المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية فى حواره لـ«روزاليوسف»: نستهدف استثمارات أجنبية بـ9 مليارات دولار وطرح 7 شركات بالبورصة خلال الفترة المقبلة
حوار- سمر العربى
كشف المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية عن أنه ليس هناك أى نية لإجراء تعديلات على آلية تسعير المنتجات ربع سنوية وملتزمين بتطبيق آليات التسعير، وفقا المحددات المقررة.
وأضاف وزير البترول فى حواره مع جريدة “روزاليوسف”، أن يستعد لحفر 5 آبار جديدة بحقل ظهر ضمن خطة التنمية مع الشركاء الأجانب مشيرا إلى أنه جار الانتهاء من وضع البئر الثانية من حقل شمال صفا بخليج السويس على الإنتاج ليرتفع الإنتاج الى 15 ألف برميل يوميا.
وأكد المهندس طارق الملا، أن قطاع البترول ملتزم بتوفير كافة احتياجات القطاعات الحكومية والخدمية من الوقود رغم تراكم مستحقات الهيئة لدى هذه الجهات، والذى يمثل تحديا كبيرا إلا أننا نعمل كحكومة وكيان واحد .
وأشار الملا إلى أن مصر تعمل على إنشاء بنية تحتية لإنتاج الهيدروجين محلياً تسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات العالمية وخاصة فى ظل المزايا التنافسية الفريدة لمصر كنقطة لالتقاء القارات وامتلاكها أهم الممرات الملاحية وشرايين التجارة الدولية، وهو ما من شأنه دعم فرص مصر لتصبح مٌوردًا مهمًا للهيدروجين إلى المنطقة ودول العالم لتعزز مكانتها فى مشهد الطاقة العالمى كمركز إقليمى للطاقة والهيدروجين، علاوة على تحقيق مردود مهم لاقتصادها، مضيفا أن الوزارة أنشأت قاعدة بيانات خاصة بالثروات التعدينية بجميع أنحاء الجمهورية.
والى نص الحوار ....
■ ما أهم الاكتشافات والمشروعات المنتظر أن تبدأ الإنتاج خلال 2024؟ وحجم الإنتاج المتوقع؟
- قطاع البترول يواصل خلال عام 2024 مسيرته لاستكمال عدد من المشروعات لزيادة معدلات الإنتاج من الثروة البترولية، فقد استطاع القطاع خلال عام 2023 الانتهاء من وضع 5 مشروعات لحقول الزيت الخام والغاز الطبيعى على خريطة الإنتاج بهدف إنتاج نحو 15 ألف برميل خام ومتكثفات يومياً، وحوالى 144 مليون قدم مكعب غاز يومياً وتبلغ إجمالى التكلفة الاستثمارية الإجمالية للمشروعات حوالى307 ملايين دولار، وشملت مشروعات تنمية حقل شمال إدكو/ شمال العامرية وتنمية حقل تين Teen شمال مطروح، تنمية حقل مليحة العميق (المرحلة الأولى)، تنمية حقل شرق دمنهور، المرحلة الأولى من تنمية حقول شمال جيسوم الشمالى GNN، والتشغيل الكامل للمرحلة الأولى من ربط غازات حقل ريفين.
أما عن المشروعات الجارى تنفيذها خلال العام الجارى، فهناك مشروع تنمية حقل شمال صفا البحرى بشركة جابكو، حيث تم البدء فى تنفيذ أعمال تنمية الحقل بمنطقة امتياز شمال شرق رمضان بخليج السويس وذلك بالتنسيق مع شركة دراجون الإماراتية، حيث يتضمن نطاق الأعمال إنشاء منصة بحرية لتنمية حقل شمال صفا (مرحلة الإنتاج المبكر) وتستوعب منصة شمال صفا تسهيلات خطوط الإنتاج لعدد 4 آبار إنتاج وعدد (2) بئر لحقن المياه وثلاث آبار مستقبلية، ويتم تنفيذ المشروع من خلال تحالف شركات مصرية، يضم شركات (إنبى، بتروجت، خدمات البترول البحرية PMS بهدف تصميم وتصنيع وتوريد وتركيب منصة الإنتاج البحرية شمال صفا، ومد خطى إنتاج بطول 10 و11 كم لنقل الزيت الخام إلى منصة رمضان 6، وحقن الآبار من منصة يوليو 10، وذلك بإجمالى استثمارات تقدر بحوالى 145 مليون دولار (للمرحلتين الأولى والثانية)، وبالفعل نجحت شركة خليج السويس فى وضع البئر الأول من حقل شمال صفا فى خليج السويس على خريطة الإنتاج فى بداية العام بمعدل 2500 برميل يومياً، ويجرى حالياً الانتهاء من وضع البئر الثانى فى الإنتاج ليرتفع إلى 15 ألف برميل يومياً من خلال تنفيذ خطة طموحة لحفر 7 آبار جديدة.
وجار أيضاً مشروع إنشاء محطة معالجة الغاز بحقل مليحة (المرحلة الثانية) بشركة عجيبة للبترول بالتنسيق مع شركة إينى الإيطالية، بهدف استيعاب الزيادة فى كميات الغاز المنتج من آبار منطقتى مليحة ومليحة العميق المخطط حفرها، والتى تقدر بحوالى 100 مليون قدم3/ يوم ومعالجته لتكون مواصفاته ملائمة للدخول على الشبكة القومية، ومن المخطط تغذية محطة الغاز الجديدة من ستة مناطق بمجموع 23 بئرا كما يتضمن نطاق أعمال المشروع تصميم وتوريد وتنفيذ واختبار خط غاز قطر 20 بوصة بطول 130 كم، وتصميم وتوريد وتنفيذ واختبار شبكة خطوط 19 بئراً بطول 122 كم، وتصميم وتوريد وتنفيذ واختبار وتشغيل محطة تسهيلات الإنتاج المبكر بحقل مليحة، وذلك بإجمالى تكلفة تقدر بحوالى 597 مليون دولار، حيث وقعت شركة بتروجت وشركة «شلمبرجير العالمية« عقد مقاولة لأعمال التصميم والتوريد والتشغيل لمحطة تسهيلات الإنتاج المبكر بحقل «مليحة» والتى تعتبر جزءا من المرحلة الثانية لمشروع مليحة المرحلة الثانية بالصحراء الغربية لصالح شركة عجيبة للبترول.
وهناك أيضاً كشف نرجس الذى تم الإعلان عنه فى منطقة البحر المتوسط بالشراكة بين شيفرون وإينى، وجارٍ حالياً العمل مع شركة شيفرون والشركاء للإسراع بوضعه على الإنتاج فى أسرع وقت ممكن، وذلك باستخدام خطة حفر وتنمية سريعة تعتمد على الأفكار غير التقليدية للتنمية باستخدام التسهيلات الحالية.
■ حجم الاستثمارات الأجنبية بالقطاع؟
- نستهدف استثمارات فى العام المالى الحالى 2023-2024 تتراوح بين 8 و 9 مليارات دولار لشركائنا العالميين، ومن المتوقع أن تكون الاستثمارات خلال العام المالى المقبل 2024- 2025 عند المستوى نفسه حيث نعمل مع شركائنا حالياً على تحديد حجم الأعمال والخطط والاستثمارات خلال العام المقبل.
■ أهم الاتفاقيات المنتظر توقيعها خلال إيجيبس للطاقة؟
- بالطبع سنشهد توقيع عدد كبير من الاتفاقيات المشتركة على هامش مؤتمر إيجيبس الذى يتحول هذا العام من مؤتمر للبترول إلى مؤتمر للطاقة يهتم بدعم التحول الطاقى والطاقات المستدامة وخفض الكربون من الصناعة البترولية، وتهدف الاتفاقيات لتعزيز تطبيق تقنيات خفض الكربون والحد من الانبعاثات فى عمليات البترول والغاز بما يخدم أهدافنا الاستراتيجية فى التوازن بين العمل بشكل مستدام وتأمين موارد الطاقة.
■ هل من المتوقع طرح مزايدات جديدة بقطاع البترول خلال العام الحالى؟
- هناك أولويات حددها قطاع البترول كبرنامج عمل يهدف إلى تكثيف أعمال البحث والاستكشاف فى مختلف مناطق مصر البحرية والبرية، بالإضافة إلى تحفيز عمل شركات البترول الأجنبية والمصرية لتكثيف أعمال البحث والاستكشاف من خلال طرح المزايدات والاتفاقيات والتى تعد حجر الزاوية فى تحقيق اكتشافات جديدة تسهم فى زيادة معدلات إنتاج واحتياطيات مصر من البترول والغاز، وخلال سبتمبر الماضى تم طرح مزايدتين جديدتين للهيئة المصرية العامة للبترول وشركة جنوب الوادى المصرية القابضة للبترول للبحث عن البترول والغاز فى 23 منطقة بالصحراء الغربية والصحراء الشرقية وخليج السويس والبحر الأحمر، كما تم الإعلان عن نتائج المزايدة العالمية للشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية (إيجاس) للبحث عن الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط ودلتا النيل والتى تم من خلالها إسناد 4 مناطق جديدة للبحث عن الغاز الطبيعى لشركات عالمية باستثمارات حدها الأدنى حوالى 281 مليون دولار وحفر 12 بئراً كحد أدنى ومنح توقيع بقيمة 5ر7 مليون دولار، وكذلك طرح أول مزايدة عالمية للحقول المتقادمة فى 8 حقول بخليج السويس والصحراء الشرقية، والتى طرحتها الهيئة المصرية العامة للبترول فى ٢٠٢٣ وتم إغلاق باب تلقى العروض وجار تقييمها، وقد تم طرح جميع هذه المزايدات بصورة رقمية من خلال بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج ( EUG)، وجار حالياً أعمال المسح السيزمى وجمع وتحليل البيانات بعدد من المناطق البرية والبحرية، وبمجرد الانتهاء منها سيتم تحديد عدد القطاعات التى يمكن طرحها فى مزايدات جديدة أمام شركات البترول العالمية والمحلية .
■ هناك تقارير دولية تؤكد أن مصر تدرس تطبيق تسعير تلقائى يومى للمواد البترولية مدى صحة ذلك وتأثيره؟
- آلية تسعير المنتجات البترولية ربع السنوية صدر بها قرار من رئيس مجلس الوزراء، وتأتى فى إطار مسار الإصلاح الاقتصادى الذى تنتهجه الحكومة منذ عام 2016 وتبنت مصر العمل بهذه الآلية منذ شهر يوليو 2019 واللجنة المشكلة كما تعلمين مستمرة فى المتابعة الدقيقة لتطورات أسعار البترول العالمية، وسعر الصرف السائد بالسوق المحلية، والتزامها بتطبيق آلية التسعير التلقائى وفقًا للمحددات المقررة، ومراعاة تجنب حدوث أية تشوهات فى تسعير المنتجات البترولية بالسوق المحلية قد تؤدى إلى خلل فى المنظومة السعرية للمنتجات البترولية، وهى تعلن بطريقة دورية ربع سنوية الأسعار المقررة لبيع المنتجات البترولية بالسوق المحلى، وغير وارد حالياً إجراء أى تغيير فى هذه الآلية.
■ آخر تطورات إنتاج حقل ظهر وحفر الآبار الجديدة؟
- لدينا شراكة ناجحة مع الشركاء إينى وبى بى وروزنفت ومبادلة الإماراتية فى مشروع حقل ظهر تواكبها الجهود المميزة، المبذولة من العاملين فى شركة بتروبل للحفاظ على استقرار معدلات الإنتاج، وتم تنفيذ مشروع ربط محطة المعالجة الخاصة بحقل ظهر مع محطة ضواغط الجميل، لزيادة معامل الاسترجاع من الحقل، إلى جانب العمل على حفر عدة آبار جديدة إضافية خلال عامى 2024 و2025 والاستمرار فى دراسة وسائل تعظيم المحافظة على معدلات الإنتاج وزيادة معامل الاسترجاع، فتنمية حقل غاز ظهر، تضمنت حفر وإكمال 20 بئراً، علاوة على 5 آبار إضافية بدءاً من العام الحالى، لدعم معدلات الإنتاج من الحقل التى تبلغ حالياً نحو 2٫2 مليار قدم مكعبة غاز يومياً، والإجراءات المنفذة لدعم كفاءة أداء المحطة البرية للحقل مخطط الانتهاء منها فى منتصف العام الحالى، وتشمل مشروعات تطوير وتدعيم الشبكة الكهربية التحت سطحية والمرحلة الثانية لزيادة سعة وحدات المعالجة وتركيب وحدات الضواغط.
■ إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أصدرت تقريرًا توقعت فيه انخفاضًا جديدًا فى إنتاج الغاز والبترول بالرغم من الاكتشافات الجديدة؟
- نتابع عن كثب ما يتم نشره من تقارير أو موضوعات عن صناعات البترول والغاز والتعدين والطاقة بصفة عامة ونقدر جيداً الكتابة الموضوعية ونعمل على الاستفادة جيداً مما تطرحه، وقد سبق وأن أوضحت جهود جذب الاستثمارات، والعمل على ما لدينا من مشروعات للإنتاج والتنمية نعمل على الإسراع بها ولدينا ما نقوم به فى العمل على تعويض التناقص الطبيعى لإنتاج الحقول وكذا زيادة الإنتاج الحالى فى ظل التحديات الراهنة .
■ مصفاة تكرير ميدور تصنف من أكبر 6 مصافى تكرير بالشرق الأوسط.. متى يبدأ التشغيل الكامل لها والافتتاح؟
- بالفعل مصفاة تكرير ميدور تعد من أكبر مصافى التكرير فى المنطقة، ومشروع التوسعات كان مدرجًا ضمن استراتيجية الوزارة التى تم إطلاقها فى عام 2016 بهدف إحداث تطوير وتغيير شامل فى مختلف الأنشطة البترولية المختلفة ومنها تطوير أداء مصافى تكرير البترول القائمة وإضافة كيانات وطاقات وقدرات جديدة بهدف زيادة الطاقات الإنتاجية من المنتجات البترولية لتأمين هذه المنتجات الحيوية محلياً وتقليل الاستيراد، ويتم حالياً تنفيذ عدد من مشروعات التكرير الكبرى بإجمالى استثمارات حوالى 7 مليارات دولار والتى سيتم الانتهاء من تشغيلها تباعاً خلال الفترة القادمة، ومن أهمها مشروع توسعات مصفاة تكرير ميدور بالإسكندرية والذى تم الانتهاء من مرحلتيه الأولى والثانية إيذاناً بقرب انتهاء باقى مراحل المشروع بالكامل خلال هذا العام، والذى سيؤدى إلى زيادة الطاقة التكريرية للمعمل بنسبة 60% من الطاقة الحالية (من 100 إلى 160 ألف برميل/ يوم)، وذلك من خلال تحديث الوحدات الإنتاجية الحالية بالإضافة إلى إنشاء وحدات إنتاجية جديدة وذلك لمواكبة المواصفات العالمية وتعظيم إنتاج المقطرات الوسطى من (البنزين عالى الأوكتان/ وقود النفاثات/ السولار / البوتاجاز) وذلك بتكلفة استثمارية 7ر2 مليار دولار، وقد تم الإنتهاء من جاهزية العديد من الوحدات الإنتاجية طبقاً لطاقتها التصميمية وهى (وحدة التقطير الجوى والتفريغى/ وحدة معالجة السولار/ وحدة معالجة الكيروسين/ وحدة إنتاج الهيدروجين/وحدة التكسير الهيدروجينى / وحدة التفحيم/ وحدة معالجة وتقسيم النافتا/ وحدة الإصلاح/ وحدة الأزمرة/ وحدة معالجة المياة الحامضية) بالإضافة إلى جميع المرافق اللازمة لتشغيل وحدات المشروع، ومن المخطط بدء التشغيل لكامل وحدات المعمل خلال الأشهر القليلة القادمة، وذلك بعد إنهاء الأعمال الجارى تنفيذها حالياً خلال التطفئة الكلية للمعمل.
كما جارٍ أعمال تنفيذ مجمع إنتاج السولار بشركة أنوبك بأسيوط لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من المنتجات منخفضة القيمة وذلك من خلال عمليات تكرير متقدمة لمعالجة المازوت الناتج من عمليات التقطير بمعمل شركة أسيوط لتكرير البترول والذى يعتبر منتجًا منخفض القيمة، وتحويله إلى منتجات رئيسية عالية القيمة مثل (السولار والنافتا والبوتاجاز)، وذلك بتكلفة تقديرية 9ر2 مليار دولار وبطاقة تغذية حوالى 5ر2 مليون طن/ سنة مازوت، هذا بخلاف توسعات شركة السويس لتصنيع البترول متمثلة بمجمع التفحيم وإنتاج السولار، ومشروع تقطير المتكثفات بشركة النصر للبترول بالسويس، ومشروع التقطير الجوى بمصفاة أسيوط لتكرير البترول.
■ كم بلغت مستحقات هيئة البترول لدى الجهات الحكومية؟
- مستحقاتنا لدى الوزارات والجهات الحكومية تأتى مقابل مسحوباتها من الوقود، وتراكم هذه المستحقات يمثل تحدياً كبيراً، ونحن كقطاع حيوى ملتزمون بتوفير كافة احتياجات قطاعات التنمية والقطاعات الخدمية من الوقود بشكل تام فنحن نعمل كحكومة واحدة، ويجب أن نذكر أن هذه الحكومة اقتحمت هذا الملف الخاص بفض التشابكات المالية بين الوزارات وحققت فيه خطوات ملموسة.
■ ماهو الموعد النهائى لطرح الـ 7 شركات البترول فى البورصة؟
- ندرك جيداً أهمية التعاون مع البورصة المصرية فى استغلال كافة الفرص وتوظيف المزايا التنافسية التى تتمتع بها شركات قطاع البترول المقيدة بالبورصة بشكل كفء بما يساعد على زيادة جاذبيتها للمستثمرين وتعزيز قيمة الأسهم بما يتلاءم مع التطور الكبير فى أداء الشركات ومن ثم تعظيم المردود من الأسهم المقيدة للشركات البترولية لصالح الاقتصاد المصرى، خاصة وأن الشركات البترولية والبتروكيماوية برهنت من خلال أدائها القوى فى البورصة خلال السنوات الأخيرة على تنافسيتها العالية وأن بإمكانها تقديم المزيد خلال الفترة المقبلة، وتم الانتهاء من طرح حصص من 5 شركات تابعة لقطاع البترول (إيلاب وموبكو وأبوقير للأسمدة والحفر المصرية وإيثيديكو) ومن المزمع البدء فى تجهيز 7 شركات أخرى ضمن برنامج الطروحات، ليصل إجمالى الشركات 12 شركة ضمن البرنامج الأولى للطروحات الذى تنفذه مصر.
■ خطة دمج شركات القطاع وتأثيرها على القطاع والعاملين؟
- دمج شركات القطاع هدف واضح ضمن مشروع تطوير وتحديث القطاع، وهو بمثابة مرحلة جديدة للعمل بشكل أكثر كفاءة من خلال الكيان المندمج وتنمية حجم الأعمال بما يمهد الطريق لزيادة الإنتاجية وتحقيق نتائج ملموسة وأكثر كفاءة على أرض الواقع، وتجلى ذلك فى النتائج الإيجابية التى تحققت من دمج 3 شركات توصيل غاز طبيعى للمنازل (غاز القاهرة وغاز الأقاليم وسيناء للغاز) فى كيان كبير وهو شركة مودرن جاس، مما ساهم فى رفع كفاءة الأداء فى مشروعات توصيل الغاز الطبيعى للمنازل والمدن الجديدة، وكذلك مشروعات مبادرة « حياة كريمة».
وكذلك عملية الدمج التى تمت بين شركتى خالدة وقارون للبترول ككيان جديد تحت مظلة شركة خالدة للبترول بهدف رفع كفاءة تنفيذ الأعمال للحصول على أعلى النتائج من نفس الموارد المدمجة من الشركتين، وذلك عن طريق تطوير منظومة الإدارة لتواكب الإدارة الحديثة للصناعة فى ظل التحديات الكبيرة التى تشهدها صناعة إنتاج الزيت الخام عالمياً، لتصبح شركة خالدة مسئولة عن عمليات الاستكشاف والإنتاج فى مناطق امتياز الشركتين مما يعزز من مكانتها كمنتج للبترول فى مصر، وهذا الدمج ساهم فى زيادة حجم الاستثمارات التى يتم ضخها والتوسع فى خطط العمل للبحث والاستكشاف وتنمية الحقول ومن ثم زيادة الإنتاج كهدف نهائى، علاوة على تطبيق أفضل التكنولوجيات لرفع كفاءة الإنتاج وخفض المصروفات، كما سيكون للعنصر البشرى فرصاً متنوعة للتطوير ورفع المهارات والذى ينعكس إيجاباً فى النهاية على تحقيق الأهداف والنتائج ومؤشرات الأداء.
■ قطاع التعدين.. لماذا لا يجد الاهتمام الكافى رغم تعديل القوانين؟ هل يمكن إلغاء نظام المزايدات به؟
- قطاع التعدين يمثل حالياً نسبة صغيرة من إجمالى الناتج المحلى، ولذلك أصبح أولوية لنا الآن العمل على زيادة نسبة مساهمته إلى 5% خلال العقدين القادمين، وبالفعل تم تغيير التشريعات والأنظمة والقوانين واللوائح التنفيذية لتصبح أكثر مرونة وتتوافق مع الممارسات الدولية فى هذا القطاع، بالإضافة إلى تسهيل الحصول على التراخيص، وخلال عام ٢٠٢٣ تم تحقيق مؤشرات أداء جيدة، حيث تم إنتاج حوالى 13 مليون طن من المنتجات والخامات التعدينية وبلغت كمية الصادرات للخامات المنجمية حوالى 3ر2 مليون طن، كما تم إنشاء قاعدة بيانات للثروات التعدينية فى جمهورية مصر العربية، تم فيها تجميع البيانات الأساسية لـ 27 خامة معدنية وجار الانتهاء من تدقيق البيانات الخاصة بهم تمهيداً لتضمينهم داخل المنصة الرقمية للخامات التعدينية، والتى نعمل عليها، على غرار بوابة مصر للاستكشاف والإنتاج حيث ستحتوى بوابة التعدين على كل البيانات الجيولوجية والخرائط المطلوبة من قبل المستثمرين لتسهيل عرض الفرص الاستثمارية فى مجال الثروة المعدنية فى مصر والترويج للمزايدات وجذب الاستثمارات، وقد تم بالفعل الانتهاء من عمليات التقييم الفنى للبوابة، وقد بدأنا تجارب تشغيل الإنتاج التجارى للذهب من موقع إيقات بجنوب مصر فى مارس 2023 والذى يأتى تتويجاً للخطة الطموح التى تم وضعها لبدء الإنتاج مبكراً منه فى ظل ما يتميز به الموقع، الذى تقدر احتياطياته بحوالى 2ر1 مليون أوقية من الذهب.
■ الهيدروجين الأخضر.. هل تمتلك مصر البنية التحتية لتخزين الهيدروجين وتحمل تكاليفه الباهظة؟
- قطاع البترول يمتلك خبرات فعلية ومقومات متطورة فى التعامل مع أنشطة سلسلة القيمة للهيدروجين ووزارة البترول والثروة المعدنية شاركت كعضو رئيسى فى صياغة الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين منخفض الكربون التى تم الانتهاء من إعدادها بالفعل من خلال المجلس الوطنى للهيدروجين ومشتقاته برئاسة رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى لتعمل على الاستفادة من المزايا التنافسية الفريدة، وذلك وفقاً للتوجيه الرئاسى من القيادة السياسية بذلك ومع وجود المجلس الوطنى للهيدروجين أصبح هناك منظومة حوكمة لهذا النشاط وبيانات موثوقة وكيفية استخدامه وكميات التصدير للأسواق المستهدفة والعقود التى سيتم توقيعها، ومصر تعمل على إنشاء بنية تحتية لإنتاج الهيدروجين محلياً تسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات العالمية وخاصة فى ظل المزايا التنافسية الفريدة لمصر كنقطة لالتقاء القارات وامتلاكها أهم الممرات الملاحية وشرايين التجارة الدولية، وهو ما من شأنه دعم فرص مصر لتصبح مٌورداً مهماً للهيدروجين إلى المنطقة ودول العالم لتعزز مكانتها فى مشهد الطاقة العالمى كمركز إقليمى للطاقة والهيدروجين، علاوة على تحقيق مردود مهم لاقتصادها.