خواطر الذكاء الاصطناعى
المتابع لإذاعة القرآن الكريم يجد أن الشيخ محمد متولى الشعراوى يصف تفسيره للقرآن بانه «خواطر» وذلك على اعتبار انه لا أحد يعلم مراد الله الا الله ولذلك نجد ان كل الائمة الذين اجتهدوا فى هذا الأمر يختمون قولهم دائما بعبارة «والله اعلم» وهذا لا يعنى أن القرآن غير مفهوم ولكن هذا يعنى إن هذا الكتاب الذى لا تنقضى عجائبه لا يحمل تفسيرا واحدا والا كان المصطفى صلى الله عليه وسلم تركه مفسرا، فالخواطر منها ما هو مرتبط بالخبرة والعلم ومنها ما هو مرتبط بتفهيم الله للعبد وما يقع فى قلبه من تفسيرات للمعانى شريطة الا تخالف الشريعة ومقاصدها.
ومع ظهور تطبيقات الذكاء الاصطناعى وتداخلها فى جميع فروع العلم، حاول البعض وأنا منهم أن نختبر قدرة الذكاء الاصطناعى على كتابة خطبة جمعة حيث أتت النتيجة مرضية إلى حد كبير وأن كانت تنم عن خلفية البيانات التى تم استقاء الخطبة منها وهو أمر مفهوم، فالذكاء الاصطناعى يولد معارف بناء على ما لديه من بيانات ومعلومات أصلا وهنا تكمن الخطورة أحيانا.
وكما حدث فى توليد خطبة الجمعة، حاولت أن أسأل أحد تطبيقات الذكاء الاصطناعى عن تفسير بعض من آيات الذكر الحكيم حيث بدأت بجزء من بداية آية الكرسى وكان نص السؤال كما يلى: ما هو تفسير «الله لا إله إلا هو الحى القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما فى السموات وما فى الأرض من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه»؟
جاءت الإجابة كما يلى:
«الله لا إله إلا هو الحى القيوم
ـ الله: هو الاسم الأعظم لله تعالى، وهو الذى لا يستحق العبادة سواه.
ـ لا إله إلا هو: أى لا معبود بحق سواه.
ـ الحى: هو الذى له جميع معانى الحياة الكاملة بما يليق بجلاله وعظمته.
ـ القيوم: هو القائم بنفسه، المُقيم غيره، القائم على خلقه بآجلهم، وأرزاقهم، وأعمالهم.
لا تأخذه سنة ولا نوم
ـ سنة: هى النوم الخفيف.
ـ نوم: هو النوم العميق.
أى أن الله تعالى لا يأخذه أى نوع من النوم، فهو دائم اليقظة والإحاطة بخلقه.
له ما فى السموات وما فى الأرض
أى أن الله تعالى هو مالك كل شىء فى السموات والأرض، وهو المتصرف فيه.
من ذا الذى يشفع عنده إلا بإذنه
أى أن الله تعالى هو الذى يقبل شفاعة عباده، ولا يقبل شفاعة أحد إلا بإذنه.
تفسير الآية: هذه الآية الكريمة من أعظم الآيات فى القرآن الكريم، وهى تؤكد على وحدانية الله تعالى، وكمال صفاته، وقيوميته على خلق، وتدل الآية على أن الله تعالى هو الخالق والمدبر والمتصرف، وأنه لا يشبهه شىء من خلقه، كما تدل الآية على أن الله تعالى هو القاضى العدل، وأن شفاعته هى التى تنفع الخلق يوم القيامة.
فضل قراءة آية الكرسى: ورد عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال: «من قرأ آية الكرسى دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت». وورد أيضًا أنه قال: «من قرأ آية الكرسى فى ليلة لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح». ولذلك يحرص المسلمون على قراءة آية الكرسى فى كل يوم، خاصة فى أوقات السحر، وفى الصباح والمساء، وفى أوقات الرخاء والشدة.»
انتهى التفسير ولن ينتهى الجدل ولا التخوف ولا يجب أن ينتهى الانتباه.
