شبكات التواصل الاجتماعى ما لها وما عليها 2/2
تشمل الجوانب السلبية للاستخدام المفرط لتطبيقات شبكات التواصل الاجتماعى ما هو مرتبط بالحالة النفسية وزيادة معدلات القلق والاكتئاب وعدم الرضا هذا أيضا بالإضافة إلى ضعف الروابط الاجتماعية والأسرية والانعزالية والانطواء وكذا أيضا ما يحدثه من تغييرات فى العادات والتقاليد ومنظومة الأخلاق والقيم ورفض المسلمات المستقرة وتبنى بعض الأفكار الغريبة والهدامة.
من أخطر التأثيرات أيضا هو المساهمة فى الإصابة بأعراض ذهنية مثل قلة الانتباه وضعف التركيز، هذا الضعف الذى يظهر جليا فى سرعة الإصابة بالملل وقلة الصبر على الاستمرار فى قراءة كتاب أو مشاهدة فيلم أو الاستماع إلى مقطوعة موسيقية أو حتى الاستماع الى شرح المدرس أو توجيهات أحد الآباء، وهو ما تشير إليه بعض الإحصائيات التى تؤكد أن استخدام تلك الشبكات يظهر تأثيره فى انخفاض الدرجات التى يحصل عليها الطلبة بمقدار لا يقل عن 20% مقارنة بالآخرين الذين يستخدمون تلك التطبيقات برشد أو لا يستخدمونها على الإطلاق وهو أمر خطير جدا ونحن نرى على سبيل المثال كيف تتغير حياة فرد نتيجة حصوله على مجموع أقل بربع درجة عن المجموع المطلوب للكلية التى كان يرغب فى الالتحاق بها.
الأمر الأكثر خطورة هو ما حدث فى تلك الشبكات من تطور تقنى سمح لها باستخدام خوارزميات تعمل من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعى والتى تسمح لها بتوجيه المستخدم من خلال المنشورات والأخبار إلى تضعها له وتقيس كيفية تفاعله معها ما يساعدها فى المزيد من التوجيه والاستقطاب بالإضافة إلى ما تم أخيرا من استخدام تلك التقنيات لإنشاء مستخدمين غير حقيقيين قادرين على التحدث وإدارة النقاشات الفكرية والإنسانية بصورة طبيعية تماما لا يستطيع معها المستخدم التفرقة بينها وبين الإنسان الحقيقى وهو ما يحدث حاليًا بالفعل وربما لا تدرى عزيزى القارئ هل كل أصدقائك حقيقيين أم لا؟ ولكننى على ثقة بأنك قد تعرضت مرة أو أكثر لتواصل تلك البرمجيات معك وهو ما قد يصبح سائدا فى المستقبل القريب بصورة قد تدفعك إلى الوقوع فى غرام أحدهم مستغنيًا به عن البشر الحقيقيين.
