السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وزير الخارجية السودانى الأسبق «السمانى الوسيلة» لـ«روزاليوسف»: المبادرة المصرية الأقرب للحل فى السودان

قدم وزير الخارجية السودانى الأسبق السمانى الوسيلة، تقديرًا للوضع المتأزم فى السودان على مدى نحو عشرة أشهر من حرب داخلية، تسببت فى مضاعفة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية والسياسية فى السودان، واعتبر أن خطورة الوضع الحالى فى أن الحرب تحولت لمواجهة مع الشعب السودانى نفسه، وبالتالى هناك صعوبة فى الوصول لأى حلول أو تسوية للأزمة.



وأضاف السمانى الوسيلة، فى حوار خاص لـ «روزاليوسف»، أن هناك مبادرات عديدة للحل فى السودان، وأن المبادرة المصرية الخاصة بدول الجوار هى الأقرب فى السودان لأنها جمعت غالبية الأطراف الأخرى والأكثر دراية بالواقع السوداني، مشيرا إلى أن الحل يجب أن يكون سودانيًا وبمساعدة خارجية.

وقال إن الخلاف الحالى فى السودانى حول كيف يحكم السودان؟، ولا يجب أن يتم تحويله إلى خلاف حول من يحكم السودان؟، مشيرًا إلى  أنه يجب أن يعمل السودانيون فى وعاء واحد ينتهى لإصدار وثيقة يتفق عليها الجميع لإدارة الفترة الانتقالية.. وإلى نص الحوار..

■ ما هو تقديركم للوضع الحالى فى السودان، وتطورات الأزمة السياسية والأمنية فى السودان، خصوصًا فى ظل الحرب الداخلية القائمة منذ منتصف أبريل الماضي؟

- ما حدث فى السودان لم يكن متوقعًا كشعب وحتى على مستوى القوات المسلحة السودانية، والشاهد على ذلك تصريحات لمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للسودان «فولكر» منذ ثلاثة أشهر حينما قال إن الجيش السودانى تفاجىء بالهجوم عليه فى أبريل الماضى، لذلك تأزم الموقف لأن الطرف الآخر فى الصراع قد دخل فى مواجهة مع الشعب السودانى وليس الجيش، وبالتالى هناك صعوبة فى الوصول لحل أو تفاهم مع طرف «الدعم السريع» لأن المواجهة أصبحت مع الشعب السودانى نفسه.

والصعوبة هنا، فى أنه فى حالة إذا كانت هناك تفاهمات مع «الدعم السريع»، كيف للجيش السودانى أن يقنع الشعب السودانى بعد هذه الحرب بأن يكون هذا الطرف جزءًا من المعادلة السياسية، والأمر كيفية تعويض ما حدث خصوصًا حجم الدمار فى البنية التحتية ومؤسسات مهمة مثل المتحف السودانى ودار الوثائق والجامعات والمؤسسات التعليمية، والأصعب فى الأمر أنهم يوثقون جرائمهم بالفيديو وينشرونها، ورغم ذلك حاليا الجيش السودانى يتقدم بشكل كبير فى استعادة مواقع عديدة بالعاصمة.

■ فى رأيك حل الأزمة الحالية  سيكون عسكريًا أم سياسيًا بالتفاوض؟

- بالضرورة أن يكون للجيش السودانى الكلمة العليا، لأن الجيش لو انكسر ستخلق ليبيا أخرى واليمن والعراق وسوريا فى السودان، والجيش السودانى لديه قدرات عديدة على المواجهة بكوادره.

■ على المستوى الشعبى مما يحدث فى ظل غياب أفق للحل، وفى ظل نزوح الملايين لخارج السودان، كيف ترى المشهد؟

- لا يتوقع أحد أن يكون هناك تعاطف مع «الدعم السريع»، وحتى لو تم تفاوض وتم الوصول فيه إلى تعويضات وجاءت فترة الانتخابات وحرية الاختيار من الشعب لن يقبل أحد بوجود هذا الطرف، وحاليًا هناك استنفار شعبى بعد ما حدث فى ولاية الجزيرة وبات هناك مواطنون يحملون السلاح للاستنفار ضد ما يحدث من «الدعم السريع».

■ على مستوى النخبة السياسية تابعنا بعض المبادرات للخروج من الأزمة، كيف ترى هذه الجهود؟

- لابد أن يكون الحل سودانيًا سودانيًا، وتبقى الجهود الخارجية عوامل مساعدة، وبالتالى لابد أن يكون الحل سودانيًا بمساعدة خارجية، لذلك نطالب بأن يكون دور مصر مهمًا ودور السعودية أيضا مهمًا، الأمر الآخر مسألة العمل الذى تم فى أديس أبابا من جانب بعض الأطراف السودانية، كنت أتمنى أن يكون هناك نداءً شاملًا للشعب السودانى يشارك فيه الجميع، وليس أن تذهب مجموعة فقط من الأطراف السياسية لتعقد اجتماعات، لتعيد نفس ما حدث من قبل وتسبب فى نشوب الحرب الحالية عند توقيع الاتفاق الإطارى دون حضور جميع الأطراف السودانية، ذلك نتمنى أن تكون أشمل.

■ أتوقف هنا مع تصريح مع نائب رئيس مجلس السيادة السودانى مالك عقار حينما قال إن كثرة المبادرات الخارجية فى السودان تفتح أبوابًا خلفية لتدخلات خارجية فى السودان، كيف ترى ذلك؟

- هذا صحيح، لذلك يجب أن تتوحد هذه المبادرات، وتابعت مؤخرًا تصريح من مالك عقار بأنه ستكون هناك مبادرة لتوحيد كل هذه الجهود ويسعى أن يعمل جميع السودانيين فى وعاء واحد، باعتبار أن الخلاف الحالى هو خلاف حول كيف يحكم السودان؟، ولا يجب أن نحوله إلى خلاف حول من يحكم فى الفترة المقبلة؟، والمفروض أن مسألة الحكم يجب أن تكون بعيدة عن كل مواطن وكل حزب، لأن الفترة الانتقالية فترة لها مهام خاصة جدا ومحددة جدا وقصيرة جدا، لذلك المهمة الآن أن نتوصل لوثيقة يلتزم بها الجميع، فى كيفية إدارة الشعب السودانى لإدارة  بلده وتجيب على القضايا الشائكة والمختلف عليها.

■ تابعنا مبادرات خارجية عديدة للحل بداية من مبادرة دول الجوار التى قدمتها مصر، ومبادرة الإيجاد والاتحاد الإفريقى ومبادرة جدة، كيف ترى الجهود المبذولة من تلك المبادرات؟

- المبادرة المصرية هى الأقرب لنا فى السودان، لأنها جمعت غالبية أطراف المبادرات الأخرى، وهى الأقرب لمعرفة الواقع فى السودان وحجم الضرر الذى يصيب فى السودان، فى حين أن مبادرة الإيجاد أثبتت فشلها من اليوم الأول، لذلك حينما دعت مصر لمبادرة  دول الجوار هى تسعى بقوة وبشدة لجمع السودانيين جميعا لكى يصلوا لحل يتفق عليه الجميع.

■ بماذا تفسر ظاهرة الانقسامات السياسية فى السودان، ما بين الحزب السياسى الواحد والتيارات السياسية والمدنية؟

- ظاهرة انقسام الأحزاب هى تمرد على أسلوب إدارة الأحزاب نفسها، الأمر الآخر هو أن تجربة الممارسة الديمقراطية فى السودان لم تكتمل ولم تأخذ تطورها الطبيعى على مر عقود طويلة، الأمر الآخر يجب على الأحزاب أن تفتح أبوابها أمام أجيال جديدة من الكوادر، مع إعطاء فرصة للتجربة الديمقراطية للتطور.