الناس الناس فتافيت الماس

هذه الجملة أتت ضمن أغنية «يابا يابا» أو كما يحلو للبعض تسميتها «العالى العالى» للكينج محمد منير، وبالطبع تأتى هذه العبارة- الناس الناس فتافيت الماس- للإشارة إلى الناس الحلوة التى لا تطيب الحياة إلا بهم، فالمقولة المأثورة تشير إلى أن «جنة من غير ناس ما تنداس» وهو ما لا يتعارض مع المقولة التى تدعو إلى الوحدة والتى هى خير من جليس السوء.

تعبير «الناس» يطلق على العموم للإشارة إلى البشر جميعًا حلوهم بسيئهم، صالحهم بفاسدهم كما تستخدم أحيانًا للإشارة إلى الأخيار منهم وذلك عندما نصفهم بأنهم «من خيار الناس» أو للإشارة إلى الأصل والتربية عندما نصفهم بأنهم «ولاد ناس» وهو ما لا يرتبط أو لا يجب أن يرتبط بالمستوى المادى فالأمثلة على خلاف ذلك كثيرة.

يشار أحيانًا إلى الناس إشارات سلبية مثل عند استخدامها فى شكل نصحية بألا تهتم كثير بما يقوله الناس أو عن رأيهم فيك وفيما تفعل وذلك على غرار أغنية سلطان الطرب جورج وسوف حين قال «كلام الناس لا بيقدم ولا يأخر... كلام الناس ملامة وغيرة مش اكتر».

يستخدم تعبير للإشارة إلى ما يفعله الناس وذلك للإشارة إلى عملية إخراج الفضلات حين نصف أحدهم يقوم بذلك الفعل بانه «بيعمل زى الناس»، والحقيقة انه وعلى الرغم من التعبيرات المختلفة والمعانى المختلفة المرتبطة بالناس فإن وجود الناس فى حياة أى إنسان لهو أمر فى غاية الأهمية فى كل الحالات أى إذا كان هؤلاء الناس مفيدين له أو يعاملونه بلطف أو كانوا ضارين ويعاملونه بجفاء، فالإبداع على سبيل المثال والحصر يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالناس وبالاحتكاك بهم، قارن بين أديب مصر العالمى نجيب محفوظ وكيف استفاد كثيرًا من علاقته بالناس وسماعه لأخبارهم وتصرفاتهم بأى أديب آخر قابع فى برج عاجى يحاول أن يختلق المواقف والأحداث، أو بين فنان كوميدى ضاحك وكيف يستمد الافيهات الضاحكة وطرق الأداء مما يشاهده ويحتك به من تصرفات خاصة فى مرحلة ما قبل النجومية حيث نجد نماذج كثيرة لهؤلاء الكوميديانات وكيف تحول أسلوبهم إلى السخق الشديد وكيف ثقل وزن دمهم بعد أن انفصلوا عن الناس وحصروا دائرة علاقاتهم فى مجموعة قليلة من المجاملين وأصحاب المصالح.

ولا يقتصر الأمر على المجالات الإبداعية بل يشمل جميع المجالات ومنها مجال الإدارة أيضا، فالمدير الجيد هو من مر بالعديد من التجارب والمواقف مع أناس مختلفين طيلة حياته المهنية مقارنة بالمدير الذى لم تتح له نفس الفرصة، لاحظ إننى لا أتحدث عن الناس الذين وصفهم محمد منير بأنهم فتافيت الماس وحسب بل أعتقد أن الأمر يشمل الناس الفالصو والناس الواطية أيضًا.