معنى السعادة

«كلنا عاوزين سعادة، بس إيه هى السعادة، ولا إيه معنى السعادة، قوللى يا صاحب السعادة، قوللى.. قوللى»، الكلمات السابقة من مونولوج غناء وتلحين الفنان إسماعيل ياسين ومن كلمات أبوالسعود الإبيارى.

تتنقل كوبليهات المونولوج بين بعض الأشياء التى يعتقد أنها هى السعادة مثل المال والغرام والزواج ،وبصورة ساخرة نجد الكلمات والمعانى تنفى هذه المزاعم أحيانًا، وعلى أى حال فإن معنى السعادة ومقوماته قد تختلف من شخص لآخر، من خصائص السعادة أيضًا أن بعضها مؤقت وبعضها مستديم تمامًا مثلما أن بعضها حقيقى وبعضها زائف.

من المهم أيضًا التفرقة بين السعادة والمتعة، فالسعادة مستمرة والمتعة وقتية وقد تترك المتعة إحساسًا بالسعادة يمتد بعد انتهائها وقد لا تترك هذا الإحساس، فشارب الخمر أو متعاطي المخدرات قد يشعر بمتعة وقتية ولكن لن يشعر بالسعادة ،بل على العكس فإن إحساسًا بالذنب وضيق الصدر سيلازمه بعد ذلك.

السعادة معدية، فالإحصائيات تقول إن تعرضك واحتكاكك بأشخاص سعداء لمدة لا تقل عن 15 دقيقة كفيلة بأن تشعر بالسعادة مثلهم، والأمر العكسى أيضًا موجود، فالاحتكاك بالمتشائمين وكثيرى الشكوى سيصيبك ببعض من ذلك أيضًا، أعتقد أن الإبحار المحموم فى شبكات التواصل الاجتماعى خير دليل على صحة تلك التجربة.

السعادة مفيدة للصحة البدنية والنفسية والعقلية لا شك، والسعادة أيضًا ليست أن تكون مثاليًا فهذا فخ كبير يقع فيه البعض متناسين أننا بشر وأننا فى الدنيا ،فلا مثالية فى أفعالنا ،ولا فيما يدور حولنا من أحداث ومن ينتظر  المثالية ويربط بها السعادة حتمًا سيموت قبل أن يصل إليها.

السعادة قد تكون فى علاقات اجتماعية جيدة مع أشخاص تحبهم ويحبونك، كما أن السعادة تكون فى العطاء أكثر منها فى الأخذ، ففى الأخذ أنانية وفى العطاء إيثار وهذا لا يلقاه إلا أصحاب القلوب السليمة.

السعادة فى القيمة فمن يشعر بأنه ذو قيمة فى الحياة لنفسه وللآخرين ويشعر أنه يزيد من هذه القيمة يومًا بعد يوم فإنه حتمًا سيشعر بالسعادة، والقيمة هنا ليست المادية، فالسعادة ليست فى المال وفى جميع الأحوال ،فإن السعادة قرار تتخذه كل يوم بأن تنظر إلى الجانب الإيجابى وتعظمه وتتغاضى عن السلبيات ولا تحزن لوجودها.

أما عن مصدر السعادة فالجميع اتفق على أنها تنبع من الداخل وليس من خارج عقلك ووجدانك، هذا إن رغبت فى السعادة بمعناها الحقيقى المستدام.