المرأة السمراء
بغض النظر عن الأمثال الشعبية التى تقول إن السمار نصف الجمال أو الأغانى العاطفية التى تتغزل فى اللون الأسمر بداية من «اسمر يا أسمرانى» للعندليب الأسمر أيضا عبد الحليم حافظ مرورا بأغنية على الحجار «سمرا وبعيون كحيلة» وصولا إلى أغنية «أسمر حلو قابلته أشر برمشه كلمنى وجاوبته» للمطربة العراقية سمر، إلا أن للذكاء الاصطناعى رأيا اخر، ليس فى اللون الأسمر فقط ولكن فى الجنس اللطيف أيضا، ففى دراسة أعدت فى 2018 بواسطة معهد ماساتشوستس للتقنية وجامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية والتى أظهرت انحيازا واضحا فى عدد من تطبيقات معالجة وتحليل صور الوجوه والتعرف عليها بواسطة تقنيات الذكاء الاصطناعى والتى تم اكتشاف أن 77% من البيانات الصور الموجودة بالتطبيق هى لرجال و أن اكثر من 83% من هم من البيض.
هذا يشكل انحيازا واضحا فإذا نظرنا إلى نسبة الذكور إلى الإناث على مستوى العالم لوجدنا أن الذكور يشكلون 50.4% قسما تشكل الإناث النسبة الباقية (49.6%)، أما بالنسبة إلى لون البشرة فإن الإحصائيات تشير أيضا إلى أن البيض يشكلون حوالى 52% من عدد السكان فيما يشكل الملونون النسبة الباقية (48%) وعليه فإن نسب خصائص الصور المدخلة إلى تلك الأنظمة كان يجب أن يراعى تلك النسبة ولكن فى الحقيقة فإن هذا لم يحدث حتى الآن.
والمتتبع لرؤساء الشركات العالمية الكبرى العاملة فى مجال الذكاء الاصطناعى سيكتشف بسهولة هذا الانحياز، ببساطة لأن كلهم من الرجال وقليل منهم من الملونين.
تحليل آخر فى تقرير نشرته بلومبرج هذا العام لحوالى 5100 صورة مولدة بواسطة أنظمة للذكاء الاصطناعى تمثل هذه الصور رؤية تلك الأنظمة للوظائف المناسبة لتلك الوجوه والتى أظهرت نفس الانحياز أيضا، فصورة الرجل الأبيض أعتبرها أكثر ملاءمة للعمل كمدير أو رئيس شركة فيما أعتبر الرجل الملون-او الداكن السمار- مناسبا اكثر للعمل كبائع فى مطعم للوجبات السريعة او كعامل نظافة.
انحياز مماثل مارسته أنظمة الذكاء الاصطناعى نحو المرأة فقليل منهن التى اعتبرهن النظام مناسبات لوظائف الإدارة العليا مقارنة بثلاثة أضعاف النسبة فى أعمال أخرى بسيطة كعاملة كاشير أو عاملة فى مطعم للوجبات السريعة أيضا.
للمزيد من المعلومات حول الدراسة يمكن زيارة الموقع الإلكترونى التالى : https://www.bloomberg.com/graphics/2023-generative-ai-bias/
