الوفاة الرقمية

كما أن الموت هو أحد خصائص كل كائن حى أو كما يقول المثل «مكتوب على العباد» فإن الامر نفسه نراه فى عالم الانترنت المترامى، الكثير من التطبيقات يحدث لها الأمر نفسه، وقبل أن نتحدث عن موت التطبيقات يجب أن نتحدث قليلا عن ميلادها، فتطبيقات الانترنت كثيرة ومتعددة وتشمل كل مناحى الحياة حرفيا منها ما هو متخصص لتأدية مهمة مرتبطة بالمؤسسات والشركات و الحكومات ومنها ما هو شخصى يستخدمه مليارات البشر مثلما هو الحال مع تطبيقات التواصل الاجتماعى.

وفى الحقيقة أن محاولة تحديد العدد الدقيق للتطبيقات الجديدة هو أمر بالغ الصعوبة ولكن بعض التقديرات تشير إلى أنه فى حدود 100 الف تطبيق جديد يظهر كل يوم وهو رقم مرشح للزيادة مع تزايد أعداد مستخدمى شبكة الانرتنت وحاملى الهواتف الذكية ومع التسارع الكبير فى معدلات التحول الرقمى على مستوى الحكومات والشركات وباقى أنواع المؤسسات وعلى المستوى الشخصى أيضا، أما عن التطبيقات التى تتوقف عن العمل تماما وتختفى من الساحة فإن تقديرها يكون صعبا أيضا ولكنها لا تقل بأى حال من الأحوال عن عشرة آلاف تطبيق يوميا.

تذكرت هذا الامر خلال الأيام الماضية بمناسبة إطلاق تطبيق»ثريدز» الجديد للتواصل الاجتماعى و متابعة الحرب الدائرة بين صاحب الشركة مطلقة هذا التطبيق والشركة الأخرى التى تمتلك تطبيقًا آخر منافسًا ومتابعة تزايد اعداد المستخدمين له والذى وصل الى 30 مليون مستخدم فى أول 24 ساعة منذ اطلاقه ثم حوالى 100 مليون خلال أول أربعة أيام وما صاحب هذه الحرب من احاديث وتوقعات واستنتاجات عن أسباب إطلاق التطبيق ومستقبله وكذا أيضا مستقبل التطبيق المنافس (تويتر9 وهى أمور من الصعب حسمها ولكن يمكن التنبؤ الى حد ما طبقا لعدد من الخصائص التى تم رصدها فى تطبيقات أخرى سابقة وصلت الى مرحلة التوقف التام منها زيادة الإعلانات الموجودة بها او ظهور تطبيقات أخرى اكثر جاذبية و تحتوى على مميزات اكثر او نتيجة لقصور فى الوظائف الرئيسية للتطبيق او وجود مشكلات فنية واعطال تؤدى الى توقفه او لان واجهة التطبيق ليست مريحة او جذابة User Friendly بالقدر الكافى.

هذا بالإضافة الى بعض التطبيقات التى يمكن القول إنها ولدت ميتة وذلك ببساطة انها تنافس تطبيقات أخرى موجودة ومستقرة ولها عدد كبير من المستخدمين من دون أن تقدم اى جديد يجعل المستخدمين يأخذون قرار الانتقال من التطبيقات القديمة إليها.