الأحد 28 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل سيتفوق الذكاء الاصطناعى على الذكاء البشرى؟

هل سيتفوق الذكاء الاصطناعى على الذكاء البشرى؟

سؤال يتردد كثيرًا خاصة بعد استخدام تطبيقاته المتعددة وأشهرها ChatGpt بواسطة ملايين من البشر حيث لمس أغلبهم كيف أن هذه التطبيقات تستطيع بسرعة كبيرة أن تقدم إجابات أو تعد محتوى جديدًا يصيبهم بالدهشة والانبهار.



فالذكاء البشرى بحسب التعريف الموجود فى موقع ويكيبيديا هو مصطلح يشمل القدرات العقلية المتعلقة بالقدرة على التحليل، والتخطيط، وحل المشاكل، وبناء الاستنتاجات، وسرعة التصرف، كما يشمل القدرة على التفكير المجرد، وجمع وتنسيق الأفكار، والتقاط اللغات، وسرعة التعلم، كما يتضمن أيضًا حسب بعض العلماء القدرة على الإحساس وإبداء المشاعر وفهم مشاعر الآخرين.

ولذلك فإن ما يقدمها الذكاء الاصطناعى من نتائج قد تتفوق على البشر ببساطة لأن الذكاء الاصطناعى يستطيع فى ثوانٍ معدودة إجراء عمليات المقارنة والتحليل والاستنتاج لكمية مهولة من البيانات والمعلومات لا يستطيع العقل البشرى الطبيعى الإلمام بها وتذكرها وهنا ومع التطور الكبير والسريع فى حجم تلك البيانات وكذا أيضًا فى قدرات الخوارزميات- البرمجيات- العاملة عليها فإن النتائج قد توحى بأنه قد تفوق على الذكاء البشرى بالفعل. الحقيقة إن الذكاء البشرى وكما جاء فى التعريف السابق لا يشمل فقط العمليات العقلية التى تقوم على معالجة البيانات واتخاذ القرارات بل يشمل أيضًا جوانب أخرى متعلقة بالإبداع والإلهام والذكاء الاجتماعى وهى جوانب يصعب على أنظمة الذكاء الاصطناعى وخوارزمياته أن تلم بها وتتصرف فى إطارها على الأقل فى خلال السنوات القليلة المقبلة وعليه فإن الإجابة البسيطة للسؤال فى عنوان هذا المقال ليست بالأمر الهين أو السهل فهى معقدة وصعبة وتعتمد على التطوير المستقبلى والتى آراها فى تقديرى المتواضع لن تكون بهذه السهولة، فالعقل البشرى من خلال تلك الجوانب الثلاثة لا يزال قادرًا على إبهار البشر والخروج بنتائج لا يتوقعونها أحيان كثيرا.

وحتى وإن حدث هذا فى المستقبل فأصبحت تلك الأدوات قادرة على محاكاة العقل البشرى بجوانبه المختلفة فإن النتائج الجامدة الصادرة عنه ستكون بلا روح حتى إن حاولت تلك الأنظمة محاكاة الروح البشرية.

قد تكون الإجابة النهائية عن هذه الجدلية فى الآية 73 من سورة الحج حيث يقول المولى عز و جل: بسم  الله الرحمن الرحيم “يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ، إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ، وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ، ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ” صدق الله العظيم.

فإذا كان الأمر كذلك مع الذباب فما بال بالعقل الذى هو أغلى ما كرم الله الإنسان به.