رياضة الفلاسفة وطعامهم
ببساطة إنها رياضة المشى، نسمع كثيرًا ونقرأ عن فوائد المشى يوميًا لمدة نصف ساعة أو على الأقل مرتين بالأسبوع، هل نحتاج فى هذه المساحة الصغيرة إلى أن نعدد فوائد المشى من الناحية الطبية جسديًا ونفسيًا؟، لا أعتقد ذلك، فمن يشك فى هذا عليه أن يبحث عن تلك الفوائد على شبكة الإنترنت ولكن صدقنى عزيزى القارئ، إن قمت بالبحث فإن هذا مؤشر إلى أنك لن تنقل الفكرة إلى الفعل، عليك أن تخصص نصف ساعة يوميًا للمشى، ضع السماعات فى أذنيك وافعلها، فى النادى أو الشارع، مشى منتظم وليس تسكعًا، وستعرف الفرق وستشعر بالتحسن سريعًا, ثم ستبدأ فى إخبار الآخرين به.
هى رياضة الفلاسفة لتأثيرها الكبير والمباشر على الصفاء الذهنى والقدرة على التفكير الإبداعى والتأمل والاسترخاء بعيدًا عن الصخب والضجيج والإزعاج الذى لايمكن أن يحقق لك ذلك، هل وجدت يومًا شاعرًا أو مبدعًا يقوم بكتابة الشعر وسط ميدان مزدحم؟، لا أعتقد أن هذا موجود وحتى إن وجد, فإنها حالة شاذة تؤكد القاعدة ولا تنفيها، على الجانب الآخر ستجد آلاف الشعراء والمبدعين يسكنون الريف أو تنطلق طاقاتهم الإبداعية فى الصباح الباكر، قبل بدء حركة البشر وما تحمله من ضجيج.
الفيلسوف الإغريقى الشهير أرسطو والذى كان يطلق عليه لقب المتجول يقول «امش وتحدث», فأثناء المشى ستنطلق طاقاتك الإبداعية وأفكارك الفلسفية, وهو ما كان يفعله أفلاطون وبروتاجوراس أيضًا، جان جاك روسو يوصى بأن تتمعن فى كل شىء, فالمشى على حسب قدرتك من الجهد والوقت, وأثناء المشى ستسترخى وستتعلم وترى كنوزًا لا يراها من يركب العربات الذين يصفهم أيضًا بأنهم مكتئبون ومرضى يجدون عيبًا فى كل شىء، أما من يمشى فإنه يتسم بالمرح والسعادة والرضا.
هنرى ثور يقول إنه يجب أن تسمح للطبيعة أن تلقى عليك من سحرها, فيما يوجهنا جورج سانتيانا إلى أن نتفكر فى نعمة الحركة ونقارن حالنا بحال النبات الثابت فى الأرض.
أما عن طعام الفلاسفة فهو ليس طعامًا معقدًا أو صعبًا، إنه ببساطة «الموز»، فعند الهنود يعتبرونه علاجًا لكل داء، حيث يقوم بشفاء الأمراض الجسمانية والروحية ويساعد على الاسترخاء والنوم الهادئ.
والآن كل ما عليك أن تخصص للمشى نصف ساعة يوميًا لمدة عشرة أيام وتبتاع عشر موزات لتلتهم واحدة كل يوم بعد الانتهاء من المشى ولا تنس أن تقلل من استخدام شبكات التواصل الاجتماعى وبعد هذه الأيام العشرة سترى الفرق وستتحسر على السنوات التى قضيتها بعيدًا عن تلك الكنوز.
