نهاية عصر الألبوم
كان الألبوم الغنائى الذى يصدره المطربون كل فترة زمنية هو المصدر الأساسى للربح والانتشار وهو الذى بدأ من خلال الاسطوانات الغنائية مرورا بشرائط الكاسيت منذ مطلع السبعينيات وصولا إلى الاسطوانات المدمجة والمعروفة بالسى دى منذ نهاية التسعينيات وحتى وقت قريب لا يمكن التأريخ له بصورة دقيقة فهناك عدد من الاختلافات بين دول العالم المختلفة فيما يتعلق بنهاية كل وسيلة من تلك الوسائل وبداية وسيلة أخرى وصولا إلى انتهاء تلك الوسائل جميعها هذا الانتهاء الذى ارتبط بانتشار المنصات الرقمية وتطبيقات شبكات التواصل الاجتماعى وتطبيقات التليفون المحمول والعروض التى تقدمها تلك الشركات وهو ما أصبح يسمح بعمليات الشراء الالكترونى للأغانى الجديدة بصورة منفردة أى يكون لكل أغنية شعرا خاصا بها وذلك بعد أن تنتهى عصر الألبوم الذى بدأ بوجود أغنية واحدة طويلة وصولا إلى ثمانى أو عشر أغنيات فى الألبوم الواحد.
ومنذ بداية التسعينيات انتشر أيضا الفيديو. كليب وهو أسلوب لتصوير الأغنية يعتمد على فنون الرقص والجرافيك وما بهما من إبهار حيث كان يمكن بيع حقوق البث إلى القنوات المختلفة وهو ما كان يتم عادة لأغنية أو أغنيتين من كل ألبوم على أقصى تقدير.
أما اليوم فى ظل هذا العصر الرقمى فإن عدد الأغنيات التى يقدمها المطرب ربما لا تتعدى أغنيتين أو ثلاث فى الموسم الواحد حيث يتم تسويقها على المنصات الرقمية ويتم الاعتماد على الحفلات الغنائية المباشرة التى قد يتم بثها على القنوات الفضائية المجانية والمشفرة وبالرغم من مميزات تلك المنصات التى تسمح بالمزيد من الانتشار وفتح فرص لاكتشاف المواهب الجديدة إلا أن الأمر لا يخلو من صعوبات تتعلق بحق الأداء العلنى وحقوق الملكية الفكرية وحماية المنتج الرقمى وهى أمور وإن كانت تتحسن مع الوقت إلا أن الأمر بصورة عامة أدى إلى تأثر صناعة الغناء كثيرا وهو ما ظهر فى كثرة المعروض وصولا إلى الفوضى وقلة الجودة وما لها من تأثير فى هبوط الذوق العام كثيرًا عما سبق من فترات.