عليها برمجيات خبيثة-على الهاتف تسمح للمخترق بالدخول على هاتفك من خلالها والتجول داخله كأنه يمسك الهاتف بيده وهو ما يحدث عندما تضغط على أحد الروابط بداخل تلك المواقع وأحيانا أخرى يحدث بمجرد الدخول على تلك المواقع والاستجابة لطلب التحميل التلقائى الذى قد يظهر لك.

أما عن أساليب الاكتشاف لوجود مثل هذا الاختراق فهى عبارة عن عدد من الملاحظات على أداء الهاتف مثل سرعة  فراغ شحن البطارية أو ارتفاع درجة حرارتها بصورة غير مسبوقة خاصة فى أوقات عدم الاستخدام أو وجود برامج جديدة على الهاتف لم تقم بتحميلها أو زيادة حجم البيانات المخزنة أو وجود مواقع مسجلة فى سجل الزيارة لم تقم بالدخول عليها أصلًا أو وجود أصوات أو صدى للصوت أثناء إجراء المكالمات التليفونية وهو ما قد يشير إلى أن المخترق يقوم بتسجيل مكالماتك الهاتفية وأخيرًا وليس آخرًا إذا وجدت أن الهاتف كثيرًا ما  يتوقف فجأة عن العمل ويحتاج إلى إعادة التشغيل.

وللأسف فإن كل الملاحظات السابق الإشارة إليها قد لا تجد أيًا منها فى حالة أن المخترق يتمتع بذكاء وحرص على إخفاء أى دليل على قيامه بهذه الأفعال غير المشروعة، أما عن سبل المعالجة فإن أولها هو إعادة إعدادات الهاتف إلى «إعدادات المصنع» Factory Reset  وإعادة تحميل البرامج مرة أخرى وتغيير كل كلمات السر ومحو البرامج التى لم تقم بتحميلها مع عمل حماية مناسبة للدخول على الهاتف سواء من خلال رمز رقمى Pin  أو من خلال بصمة الإصبع مثلًا وتحميل برنامج للحماية من الفيروسات والبرمجيات الخبيثة Anti-Virus مع تجنب زيارة المواقع المشبوهة السابق الإشارة إليها.