الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الوطن.. مصر

الوطن.. مصر

على مدار الأسابيع الماضية التقيت مصادفة عددًا من الإخوة الفلسطينيين العالقين فى القاهرة، بعضهم جاء للعلاج والدراسة والتجارة وزيارة أصدقاء من المصريين.. أحدهم انخرط فى بكاء طويل بعد أن فقد خمسة عشر من أهله وأقاربه دفعة واحدة من خلال قصف إحدى العمارات السكنية وسط غزة. 



الأوضاع المأساوية التى يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون من خلال الرجوع إلى تاريخ الحروب العسكرية على مدار قرن من الزمان لم نشهد أبشع من تلك الجرائم التى انتهكت كل الأعراف والقوانين الدولية التى وُضعت لحماية المدنيين وقت الحروب. 

القانون الدولى، يؤكد ضرورة أن جميع أطراف النزاع العسكرى فى أى دولة بالعالم، يجب عليهم ضرورة التمييز بين المدنيين، والمقاتلين والأهداف العسكرية، وتوجيه هجماتهم فقط على المقاتلين والأهداف العسكرية، فالهجمات المباشرة على المدنيين محظورة، وتُعتبر جرائم حرب كما تُحظر أيضًا الهجمات العشوائية – تلك التى لا يمكن أن تميّز بين ما هو مدنى وما هو عسكرى، وعندما يؤدى هجوم عشوائى إلى مقتل أو إصابة مدنيين، فإنه يرقى إلى جريمة حرب، كما يُحظر أى هجوم غير متناسب – وهو الهجوم الذى يكون فيه الضررالمتوقع للمدنيين  مفرطًا، يعتبر ذلك فى عرف القانون الدولى جرائم حرب. 

هذه الدولة الصهيونية عرفناها جيدًا، وانكشفت الدول التى تساعد هذا الكيان المحتل المدمر الذى لا يترك أخضر ولا يابسًا فى طريق تحقيق ما يريد. 

العالم الغربى ليس كله إسرائيل إنما هناك دول كثيرة انتفضت، من أجل المشاهد المؤلمة التى رصدتها ووثقتها محطات الأخبار والزملاء الصحفيون والإعلاميون الذين تعرض الكثير منهم للاستشهاد والإصابات وحتى فقد أسرهم فى سبيل نقل الحقيقة، ورصد كل تلك الجرائم التى يمارسها المحتل الصهيونى فى قطاع غزة، ومن هذا المنطلق أتوجه إلى كل الزملاء الصحفيين بالشكر والتقدير وأن التاريخ سيذكر كل هذه التضحيات التى قدمها الزملاء من بداية هذه الحرب إلى نهايتها. 

هنا.. أسجل للتاريخ ولكل المصريين أن التوقيت صعب للغاية، وأن المؤامرات التى تريد النيل من وحدتنا ما زالت قائمة منذ 2011 وحتى هذه الساعة، كنا فى السنوات الثلاث بعد ثورة يناير نقول : إن مصر مستهدفة، اليوم بعدما نراه على أرض الواقع نقول: إن مصر هى الهدف، وبالتالى قراءة مشاهد الواقع المؤلم فى المنطقة وفيما حولنا تحديدًا من جميع الاتجاهات الاستراتيجية لمحددات الأمن القومى المصرى، يؤكد أن الموضوع لا يحتاج إلى كتابات أو تحليلات سياسية. 

لا سبيل أمام كل المصريين سوى الاصطفاف الوطنى خلف مصر وخلف المصلحة العليا لهذا الوطن.. دائمًا وأبدًا فى معظم ما أكتبه كنت أقول الاصطفاف الوطنى خلف الجيش والقيادة السياسية والحفاظ على الأمن الداخلى، والتماسك الوطنى.. الآن وبكل صدق أقول :إن «مصر أصبحت هى الهدف».

المشهد الثقافى مرتبط كثيرًا بالأحداث السياسية، من هنا أثمن التحركات التى اتخذها بالأمس الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب ونقيب كتاب مصر الشاعر والمفكر الدكتور علاء عبد الهادي، عن تشكيل مكاتب لمكافحة التطبيع مع الكيان الصهيونى فى كل الاتحادات العربية فى هذا التوقيت، بل إعداد  ملف كامل «للكتاب الأسود» لتوثيق كل الجرائم فى حق الأطفال والنساء والشيوخ فى قطاع غزة بالصور،  بداية من عام 1948 وحتى هذه اللحظة.

 تحيا مصر.