تحت بير السلم
بير السلم هو الفراغ الموجود فى أسفل السلم الداخلى للعمارات، وعادة فى المعمار الجديد نجد أن هذا الفراغ يكون صغيرًا إلى حد ما، أما فى العمارات القديمة فإن بير السلم كان من الاتساع حيث أمكن لحارس العمارة- البواب - العيش فيه بعد إجراء بعض التعديلات أحيانًا، وفى أحيان أخرى يستخدم بير السلم كمخزن لبعض الكراكيب الزائدة عن حاجة السكان حيث يتم ذلك بالتراضى أو أن يكون مخصصًا بالكامل لصاحب العمارة نفسها.
استخدم بير السلم أيضًا للاختباء من شخص صاعد أو هابط للدرج، أو لانتهاز فرصة لقبلة، أو يختبئ به بعض الأطفال خلال لعبة الاستغماية الشهيرة،وحاليًا لم يبق من بير السلم إلا الاسم فقط حيث يتم استخدامه أيضًا للدلالة على بعض الأعمال المخالفة للقانون والتى تتم أيضًا بدون النظر لاعتبارات الجودة بل أحيانًا تحتوى على الكثير من الغش والنصب.
تعبير بير السلم يستخدم للإشارة إلى المصانع أو الورش الصغيرة غير المرخصة والتى تقوم بتقليد بعض المنتجات أو أخذ الفضلات وإعادة تدويرها مرة أخرى، فبين الحين والآخر نسمع أخبارًا عن مداهمة الشرطة لمخزن غير مرخص يقوم بتصنيع منتجات غذائية بدون النظر لاعتبارات الصحة والسلامة،كان يتم ذلك من خلال لحوم غير صالحة للاستخدام الآدمى أو منتهية الصلاحية، أو إعادة تعبئة زجاجات زيت مقلدة لإحدى الماركات الشهيرة من خلال إعادة تدوير زيت الطعام قبل أن تلقى به ربة المنزل فى حوض المطبخ بعد الانتهاء من الطهى، قد يصل الأمر أيضًا لإعادة استخدام زيوت التليين للسيارات أو إعادة تنظيف و إصلاح و تعبئة قطع غيار السيارات القديمة أو بعض المعدات الطبية أيضًا.
والحقيقة أنه وبالرغم من أن التعبير مصرى أصيل إلا أن كل تلك الأنشطة وأكثر تنتشر فى بعض بلدان العالم بنسب مختلفة وبصورة أو بأخرى، فالمنتج أرخص والعمالة رخيصة و ظروف التشغيل كارثية وهى أنشطة تساهم كثيرًا فى بقاء و نمو الاقتصاد غير الرسمى فقلما يمكن إعادة إدخال تلك الأنشطة وما تنتجه إلى الاقتصاد الرسمى للأسباب السابق الإشارة إليها.
حاليًا وفى عصر المعلومات نجد أنشطة مشابهة لأنشطة بير السلم تتم فى العالم الافتراضى، فليست كل المعلومات صحيحة ولا كل الأخبار صادقة ولا حتى كل الخدمات الرقمية التى تقدم وهو ما تقوم الدول والحكومات بمكافحته بأدوات وآليات حديثة،تمامًا مثلما هى تقوم بمكافحة أنشطة تحت بير السلم الطبيعية.
