الصبر عايز صبر
متعددة هى أسباب نجاح الأغنيات، فى الماضى كان الأمر مرتبطًا بجمال اللحن وحلاوة الكلمات، تأتى حلاوة الكلمات من السجع الموجود بها والذى يساعد الملحن كثيرًا فى إخراج جمل لحنية متميزة يتم تغليفها بتوزيع موسيقى متميز.
للأسف هذا الأسلوب تقلص كثيرًا هذه الأيام فاللحن والموسيقى أصبحا أهم كثيرًا من الكلمات والمعانى ويا حبذا لو كان اللحن راقصًا-على واحدة ونص-بغض النظر عن الكلمات والمعانى أوحتى صوت المطرب.
للأسف لم أذكر صوت المطرب فى مقومات نجاح الأغنية حاليًا مثلما كان هوالعامل الأهم فى أغانى الماضى، عندما كانت الأصوات لعبد الحليم حافظ ومحمد فوزى وفريد الأطرش وأم كلثوم وشادية وفايزة أحمد وغيرهم الكثيرين، أما اليوم فإن الصوت لا يهم بل وصل الأمر إلى أن الأصوات الشاذة الناشز ربما تحظى بنجاح أكثر من الأصوات العذبة القوية المتمكنة.
عودة إلى كلمات الأغانى حيث نجد أن شعراء الزمن الجميل كانوا يتبارون فى صياغة عبارات مبتكرة ومعانى غير مطروقة وذلك بعد الانتهاء من مرحلة الكلمات والمشاهد المستهلكة الممتلئة بالخدود والشفاه والشعور الحريرية والدموع والآهات وغيرها من المفردات المستهلكة.
من العبارات العبقرية تلك التى غنتها المطربة الكبيرة وردة الجزائرية فى أغنيتها الشهيرة «لولا الملامة» من كلمات مرسى جميل عزيز حين قال: «بنحب ياناس ولا حدش فى الدنيا ماحبش... والدنيا ياناس من غير الحب ماتنحبش.. حتى اللايمين .. زينا عاشقين.. لكن خايفين لايمين تانيين».
وأحيانًا تكون الكلمات فى غاية البساطة والمنطقية ولكن تكوين الكلمات وحجمها يمكن الملحن من إطلاق إبداعاته مثل أغنية العبقرى محمد فوزى من كلمات حسين السيد حين قال: «ذهب الليل وطلع الفجر والعصفور صوصو؟؟؟ شاف القطة قالها بسبس قالت له نونو».
أما أغانى سيدة الغناء العربى أم كلثوم فإنها تمتلئ بتلك العبارات العبقرية فلا تكاد تخلو أغنية من تلك التراكيب الرائعة مثلما هوالحال فى أغنية «ودارت الأيام» لمأمون الشناوى حين قال: «أمر عذاب....وأحلى عذاب... عذاب الحب.. عذاب الحب للأحباب...ما اقدرتش اصبر يوم على بعده... دا الصبر عايز عايز صبر لوحده».
